عاجل
كتاب المنبر الحر

لقاء نتنياهو مع ترامب..

المنبر الحر – كتب: حمادة فراعنة (الكاتب والمحلل السياسي)

إجرام نتنياهو في تدمير قطاع غزة، وقتل عشرات الآلاف، والهدف واضح:

1- جعل قطاع غزة غير مؤهل للحياة عبر تدمير البنى التحتية، وقد أفلح في تحقيق هدفه بامتياز،

2- دفع الفلسطينيين نحو الرحيل والهجرة الإجبارية أو الطوعية بحثاً عن فرص أفضل للحياة، وقد أخفق في ذلك وفشل بوضوح بالغ، ومسيرات العودة صفعة شعبية فلسطينية لكل برامجه التوسعية الاستعمارية.

الرئيس ترامب بدوافعه الإنسانية وحرصه على حياة أهل غزة، حيث لا يمكنهم الحياة في «الجحيم» الغزاوي، الذي صنعه حليفه نتنياهو طبعاً بدعم أميركي علني، قدم اقتراحاً بريئا جداً، وغير متسرع، بل يبدو مدروسا ومتفقا عليه، لترحيل أهالي قطاع غزة من «الجحيم» الذي يعيشونه الذي صنعه لهم نتنياهو وفريقه وأجهزته.

وهيأ الأرضية لحليفه ترامب ليقدم خطته الإنسانية للفلسطينيين نحو الرحيل إلى خارج فلسطين، لأن إعادة تأهيل قطاع غزة وتعميرها يحتاج وفق تقديراته من 10 إلى 15 سنة، وحرام بقاء أهل غزة بهذا الوضع غير الإنساني طوال هذه الفترة الطويلة الصعبة.

فهم يستحقون الأفضل، وهو كرئيس نشمي، لديه حس إنساني مفرط يسعى لحل مشكلة أهل غزة خارج وطنهم، وبذلك يصيد عصفوين بضربة واحدة: أولها حل مشكلة الغلابى أهالي غزة خارج وطنهم، وثانياً حل مشكلة المستعمرة الإسرائيلية «صغيرة الحجم» المحيطة ببلدان عربية مساحاتها واسعة.

وعلى أرضية الحس الإنساني المفرط الذي يتمتع به الرئيس ترامب يمكنني بتواضع أن أخدمه وأقدم له اقتراحين:

الأول: باعتبار المستعمرة الحليف الأول المدلل له ولكل فريقه السياسي الانتقائي الذي اختارهم وهم من المولعين بالعشق للمستعمرة وقوتها وتفوقها.

أقترح أن يُطالب بوقف هجرة الأجانب من اليهود إلى فلسطين لأن هؤلاء يتمتعون بمواطنة متنفذة وإقامة محترمة في بلدانهم، والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والمانيا وبلدان شمال أوروبا نماذج واقعية فاقعة على دلال هؤلاء اليهود في بلدانهم.

ولذلك لا يجوز أن يتركوا مواطنتهم ومتاعهم ويأتوا ليسكنوا بيوت الفلسطينيين، كما هو نتنياهو حيث يسكن بيت عائلة مقدسية فلسطينية مطرودة ومنهوب بيتها من قبله ومن خطط المستعمرة.

لذلك على الرئيس ترامب أن يُقدم النصيحة الملزمة لحلفائه الصهيونيين المحتلين لفلسطين أن يتوقفوا عن الإتيان بالأجانب ليسكنوا فلسطين، وبذلك تخف المشاكل في منطقتنا العربية، ولا تحتاج المستعمرة للتوسع.

ثانياً: أغلبية أهالي قطاع غزة من اللاجئين الذين يتوقون للعودة إلى المدن والقرى التي طُردوا منها وتشردوا عنها في فلسطين التي تعرضت للاحتلال عام 1948، وخاصة منطقة النقب ومدن الجنوب الفلسطيني: بئر السبع، عسقلان، المجدل وغيرهم من المدن خاصة أن عدد سكانها قليل متواضع، وحكومات المستعمرة المتعاقبة تُقدم الحوافز للمستعمرين الجدد الأجانب للسكن فيها.

ولذلك يمكن لأهالي غزة النشيطين المبدعين أن يعودوا إلى بلداتهم المنهوبة المسروقة منهم وتُحل مشكلتهم إلى الأبد.

ويتم تطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الملزم 194، بعودة اللاجئين، ويعيشون معاً ممن يرغب من الشعبين أن يكونا في بلد واحد على أساس الندية والتكافؤ والمساواة بعيداً عن التشرد، لأن أهل فلسطين هم الأحق بالعودة إلى بلدهم واستعادة بيوتهم وممتلكاتهم في وطنهم الذي لا وطن لهم غيره، هُم أحق بوطنهم من الأجانب الذين يأتون إلى فلسطين مستعمرين متطرفين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!