عاجل
سوريا

جرائم فاقت جرائم الاحتلال الإسرائيلي.. قضى 22 عاما في أقبية سجون الأسد بسبب “غيرة” باسل منه.. ما قصة الفارس السوري عدنان قصار؟

أحلى ما في هذه السالفة أن الوريث البديل بشار الأسد أجاب على طلب إخلاء سبيل عدنان قصّار: أنا ما لي علاقة، اللي سجنه بيخلي سبيله!

المنبر الحر – دمشق |

عدنان قصار، فارس متمرس في ألعاب الفروسية، قاد منتخب بلاده إلى النصر في بطولة دورة البحر المتوسط للفروسية، إلا أن الأمر لم يرق لآل الأسد، وباسل الأسد “ابن حافظ الأسد” على وجه الخصوص، والذي كان ينافسه في المجال.. وعند العودة أُكيلت له تهماً “باطلة” لم يعرفها قصار إلا بعد قضاء 19 عاماً في سجون الاسد، وبعد 22 عاماً تم تحريره.. و بعد سقوط النظام تتكشف قصة جديدة من قصص الفظائع والانتهاكات التي قبعت خلف القضبان في ظل حكم آل الأسد.

من هو عدنان قصار ؟

ولد قصار لعائلة دمشقية في العاصمة السورية، وينسب إلى عائلته الفضل في تأسيس نادي الفروسية في منطقة الديماس بريف دمشق، فهو ينحدر إذاً من عائلة تحترف الفروسية منذ الصغر.

وخلال مسيرته المهنية، دأب قصار على المشاركة في الكثير من البطولات المحلية والدولية، وأثبت جدارة وكفاءة منقطعتي النظير، وقاد المنتخب السوري نحو إنجازات كبيرة كان أبرزها الفوز بلقب البطولة في دورة البلقان للفروسية في العام 1991.

ولسوء حظ قصار بالرغم من مهاراته، فإن باسل الاسد الابن الأكبر لحافظ الأسد كان “شريكاً غير كفء” له في المجال وفي ميادين السباق محلياً أو دولياً، وكان ضمن المنتخب الذي قاده قصار.

من فارس قاد بلاده للنصر إلى ضحية اعتقال وتعذيب وحشي لمدة 22 عاماً

كابتن منتخب الفروسية

اشتهر القصار بمهاراته الاستثنائية في ركوب الخيل وحاز على عدد من الجوائز والبطولات الدولية، أبرزها فوزه بلقب بطل دورة البلقان للفروسية عام 1991.

وقاد المنتخب السوري للفروسية إلى بطولات دولية محققا إنجازات كبيرة على المستويين المحلي والعالمي.

وكان باسل الأسد ضمن المنتخب الذي يقوده القصار لكنه لم يتمكن من الوصول إلى مستوى قائده، ولطالما حاول فرض سلطته عليه رغم قلة خبرته.

وفي العام 1992، كان قصار قائد المنتخب السوري للفروسية، وفي دورة ألعاب البحر المتوسط في نفس العام، كان مشاركاً إلى جانب باسل الأسد في البطولة، إلا أن الأخير أضطر تحت الضغط إلى الانسحاب من الشوط الأول من البطولة بسبب أدائه الهزيل، ليمسك قصار بزمام الأمور.

واتسم أداء قصار في الشوط الثاني من البطولة بالمهارة والحرفية التي أدت إلى تغيير مسار البطولة، وأدار كفة الفوز نحو منتخب بلاده.

وعلى الرغم من تتويج سوريا بطلاً في المنافسة، إلا أن الابن البكر لحافظ الاسد لم يرق له تصدر قصار وحصده للقب، ودفعت به الغيرة إلى حرم قصار من ضوء الشمس لدى عودته إلى بلاده متوجاً بالكأس، بدلاً من الاحتفاء به.

وبعد وصوله إلى بلاده، وجهت إلى قصار في العام 1993 تهماً بحيازة متفجرات و “محاولة اغتيال باسل الاسد” و”تحقير رئيس الدولة”، تهماً لم يعرف قصار فحواها إلا بعد انقضاء 19 عاماً من محكوميته في السجن، متنقلاً بين جحيم المعتقلات السورية بين سجن صيدنايا “المسلخ البشري” وسجن تدمر ذائع الصيت.

المفارقة أن قصار لم يدر بخبر وفاة باسل الأسد الذي كان متهماً بقتله إلا بعد خروجه من السجن، ولم يتم الإفراج عنه رغم الوساطات إلا بعد 22 عاماً، وعلى الرغم من وفاة باسل الأسد، فقد رفض شقيقه بشار التدخل للإفراج عن قصار، قائلًا “باسل من أمر باعتقاله، ولا يمكنني التدخل”.

باللهجة السورية: أنا ما لي علاقة، اللي سجنه بيخلي سبيله!

خرج قصار في العام 2014 في ظل مرسوم رئاسي “للعفو” أصدره الرئيس السوري المخلوع بشار الاسد أفرج بموجبه عن “المئات من المعتقلين”.

وبعد سقوط النظام، وجلاء الخوف عن قلوب ضحايا نظام الأسد، وفي مقابلات تلفزيونية معه، نعى قصار بمرارة 22 عاماً من حياته، إذ دخل إلى السجن وهو بعمر 33 عاماً ليخرج منه بعمر 56 عاماً، قضى قسماً كبيراً منها في العزل الانفرادي، وذاق خلالها صنوفاً من التعذيب الوحشي.

أعواماً طويلة من الظلم دفعها قصار ثمناً للكأس الذي توج بلاده به، والذي أثار حفيظة وغيره آل الأسد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!