عاجل
أخبار العالم

ترامب وبوتين يتفقان على بدء مفاوضات وقف حرب أوكرانيا وتبادل الزيارات

المنبر الحر – أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إجراء اتصالين هاتفين مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، لبحث مسألة بدء مفاوضات وقف الحرب في أوكرانيا “على الفور”، وسط تصاعد الآمال بالتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب التي بدأت في فبراير عام 2022.

وقال ترامب على منصته Truth Social، إنه بحث مع بوتين مواضيع “أوكرانيا والشرق الأوسط والطاقة والذكاء الاصطناعي وقوة الدولار ومواضيع أخرى مختلفة”.

وأشار إلى أنه اتفق مع نظيره الروسي على “وقف ملايين الوفيات التي تحدث في الحرب مع الروسية-الأوكرانية”، والعمل معاً “عن كثب”، بما يشمل تبادل زيارات البلدين.

وتابع: “لقد اتفقنا أيضاً على أن تبدأ فرقنا المعنية المفاوضات على الفور، وسنبدأ بالاتصال بالرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، لإبلاغه بالمحادثة، وهو ما سأفعله الآن”.

وعقب منشور ترامب بدقائق، قال مكتب الرئيس الأوكراني، أن زيلينسكي تحدث هاتفياً، مساء الأربعاء، مع ترامب لمدة ساعة تقريباً.

فريق ترامب التفاوضي

ووفقاً لترامب، يضم الفريق التفاوضي الأميركي كلاً من وزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

ولم يتضمن فريق ترامب التفاوضي مبعوثه الخاص إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوج، الذي أبلغ حلفاء للولايات المتحدة، خلال اجتماعات جرت مؤخراً، باستعداده لتقديم خيارات إلى ترامب تتعلق بإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأعرب الرئيس الأميركي عن شعوره بأن تكون المفاوضات “ناجحة”، وقال: “لا ينبغي إزهاق المزيد من الأرواح، أود أن أشكر الرئيس بوتين على وقته وجهده فيما يتعلق بهذا الاتصال، وعلى إطلاق سراح مارك فوجل”، في إشارة إلى المعلم الأميركي الذي أطلقت روسيا، الثلاثاء، سراحه بعد قضائه 3 سنوات ونصف في السجن.

وأشار إلى أنه يعتقد أن “هذا الجهد سيؤدي إلى نتائج ناجحة، وآمل أن يكون ذلك قريباً”.

وذكر ترامب، أنه تحدث مع بوتين عن “التاريخ العظيم لبلدينا، وأننا حاربنا معاً بنجاح كبير في الحرب العالمية الثانية، متذكرين أن روسيا خسرت عشرات الملايين من الناس، وخسرنا نحن أيضاً الكثير، لقد تحدث كل منا عن نقاط قوة بلدينا، والفائدة العظيمة التي سنجنيها يوماً ما من العمل معاً”.

تنظيم لقاء شخصي

من جهته، ذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في بيان، أن “بوتين دعا ترامب لزيارة موسكو”، لافتاً إلى أن الجانبين “اتفقا في محادثة هاتفية على تنظيم لقاء شخصي”.

وأضاف بيسكوف للصحافيين، أن “الاتصال الهاتفي كان طويلاً جداً، إذ استغرق ما يقرب من ساعة ونصف. وناقش الرئيسان القضايا المتعلقة بتبادل المواطنين الروس والأميركيين”.

وأشار إلى أن “رئيس الولايات المتحدة أكد أنه سيفي بجميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها”، مضيفاً: “بوتين وترامب ناقشا الوضع في أوكرانيا، وأكد بوتين لترامب ضرورة إزالة الأسباب الجذرية للصراع في أوكرانيا”.

ووفقاً للكرملين، بحث الجانبان “مواضيع تسوية الشرق الأوسط”، و”البرنامج النووي الإيراني”، وكذلك “العلاقات الثنائية الروسية الأميركية في المجال الاقتصادي”.

اتصال ترامب وزيلينسكي

ووصف زيلينسكي الاتصال الهاتفي مع ترامب بـ”المفيد”، وقال على منصة “إكس”: “لقد تحدثنا لمدة طويلة عن فرص تحقيق السلام، وناقشنا استعدادنا للعمل سويةً على مستوى الفريق، والقدرات التكنولوجية لأوكرانيا، منها الطائرات المسيرة والصناعات المتقدمة الأخرى”.

وأعرب عن امتنانه لترامب لـ”اهتمامه بما يمكننا إنجازه”، لافتاً إلى أنه تطرق معه للمباحثات التي أجريها مع وزير الخزانة الأميركية سكوت بيسنت في كييف، والتي تضمنت “إعداد وثيقة جديدة حول الأمن والتعاون الاقتصادي، والشراكة في الموارد”.

وذكر أن ترامب شارك تفاصيل اتصاله مع بوتين، مشيراً إلى أنه “لا أحد يريد السلام أكثر من أوكرانيا. وبالتعاون مع الولايات المتحدة، نخطط لخطواتنا المقبلة لوقف العدوان الروسي، وضمان سلام دائم وموثوق”.

وأردف: “وكما قال الرئيس ترامب، فلننجز الأمر. لقد اتفقنا على استمرار التواصل، والتخطيط لاجتماعات قادمة”.

من جهته، اعتبر ترامب، أن اتصاله مع نظيره الأوكراني “كان جيداً جداً”، مضيفاً: “هو، مثل الرئيس بوتين، يريد السلام”.

وأوضح أن الاتصال بحث “مجموعة متنوعة من المواضيع المتعلقة بالحرب، ولكن الأهم من ذلك هو الاجتماع الذي من المقرر عقده يوم الجمعة في ميونيخ، حيث سيقود نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو الوفد” في إشارة إلى الوفد الأميركي المشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن هذا الأسبوع.

وأعرب الرئيس الأميركي، عن أمله بأن “تكون نتائج هذا الاجتماع إيجابية”، وتابع: “لقد حان الوقت لوقف هذه الحرب السخيفة، التي أدت إلى موت ودمار كبيرين وغير ضروريين أبداً”.

وسبق أن أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الاثنين الماضي، على ضرورة أن تعالج أي محادثات بشأن أوكرانيا الأسباب الجذرية للصراع، وتعترف بـ”الواقع على الأرض”، معتبراً أن “استخدام أسلوب الإنذارات النهائية ضد روسيا، لن يجدي نفعاً”.

وأشار ريابكوف، الذي يشرف على العلاقات الأميركية والحد من التسلّح، إلى ضرورة تلبية جميع شروط الرئيس الروسي لإنهاء الصراع في أوكرانيا، قائلاً: “كلما أدركت الولايات المتحدة والغرب ضرورة تلبية جميع شروط بوتين كلما كان التوصل إلى تسوية في أوكرانيا أسرع”.

وفي 14 يونيو الماضي، حدد بوتين شروطه لإنهاء الحرب على الفور، وقال إنه يتعيّن على أوكرانيا سحب قواتها من 4 مناطق أوكرانية انضمت إلى روسيا، والتخلي عن طموحاتها في الانضمام لحلف شمال الأطلسي.

ملامح من خطة ترامب

وانتشرت تكهنات في واشنطن مؤخراً، بأن الإدارة ستقدم خطة في وقت قريب، على الرغم من أن مبعوث الأميركي إلى أوكرانيا وروسيا نفى صحة تقارير تفيد بأنه سيعلن تفاصيل الخطة خلال مؤتمر ميونخ للأمن هذا الأسبوع.

وكشف مبعوث ترامب الخاص كيث كيلوج (80 عاماً)، وهو جنرال متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي، عن أبرز ملامح خطته في وقت سابق. ويقدم في خطته المُقترحة رؤية تتضمن وقفاً لإطلاق النار، وتجميداً للخطوط الأمامية، مع التركيز على مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا.

وتبدأ خطة كيلوج، التي وضعها في مقال كتبه لمعهد “أميركا أولاً” للسياسات، في أبريل الماضي، بوصفه للحرب بأنها “أزمة كان يمكن تجنبها، لكن بسبب “سياسات إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، أصبحت الولايات المتحدة متورطة في حرب لا نهاية لها”.

ووجه كيلوج الكثير من الانتقادات لتصرفات بايدن في خطته، إذ يقول إن إدارته قدمت القليل جداً من الأسلحة، وفي وقت متأخر للغاية، وأن نهج ترامب “الناعم” تجاه بوتين، وليس “شيطنته” كما فعل بايدن، هو ما سيمكنه من التوصل إلى صفقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!