تحليلات: خطة تهجير الغزيين ستؤدي للمطالبة بنقل اليهود من “إسرائيل” أيضا
المنبر الحر – استبعد محللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الجمعة، إمكانية تنفيذ خطة تهجير سكان قطاع غزة، التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي.
وأشاروا في الوقت نفسه إلى أن ترامب استبعد احتمال شن هجوم إسرائيلي، أو إسرائيلي – أميركي، ضد إيران في الفترة القريبة على الأقل.
ووفقا للمحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، فإن المسافة بين الفكرة وتنفيذها هي مثل المسافة بين الثريات المذهبة في الغرفة الشرقية في البيت الأبيض وبين الدمار الهائل في غزة، ولا توجد طريقة للجسر بينهما.
وذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن فكرة تهجير الغزيين موجودة لدى ترامب فقط. ولم تجر أي مداولات حولها في إدارة ترامب. ولم يتحمل المسؤولية عن فكرة التهجير أي مسؤول أميركي.
كما أن المتحدثة باسم ترامب سارعت إلى إطلاق تصريح مناقض لأقوال رئيسها، وقالت إن الجنود الأميركيين لن يدخلوا إلى غزة، وأن الولايات المتحدة لن تمول إعادة إعمارها. ومستشار ترامب للأمن القومي قال إن ما طرحه ترامب ليس خطة وإنما فكرة.
وأشار برنياع إلى أن تأييد رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، وأنصاره لفكرة ترامب بتهجير الغزيين، نابع من أن الحرب بنظرهم ليست ضد منظمات فلسطينية أو إيران أو أعداء إسرائيل، وإنما “الحرب هي ضد مجرد وجود كيان قومي آخر بين النهر والبحر. وقد كتب سموتريتش ذلك بنفسه في ’خطة الحسم’، في العام 2017”.
من جانبه، لفت المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور، إلى أنه وجود مشاكل أخرى، سيبدأ التداول حولها لاحقا، بينها مشاكل قانونية، إذ أن معاهدة جنيف الرابعة تمنع بوضوح نقل سكان من منطقة محتلة؛ بالإضافة إلى مشاكل اقتصادية، أي من سيمول الخطة بعد أن أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن تشارك بالتمويل.
وأشار إلى وجود مشاكل تنفيذية أيضا، حول من سيشرف على خروج السكان، ومن سيحارب المقاتلين الذين سيبقون في القطاع؛ بالإضافة إلى المشاكل السياسية بعد أن عارض العالم العربي والغربي الخطة؛ ومشاكل تتعلق بإسرائيل أيضا، فإذا بالإمكان التحدث عن نقل سكان من أجل تسوية مشاكل، قد يكون هناك من سيطالب بنقل اليهود من إسرائيل أيضا.
واعتبر ليمور أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، كسب شيئا آخر أيضا، فقد حصل شركاؤه في اليمين المتطرف على أكثر مما تمنوا. “ورغم أنهم سيضطرون إلى الانفصال مؤقتا عن حلم المستوطنات في غزة، لكن في المقابل حصلوا على انتصار أكثر من مطلق، على الورق طبعا. وسيطالَبون الآن بالجلوس وانتظار ماذا سيحدث، وعدم وضع مصاعب أمام مطالب سيقدمها ترامب لاحقا”.
وأضاف في هذا السياق أن هناك مشكلة واحدة، وهي حماس. وليس واضحا ماذا ستستفيد من كل هذا، ولماذا يتعين عليها أن توافق. فإذا لم يأخذوا برأيها، لن تتعاون. وإذا أخذوا برأيها، ستتعاون في ما يخدم مصلحتها فقط. ومصلحتها هي الحفاظ على حكمها في غزة.
ورأى ليمور أن جميع المشاكل التي كانت هنا عشية القمة في واشنطن لا تزال هنا. وما أضيف إليها هو دعم أميركي وخطة احتمالات تنفيذها ليست واضحة وحتى أنها ضئيلة. والآن ينبغي تحويل ذلك إلى خطة عمل، وفيما في الخلفية الاتفاق مع السعودية وقضية النووي الإيراني.
________________________
www.almenberalhor.com