اليرموك حقائق دامغة

المنبر الحر – بقلم: د. خالد الهيلات
كثر اللغط أخير حول مديونية جامعة اليرموك ما بين منتقد لسياساتها وإدارتها، ومؤيد لتلك السياسات دون الاستناد إلى ارقام تشرح وتوضح اسباب المديونية، وما إن كانت ناتجة عن سوء إدارة، أم عن سياسات هدفها النهوض بالجامعة والتخلص من مديونيتها نهائيا في المستقبل المنظور.
في هذا المقال سأحاول عرض بعض الأمور والأرقام كي أكون منصفا، دون تجنن أو محاباة لأحد، بعيدا عن التغني بالإدارة، أو كيل الاتهامات لها، تاركا الحديث للأرقام من خلال مقارنات بسيطة.
أولا – يعرف الجميع أن بإمكان إدارة أي مؤسسة أو هيئة إبقاء الأمور كما هي أو إجراء تداخلات علاجية من خلال قرارات شعبوية، وترحيل المشكلات للإدارات اللاحقة، أو مواجهة المشكلات والتحديات واتخاذ تداخلات جراحية رغم ما ينجم عن ذلك بهدف استئصال المشكلات والقضاء عليها، وما يسجل للإدارة الحالية اختيارها لمواجهة المشكلات دون النظر للشعبية للنهوض بالجامعة وإنها مشكلة المديونية بأكبر قد ممكن.
ثانيا- تمكنت الجامعة خلال السنتين الماضيتين من دخول تصنيف ” كيوأس 2025″ للجامعات العالمة حيث جاءت في المرتبة (951-100) للعام 2025 من بين 5663 جامعة، وجاءت من افضل 375 جامعة على مستوى العالم في تأثير الخريجين وتبؤهم للمناصب القيادية، ومن افضل 450 جامعة على مستوى العالم في مؤشر سمعة الخريجين، وافضل 601 جامعة في مجال السمعة الاكاديمية وافضل 701 جامعة في مؤشر الاستدامة، وحلت في المرتبة 42 على مستوى الجامعات العربية، من بين 246 جامعة، كما حلت في المرتبة الأولى على مستوى الجامعات الأردنية، والرابعة عربيا، وفق معامل التأثير والاستشهادات المرجعية للمجلات العلمية العربية “أرسيف”، الذي شهد مشاركة 1165 جامعة ومؤسسة علمية وبحثية، بمعدل زيادة وصل إلى ما يقارب 12 % عن العام الماضي، كل ذلك لم يأت من فراغ بل من خلال جهود الإدارة واعضاء الهيئة التدريسية في تحقيق التمير في برامجها الأكاديمية وخططها الدراسية، واهتمامها بجودة ونوعية البحث العلمي والنشر في المجلات العالمية وزيادة حوافز النشر العلمي.
ولمن يتساءل عن الهدف من تحسين التصنيفات والاعتماديات نقول انها كانت تشكل عائقا كبيرا امام جذب الطلبة الاردنيين والطلبة من الخارج، فالطالب الدولي والجهات الباعثة يبحثون اليوم الجامعات التي تحمل تصنيفات عالية ولديها برامج معتمدة وبغير ذلك لا يمكن جذب الطلبة الدوليين، وفي اخر خمس سنوات ارتفع عدد الطلبة الدوليين بشكل كبير جدا لكن يعاملون معاملة الطلبة الاردنيين .
ثالثا- تجاوزت المبالغ المصروفة على دعم البحث العلمي في السنوات الاربع الأخيرة مليون ونصف المليون دينار، إذ تجاوزت عام 2024 نصف المليون دينار، في حين كانت 5 الاف دينار عام 2017، و34 الفا عام 2020، وقفزت بشكل كبير عام 2021 لتصل لنحو 237 الف دينار، و283 الف دينار عام 2022، وبلغت 330 الف دينار عام 2023، واذا تم توزيع مجموع دعم البحث العلم على اعضاء الهيئة التدريسية نجد أن نصيب كل منهم بلغ (1363) دينارا، وبعضهم يبحث عن 50 دينارا تم حسمها من حوافز البرامج غير العادية، وبقرار هو من صلب صلاحيات مجلس امناء الجامعة، اما عدد الابحاث العلمية المنشورة في قواعد بيانات سكوبس فقد بلغت في الفترة ذاتها نحو (4) الاف بحث مقابل 1954 بحثا مجموع الابحاث للسنوات(2017-2020) .
رابعا – بلغ عدد العاملين في الجامعة من اعضاء الهيئتين التدريسية والادارية عام 2020 نحو 2500، وتراجع إلى 2315 عاملا عام 2024 بمعنى أن 186 من العاملين في الجامعة انتهت خدماتهم لبلوغهم السن القانونية مما حمل الجامعة مبالغ كبيرة مكافآت نهاية الخدمة.
خامسا- لقد حققت الجامعة خلال الفترة (2021-2024) العديد من الانجازات، فلماذا ننظر الى نصف الكأس الفارغة ، ونتناسى تلك الإنجازات، ومن ابرزها الحصول على الاعتماد الدولي لـ 14 برنامجا، وتقدمت في التصنيفات العالمية للوصول إلى افضل 950 جامعه عالميا في تصنيف كيو اس, وافضل 1000 في تصنيف التايمز وافضل 5.5% من الجامعات في الويبومتركس، وقد تم تصنيفها في المرتبة الأولى محليا والرابعة عربيا في تصنيف ارسيف للمجلات العربية لعام 2024.
سادسا- تم استحداث كلية التمريض (بكالوريوس في التمريض) وتجهيز مبنى للكلية، واطلاق منصة ابسول لتعليم اللغه العربية لغير الناطقين بها، واستحداث الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلمين المدعوم من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، وتخفيض الرسوم للطلبة الدوليين واللاجئين لاستقطاب الطلبة، بهدف زيادة ايراداتها المالية.
سابعا- تم اطلاق شركة استثمارية خاصة تابعة لصندوق الاستثمار في الجامعة، للاستثمار في المنطقة الجنوبية، وباشرت في بناء سكن للطلبة ومحلات تجارية، إضافة الى مشروع مستشفى وفندق.
وفي مجال البحث العلمي تم تعديل تعليمات حوافز النشر العلمي وتعليمات الترقية، مما اسهم في زيادة عدد الابحاث المنشورة في قواعد البيانات سكوبس، وعدد الاستشهادات وبنسبة نشر تجاوزت ورقة بحثية لكل عضو هيئة تدريس لأول مرة منذ تاريخ تأسيس الجامعة.
اما في مجال تطوير قدرات الطلبة في مجال اللغات والذكاء الاصطناعي فقد استحدثت الجامعة حزم اللغات ضمن المساقات الاختيارية في الجامعة، وتوسعت في تطبيقها لتعزيز المهارات اللغوية للطلبة، واستحدثت مساقات في الذكاء الاصطناعي لمختلف برامج الجامعة، وعملت على انشاء مستشفى المحاكاة في كلية الطب، واستحداث 12 برنامج بكالوريوس نوعي جديد و10 برامج دراسات عليا، وتحديث وتعديل مسمى 14 برنامجا.
واخيرا دعونا نحتكم إلى لغة الارقام لتفصل بين المنتقدين والمؤيدين، بدلا من اللجوء للاتهامية، أو الإشادة دون أن نعي ما نقول .