التهجير مرفوض ٌ… رسميّاً وشعبيّاً!!
![](https://almenberalhor.com/wp-content/uploads/2025/01/DSC_0367-780x470.jpg)
المنبر الحر – بقلم: الكاتب رمضان الرواشدة
لا يمكن لنا، كأردنيّين وفلسطينيّين وعرب، أن نقبل، بأيّ حال من الأحوال التصريحات والخطط الّتي أعلنها الرئيس الأمريكيّ دونالد ترمب بترحيل الفلسطينيّين من قطاع غزّة إلى الأردنّ ومصر ودول أخرى.
إنّ مجرّد طرح الفكرة يعني شطب القضيّة الفلسطينيّة، من أساسها، وإلغاء حقّ تقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينيّة المستقلّة وعاصمتها القدس وطيّ ملفّ حقّ العودة للّاجئين الّذي أقرّته الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة بقرارها رقم 194.
شطب القضيّة الفلسطينيّة لن يؤدّي إلّا إلى مزيد من المقاومة المشروعة الّتي هي حقّ للشعب الفلسطينيّ في مقاومة الدولة القائمة بالاحتلال. ومن يعتقد أنّه يستطيع إنهاء القضيّة فهو واهم فالفلسطينيّون، في كلّ مكان، في فلسطين والعالم يحلمون باليوم الّذي يعودون فيه إلى وطنهم، وفي ظلّ دولتهم المستقلّة.
أردنيا. وبعد يوم واحد من تصريحات الرئيس ترامب أعلن جلالة الملك عبداللّه الثاني في لقاءاته، وفي اتّصالاته الهاتفيّة مع قادة وزعماء دول عربيّة وعالميّة وقادة في الكونغرس الأمريكيّ رفضه “أيّة محاولات لضمّ الأراضي وتهجير الفلسطينيّين في غزّة والضفّة الغربيّة”، وأن من الضروريّ العمل على” تثبيت الفلسطينيّين على أرضهم.
شعبيّاً. تمثّل الرفض الأردنيّ بالمسيرات والتظاهرات الّتي شهدتها عمّان وبقيّة المحافظات الأردنيّة، ومخيمات اللجوء الفلسطينيّ، وشارك بها مئات الآلاف، يوم أمس الجمعة تحت شعارات “مع الملك.. لا للتهجير.. لا للتوطين.. نعم لحقّ العودة”، وعبّر الأردنيّون عن وقوفهم خلف الملك؛ قبيل لقائه الرئيس ترامب يوم الثلاثاء القادم 11 شباط.
وعلى الصعيد الفلسطينيّ، رفضت الأحزاب والتنظيمات والفعّاليّات الشعبيّة الفلسطينيّة وعموم الشعب أيّة محاولات للتهجير أو مصادرة أراضيهم وضمّها لدولة الكيان الصهيونيّ. المفيد في الحراك الفلسطينيّ، هو مواصلة التمسّك والتشبّث بأرضهم، ورفض كلّ المحاولات لاقتلاعهم من وطنهم، مهما بلغت التضحيات، فطريق الشعوب للتحرّر والتحرير مليئة بصور الفِداء والتضحية.
كلّ ذلك مطلوب… ولكن أيضاً مطلوب وقفة عربيّة وإسلاميّة شاملة بالعمل والفعل، وليس بالقول، للمساعدة على دعم صمود الفلسطينيّ وثباته على أرض آبائه وأجداده.
دوليّاً… عبّرت دول العالم عن رفضها لمخطّطات ترامب للتهجير، ودّعت إلى حماية الشعب الفلسطينيّ ودعم حقّه بالبقاء على أرضه وبناء قطاع غزّة وإعادة إعماره ليتمكّن الفلسطينيّون من ممارسة حقّهم بالعيش في بلدهم. كما اعتبرت الأمم المتّحدة أنّ “أيّ تهجير للناس يعادل التطهير العرقيّ”.
مخطّط تهجير الشعب الفلسطينيّ من غزّة والضفّة قديم، جديد، ومتجدّد، ومثلما فشل قبل عشرات السنين فإنّه سيواجه، هذه المرّة، نفس مصيره من الفشل، من خلال تمسك الفلسطيني بأرضه وحقّه بالعودة إلى دياره الّتي هُجِّر منها وبناء الدولة الوطنيّة، وهذا هو البرنامج الّذي يجب أن يلتفّ الجميع حوله ويدعموه.
تصريحاتُ الرئيس ترامب عن التهجير ليست قدرا محتوما، ويجب رفضها ومقاومتها بكل السُبل، شعبيا ورسميا، أردنيا وفلسطينيا وعربيا، فإما أن نكون أو لا نكون!