“الأردنية” تحتفل بمناسبة حصولها على جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز (فيديو)
المنبر الحر – عمان |
احتفلت الجامعة الأردنية اليوم بمناسبة حصولها على جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز، وفي معرض الافتتاح ألقى رئيس الجامعة، معالي الدكتور نذير عبيدات كلمة قال فيها:
الجامعة .. الأردنية .. الملك .. التميز
قذفت بنا جميعا امواج الحياة لنكون بعضا من هذا المربع.
رحلة طويلة بدأت لكنها لا تنتهي.
الأردنية هذا المارد الأخضر الجميل.
وأنا طفل بدأت إليه أنظر من جانبه الأيمن.
تمر السيارة سريعة، وتريدها أن تبقى سريعة.
هيبتها تقتلك، وجمالها وأشجارها وقبابها تسحرك؛ وترابها الأحمر يتناثر بين أشجارها؛ تأسرك فتود أن لا تفارقها، لكنك تعود من حيث أتيت.
تغيب عنها أشهر وسنوات، وتشاء الأقدار أن تعود إليها طبيباً متواضعا خائفا من القادم؛ وتقتلك الهيبة من جديد.
جدية الناس في الزاوية الجنوبية منها لا تراها في مكان آخر.
الناس في هذا المكان لا يعرفون معنى آخر للحياة غير العمل والجد، هم لا يرحمون الضعيف؛ لا مكان لك مالم تكن تملك التميز.
ومع ذلك فستقذفك قوانينها الصارمة، غير مأسوف عليك حتى وإن كنت وسطا أو جيدا.
إنها أرض خلقت للمتميزين، فى كليتها الجنوبية ومستشفاها.
أنت غريب غريب لا يرحموك، إلا إذا كنت متميزا بتعريف هم يفهمونه وحدهم.
ينتهي الفصل الأول من هذا الحلم بنجاح، وتقذفك أرض الجنوب منها لتكون في أرض بعيدة تضم اشكالاً وألوانا؛ فلا يكفي برأيهم أن تبقى بينهم ومعهم وحدهم.
فلا بد أن تزور وتتعلم على أيدي الآخرين، يريدونك أن تكون في أرض وعالم آخر، يريدونك أن تعيش بين الآخرين في بلاد غريبة، لتعود إليهم متميزا قادرا وقد كسبت لونا وشكلا آخر من هذه الحياة.
تعود إلى أرض “الأردنية” من جديد، فإذا بك في وطيس المعركة مرة أخرى.
لم أكن أتخيل أنني أتسكع بين هؤلاء الرائعين والأذكياء من جديد.
لم أكن لأتخيل أنني في قسم من أقسام هذه “الأردنية” هو الأكثر تأثيرا وهيبة بين الأقسام.
تقذفك أمواج الحياة من جديد إلى قلب الكلية الجنوبية من هذا المارد الكبير، في هذه الكلية تأتيك الأخبار من بعيد.
فعندك رجال هم خريجون ذهبوا بعيدا وسطروا أجمل الكلمات والسطور ووضعوها في صفحات العز والكرامة وفيما هو أكثر من التميز.
وتدور الأيام لنعيش كلنا في عالم الشك والبعد عن اليقين، والخوف من المجهول أو الخوف من الموت.
في هذا المكان تجد أن منهم القادرون على العمل، القادرون على خلق العيش الواقع الذي يحاكي الخيال.
تعود وتتقاذفك الأمواج من جديد لتسكن الطابق الرابع في إحدى بناياتها الجميلة، لتكتشف كم هو رائع أن تغوص في أزقة المكان، ودهاليز العلم والتعليم والبحث؛ لتجد نفسك وسط الزحام، لتجد أن في أرض هذه الجامعة بين مباني الكليات الصحية من تمريض وصيدلة وأسنان وتأهيل وفي كليات علمية رائعة، فيها العلوم والهندسة والزراعة والتكنولوجيا، فيها الفنون والحقوق والآداب والأعمال والآثار، وسيدة الكليات ووقارها في الشريعة؛ في تفاصيل هذه الكليات تكتشف القوة والوقار والجمال.
وأما الرياضة فتأبى إلا أن تكون ممتدة خارج الأسوار فاردة جناحها في قلب عاصمتنا الحبيبة.
لم يفارق التميز العمادات الداعمة، صاحبة الطلبة وشؤونها والدراسات العليا.
في هذه الجامعة تكتشف كل ما يستحق السهر والتعب؛ ففيها كل أسباب ومقومات التميز والجمال. وفيها كل أركان الإبداع والابتكار.
من هنا قفزتم نحو الصعب.. من هنا واجهتم التحدي.. من هنا تجاوزتم اللامعقول.
من هنا بحثتم وأظهرتم لكل الدنيا أن في هذه الجامعة ما يستحق التكريم، وما يستحق الفوز بأغلى الجوائز.
بجائزة الملك القائد
لتكون الأردنية بين أخواتها الجامعات.. الجامعة الحنونة والقادرة.. الجامعة صاحبة السمعة.. وصاحبة الأيادي التي تمتد لكل مصنع ومدرسة ومتجر.
أنتم جميعا صانعوا المجد والأمل.. كنتم أبطال عمل شاق طويل.. كل واحد فيكم كان جزءا من هذا الإنجاز.
رأيت بعيني أن فريقا كان هنا، وفريقا آخر كان هناك، لكنكم كنتم بالنهاية عائلة واحدة.
زرعتم في أرض هذه الجامعة بذور العزة والتميز.. فقطفتم الثمار.. وارتفع إسم الجامعة عاليا ويخفق إسمها بجانب الراية الأردنية المعطاءة.. وراية اليوبيل الفضي الجميل.
شكونا أحيانا كثرة التفاصيل، وطول الصفحات المطلوب ملأها، وصعوبة العمل مع الجودة وزبانيتها.
تحملتم هذا النق المقصود، فنسينا التعب والإرهاق بعد أن أحرزنا النقاط وفزنا بأجمل الجوائز.
كانت رحلة رائعة، وكان نجاحا مستحق، وكان الحلم فتحقق، وكان هنا خوف فتلاشى، وكان هنا تردد وشك فتحول إلى يقين وواقع.
نعود اليوم ونجلس على السطر داخل الصفحة، ونقول لأنفسنا أحسنتم صنعا. فلم يعد لدينا خوف وشك، لكن لم ولن ننسى أن القادم هو لكم ولنا، فلا بد من أن نخاف من جديد، لنحافظ على أناقتنا وقوتنا وآفاقنا.
شكرا لمن بحث عن ما هو لدينا وساهم في كتابة الأرقام فوضعنا في أول الصفحة وأول السطور.
وشكراً للأيادي الجميلة التي سلمتنا جائزة التميز، تلك الأيادي القوية القادرة الواثقة، صاحبة الخلق.
وشكرا لمن عملوا ومنحونا الجائزة.
وشكرا أولا وأخيرا لكل واحد منكم، فأنتم أبطال الإنجاز ومستحقوه.
وسلام عليكم وعلى “الأردنية” يوم ولدت ويوم ترعرعت وكبرت؛ وسلام عليها لما صارت سيدة الجامعات وأجملها.
والسلام..