إسرائيل لا تريد الانسحاب من لبنان الأحد (تفاصيل)
المنبر الحر – على بعد أقل من يومين على انتهاء مهلة 60 يوماً لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار كاملاً بين بيروت وتل أبيب، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في جنوب لبنان حيث أحرق اليوم الجمعة عدداً من المنازل في بلدتي بني حيان وعيترون ونفذ تفجيرات عنيفة في بلدة رب ثلاثين، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش لن ينسحب بعد غد الأحد والحكومة طلبت من الإدارة الأميركية تأجيل الانسحاب شهراً إضافياً.
وفي التفاصيل أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة عقدت اجتماعاً مساء أمس الخميس استمر حتى منتصف الليل، لكنها لم تتوصل إلى قرار في شأن إذا ما كانت ستسحب قواتها من جنوب لبنان بحلول الـ26 من يناير (كانون الثاني) الجاري كما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، أو تطلب رسمياً تأجيل الانسحاب لـ30 يوماً إضافية. وعلى رغم ذلك سيحافظ الجيش الإسرائيلي على انتشاره الحالي جنوب لبنان، وسيكون على أهبة الاستعداد لأي سيناريو أو تصعيد، “وسيرد بصورة قاسية وفورية على أي خروقات من حزب الله”، بحسب “القناة 14 الإسرائيلية”.
إسرائيل تشكو “بطء” الجيش اللبناني
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يوماً في مقابل انسحاب عناصر “حزب الله” إلى ما وراء نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني وقوات الـ”يونيفيل” في الجنوب الذي سيصبح منطقة خالية من السلاح باستثناء الشرعي منه.
غير أن تل أبيب تشكو الانتشار “البطيء” للجيش اللبناني في المنطقة الحدودية مما يؤخر انسحاب قواتها، ووفق صحيفة “تايمز أوف إسرايل”، قال مسؤولون في الجيش إنهم ما زالوا يعثرون على مخازن أسلحة لـ”حزب الله” في الجنوب، وإن الجيش اللبناني يساعد “حزب الله” في بعض المواقع.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دافيد مينسر للصحافيين أمس، إن “هناك تحركات إيجابية، إذ حل الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل محل قوات حزب الله، مثلما ينص الاتفاق”. لكنه أضاف “أوضحنا أيضاً أن هذه التحركات لا تتم بالسرعة الكافية، وهناك كثير من العمل الذي يتعين القيام به”، مؤكداً أن إسرائيل تريد استمرار اتفاق الهدنة.
ولم يرد مينسر بصورة مباشرة على أسئلة حول إذا ما كانت إسرائيل طلبت تمديد الاتفاق، كما لم يوضح إذا ما كانت القوات الإسرائيلية ستبقى في لبنان بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً.
موقف ترمب
بدورها نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول رفيع قوله، إن “التقييم هو أن إسرائيل لن تنسحب من كل جنوب لبنان، وعلى أية حال إذا بقينا، فسيكون ذلك بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب”.
غير أن الأنباء من واشنطن تشير إلى أن ترمب يعارض تمديد الاتفاق ويريد تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي في آنه، وفق ما أفادت به إذاعة الجيش الإسرائيلي، لكن المحادثات في هذا الشأن مستمرة وقد تبقى قائمة حتى اللحظات الأخيرة لانتهاء مهلة الاتفاق.
ونقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مصادر مطلعة على المسألة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته جدعون ساعر يجريان محادثات مع الولايات المتحدة ودول أوروبية لتوضيح الموقف الإسرائيلي في شأن الانسحاب من جنوب لبنان، وسط مخاوف من رد فعل أميركي إذا لم يتم الانسحاب الإسرائيلي.
بدورها أفادت صحيفة “هآرتز” بأن باريس وواشنطن تبحثان طلب تل أبيب تأجيل انسحاب قواتها مع مسؤولين إسرائيليين ولبنانيين، ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن فرنسا لا تعارض التأجيل إذا تم بموافقة جميع الأطراف.
وفي المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أمس إن إسرائيل أنهت الأعمال القتالية وتسحب قواتها من لبنان، وإن الجيش اللبناني توجه إلى مواقع مخازن الذخيرة التابعة لـ”حزب الله” ودمرها، لكنه أشار إلى أنه لا يزال ينبغي بذل مزيد لتعزيز وقف إطلاق النار، وأضاف “هل انتهينا؟ لا. سنحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقيق النتائج”.
اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
“حزب الله” يحذر
وذكر مصدر سياسي لبناني رفيع المستوى إن الرئيس اللبناني جوزاف عون أجرى اتصالات مع مسؤولين أميركيين وفرنسيين، لحث إسرائيل على استكمال الانسحاب ضمن الإطار الزمني المحدد.
وقالت الحكومة اللبنانية للوسطاء الأميركيين إن عدم انسحاب إسرائيل في الموعد المحدد قد يعقد انتشار الجيش اللبناني، مما سيوجه ضربة للجهود الدبلوماسية والأجواء المتفائلة في لبنان منذ انتخاب عون رئيساً في التاسع من يناير.
وسط كل هذه الأنباء رفض “حزب الله” أي تعديل لاتفاق وقف إطلاق النار، وقال في بيان أمس، “بعض التسريبات التي تتحدث عن تأجيل العدو لانسحابه والبقاء مدة أطول في لبنان، لن يكون مقبولاً أي إخلال بالاتفاق والتعهدات”.
وأضاف البيان أن حدوث أي تأجيل يستدعي “من الجميع وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان، وبالضغط على الدول الراعية للاتفاق، إلى التحرك بفعالية ومواكبة الأيام الأخيرة للمهلة، بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل وانتشار الجيش اللبناني حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية وعودة الأهالي لقراهم سريعاً”.
كما جاء في البيان أن “أي تجاوز لمهلة 60 يوماً يعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق وإمعاناً في التعدي على السيادة اللبنانية، ودخول الاحتلال فصلاً جديداً يستوجب التعاطي معه من الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة، لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال”.
____________________
www.almenberalhor.com