عاجل
أخبار العالم

الحرائق تنذر بانهيار منظومة التأمين في كاليفورنيا

المنبر الحر – تواجه منظومة التأمين الحكومية في كاليفورنيا اختباراً حاسماً مع تزايد الخسائر الناجمة عن الحرائق المدمرة التي شهدتها لوس أنجليس، إذ يحذر مسؤولون من انهيارها بسبب ضآلة الأموال المتاحة مقارنة بالمطالبات بالتعويضات المتوقعة التي تقدر بمليارات الدولارات.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، أمس الأربعاء، عن مسؤولين قولهم إن ما تعرف بخطة “كاليفورنيا فير” (California FAIR)، وهي برنامج خاص أنشأته الولاية ليكون شركة تأمين ضد الحرائق، بعدما تراجعت الشركات عن توفير التأمين على المنازل في الولاية خلال السنوات الأخيرة، لم يكن لديها سوى بضع مئات ملايين من الدولارات، الأسبوع الماضي، لدفع التعويضات التي قد تصل إلى مليارات الدولارات.

وتم إنشاء “كاليفورنيا فير” من قبل المشرعين في الولاية في عام 1968 لتغطية الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الحصول على وثيقة تأمين لمنازلهم من الشركات العاملة في السوق والتي عزفت عن توفير هذه التغطية في ظل زيادة تكرار حرائق الغابات وكثافتها في السنوات الخيرة مع تغير المناخ. وأصبحت خطة “فير” سريعة النمو، حيث كانت هناك حوالي 452 ألف بوليصة سكنية سارية المفعول اعتباراً من سبتمبر/ أيلول 2024، أي أكثر من ضعف المستوى في الشهر نفسه من عام 2020.

لكن بسبب الحرائق الواسعة التي اندلعت في الأسبوع الماضي، فإن هذه الخطة التأمينية أصبحت على وشك الانهيار، مع تحذيرات من عواقب تصل ارتداداتها إلى اقتصاد كاليفورنيا بشكل عام. واعتباراً من يوم الجمعة الماضي، كانت لدى “كاليفورنيا فير” 377 مليون دولار فقط متاحة لدفع التعويضات، وفقاً لمكتب السيناتور أليكس باديا، الديمقراطي من كاليفورنيا، بينما لم يُعرف بعد مقدار التعويضات التي ستواجهها الخطة، في حين أن إجمالي الخسائر المؤمن عليها من الحرائق حتى أمس، قدرت بما يصل إلى 30 مليار دولار. ولأن الحرائق لا تزال مشتعلة، فقد ينمو هذا الرقم.

وعلى عكس شركات التأمين العادية، لا يمكن لبرنامج “فير” رفض تغطية المنازل لمجرد أنها في مناطق معرضة للخطر. ونتيجة لذلك، ومع تزايد خطر حرائق الغابات، تراكمت المنازل التي اعتبرتها شركات التأمين الكبرى خطيرة للغاية في دفاتر برنامج الولاية التأميني. بين عامي 2020 و2024، تضاعفت قيمة المنازل التي تغطيها “فير” ثلاث مرات إلى حوالي نصف تريليون دولار. ومنذ اندلاع الحرائق في الأسبوع الماضي، رفض القائمون على “كاليفورنيا فير” الكشف علناً عن مقدار الأموال التي في متناول اليد. واكتفى المتحدث باسمها باتريك دورسي بالقول إن الخطة “مستعدة للكوارث”. لكن مكتب السيناتور باديا قال إن الرقم 377 مليون دولار، وفق ما حصل عليه من مكتب مفوض التأمين في كاليفورنيا ريكاردو لارا.

وقد أثار احتمال عدم قدرة خطة التأمين المدعومة من الدولة على تغطية الخسائر قلقاً في الكونغرس قبل الحريق الأخير. وفي العام الماضي، قال السيناتور شيلدون وايتهاوس، الديمقراطي من رود آيلاند ورئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ آنذاك، إن “عدم القدرة على توفير التأمين بسبب المناخ من شأنه إحداث فشل متتال يقوض اقتصادنا بالكامل”.

وفي مارس/ آذار الماضي، اقترحت رئيسة خطة فير فيكتوريا روش على المشرعين أن الخطة تفترض الكثير من المخاطر. وقالت روش خلال جلسة استماع للجنة: “إذا كنا شركة تأمين عادية، فلن نتمكن من النمو بهذا المعدل. ومع ارتفاع هذه الأرقام، يصبح استقرارنا المالي موضع تساؤل أكثر”.

وتحتاج خطة “فير” مثل شركات التأمين الأخرى في كاليفورنيا، إلى موافقة مفوض التأمين بالولاية لزيادة أقساط التأمين. وأخبرت رئيسة الخطة المشرعين في الكونغرس خلال جلسة استماع في عام 2021 بأن هناك حاجة إلى زيادة أسعار الأقساط بنحو 70%، بينما سمح مفوض التأمين بزيادة الأسعار بنسبة 15.7% فقط.

ولا تقتصر المتاعب على خطة التأمين الحكومية التي كانت الملاذ لمئات الآلاف من سكان كاليفورنيا، وإنما تطاول أيضاً شركات التأمين التي لديها وثائق لتغطية المنازل بالفعل. وقالت مجموعة الوساطة الأميركية “بي إم إس”، أمس، في تقرير على موقع “ارتميس” المتخصص في صناعة التأمين، إنها تتوقع أن تتجاوز خسائر سوق التأمين وإعادة التأمين الناجمة عن حرائق الغابات في منطقة لوس أنجليس بكاليفورنيا 25 مليار دولار، في حين قام محللون في شركة “كي بي دبليو” المصرفية الخاصة بتحليل ما قد تعنيه خسارة الصناعة التي تصل إلى 40 مليار دولار للسوق.

 

————————————-

www.almenberalhor.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!