مخيمات الشمال السوري.. كوارث بحق الإنسان والإنسانية
المنبر الحر – دمشق | محمد سالم
تشهد مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا أوضاعاً إنسانية مأساوية تفاقمت بشكل كبير مع توقف العديد من المنظمات الإنسانية عن تقديم خدماتها.
ووفقاً لآخر استبيانات أعدها فريق “منسقو استجابة سوريا”، لم يحصل 77% من النازحين على مواد التدفئة هذا الشتاء، بينما حصل 12% فقط على ما يكفي لأربعة أسابيع مع تقنين الاستخدام، و11% على مواد تكفي لستة إلى ثمانية أسابيع.
كما اشتكى أكثر من 81% من النازحين من رداءة مواد التدفئة المقدمة، في حين أفادت 92% من العائلات بعدم قدرتها على تأمين احتياجاتها للتدفئة، إذ يزداد الوضع سوءاً مقارنة بالعام الماضي، حيث سجلت الاستجابة انخفاضاً كبيراً في تلبية احتياجات النازحين.
وتعكس الأوضاع في مخيمات شمال غربي سوريا، حجم التحديات التي يواجهها النازحون يومياً، ومع استمرار تجاهل الأزمة من قبل المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة، يبقى هؤلاء السكان في دائرة المعاناة دون أي أفق لحلول قريبة، يتطلب الوضع تحركاً عاجلاً لإعادة تفعيل مشاريع الخدمات الأساسية وضمان الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة لسكان المخيمات.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، ارتفع عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في سوريا إلى أكثر من 4.6 ملايين نسمة، 85% منهم من القاطنين في المخيمات، إضافة إلى الارتفاع المستمر في أسعار المواد والسلع الأساسية في المنطقة، فضلاً عن تزايد معدلات البطالة بين المدنيين بنسبة وصلت إلى 88.74%.
يذكر أن فريق “منسقو استجابة سوريا” فنّدوا المصاعب العامة التي تواجه النازحين صيفاً وشتاءً في مخيمات شمال غربي سوريا على الشكل التالي:
انتشار الحرائق ضمن مخيمات النازحين نتيجة عوامل مختلفة، أبرزها ارتفاع درجات الحرارة.
انتشار ظاهرة الصرف الصحي المكشوف ضمن مخيمات النازحين، الأمر الذي يزيد من معاناة النازحين، حيث تبلغ نسبة المخيمات المخدّمة بالصرف الصحي 39% فقط من إجمالي المخيمات، في حين أن المخيمات العشوائية بالكامل لا تحوي هذا النوع من المشاريع.
غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 48% من مخيمات النازحين، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المخدمة بالمياه أكثر من 819 مخيماً.
زيادة الأمراض الجلدية ضمن المخيمات نتيجة عوامل مختلفة، أبرزها انتشار الحشرات واستخدامات المياه، حيث سجل أكثر من 23% من إجمالي المخيمات تحوي بين سكانها مصابين بأمراض جلدية.
القطاع التعليمي ليس أفضل حالاً، حيث تعتبر أكثر من 69% من المخيمات لاتحوي نقاطاً تعليمية أو مدارس، حيث يضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة ضمن العوامل الجوية المختلفة للحصول على التعليم في المدارس “أكثر من 1126 مخيماً لا تحوي نقاطا للتعليم”.
واقع الغذاء في مخيمات النازحين أيضاً، يعاني من صعوبات بالغة، حيث تواجه 86% من المخيمات أزمة تأمين الغذاء نتيجة ضعف الاستجابة الإنسانية ضمن هذا القطاع، في حين تواجه نسبة 94% من المخيمات أزمة الخبز وارتفاع أسعاره ومحدودية المشاريع من المنظمات لتأمين الخبز المدعوم أو المجاني للنازحين.
سوء الطرقات الداخلية ضمن مخيمات النازحين، حيث يوجد أكثر من 79% من طرقات المخيمات غير معبدة، في حين تشكل طرقات المخيمات العشوائية التحدي الأكبر حالياً كونها ترابية ولا تصلح لحركة الآليات، كما يعتبر سوء الطرقات أحد أبرز أسباب الحوادث داخل المخيمات.
تعاني أكثر من 87% من المخيمات من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية، الأمر الذي يزيد من مصاعب انتقال المرضى إلى المشافي المجاورة.
تشكل مشكلة عزل الخيم والأرضيات داخل خيم النازحين مشكلة أيضاً، خاصة مع انتهاء العمر الافتراضي لغالبية المخيمات، مما يزيد من أضرار العوامل الجوية ضمن المخيمات، وتعتبر 66% من أراضي المخيمات غير معزولة، في حين تبلغ النسبة 92% لعزل جدران وأسقف الخيم.
تشكل عمالة الأطفال الهاجس الأكبر ضمن مخيمات النازحين، حيث يتجاوز عدد الأطفال العاملين ضمن الفئة العمرية بين 14 و17 عاماً نسبة 37% من إجمالي الأطفال الموجودين في مخيمات النازحين.
______________________
www.almenberalhor.com