رمادها يتحول إلى فن.. رجل تركي يحتفظ بذكرى حماته بطريقة غير تقليدية!

المنبر الحر – في ولاية يلوا التركية، يحتفل هاكان كيليغ وأسرته كل عام بعيد ميلاد حماته الراحلة بطريقة غير تقليدية، حيث يضعون صورة مرسومة برماد جثتها في مكان مخصص، مما يخلق جوًا من الوداع والذكريات المتجددة.
هذا التقليد الفريد يتعلق بعمل فني قامَت به الفنانة التركية سيراب لوكماجي باستخدام الرماد، وهو ما أثار تفاعلاً واسعًا وفق “رويترز”.
الفكرة الفريدة.. رسم صورة الراحلة باستخدام الرماد

الفنانة سيراب لوكماجي، التي تشتهر باستخدام الرمل في رسوماتها، طرحت على أسرة كيليغ فكرة رسم صورة لحماته الراحلة كاتالين كولار باستخدام الرماد الناتج عن حرق جثتها.
الفكرة جاءت بعد أن علمت أن كولار، التي كانت مجرية الأصل، حُرِقَت جثتها في المجر. في البداية، كان لدى الأسرة فكرة نثر الرماد في مضيق البوسفور التركي، لكنهم قرروا بعد ذلك الاحتفاظ بجزء منه للغرض الفني.
شعور غريب.. مزيج من الحزن والراحة
تحدث كيليغ عن مشاعره الشخصية تجاه اللوحة قائلاً إن الأسرة في البداية كانت تشعر بالإثارة عند مرورها بجانب الصورة المرسومة، لكن مع مرور الوقت أصبحت الصورة جزءًا من الروتين اليومي. وقال: نشعر وكأن أحد أفراد الأسرة ما زال موجودًا هنا معنا.
الاحتفال السنوي… ذكرى الراحلة في كل عام
كل عام، في يوم عيد ميلاد كولار، يجتمع أفراد الأسرة للاحتفال بهذه المناسبة الخاصة. يشترون كعكة صغيرة، ويشعلون شمعة معًا، ثم يضعون صورة الراحلة على رأس الطاولة قبل أن يطفئ الابن الصغير الشمعة؛ هذه الطقوس تعكس وفاء الأسرة وحبها لذكرى حماتها.
الرماد والفن… تجربة روحية في عالم لوكماجي

الفنانة سيراب لوكماجي وصفت استخدام الرماد في اللوحات كـ “مراسم وداع.. رحلة روحية”، وفي استوديو خاص بمدينة أورغوب التركية، والذي يتزين بجدرانه باللوحات والأواني الفخارية، أكدت لوكماجي أن استخدام الرماد يعزز إحساسها بوجود شيء ما بعد الموت، وأضافت أنها أحيانًا تراها في أحلامها بعد الانتهاء من العمل الفني.
الفن بعد الموت… رسالة وجودية وتأملات نفسية
وفي النهاية، تعتبر لوكماجي أن هذه التجربة تعكس نوعًا من الوجود بعد الموت، إذ إن عملها الفني لا يتوقف عند رسم صورة، بل يعكس رحلة روحانية تجعلها تشعر بوجود الراحلة لوقت طويل بعد إتمام اللوحة.
________________________
www.almenberalhor.com