ماكرون: زيلينسكي أبلغني استعداده لإعادة الحوار مع أميركا.. ونبحث خطة أوروبية لدعم أوكرانيا

المنبر الحر – قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبلغه بأنه مستعد “لإعادة الحوار” مع الولايات المتحدة، بما في ذلك بشأن اتفاق يمنح الولايات المتحدة إمكان الوصول إلى عوائد الموارد الطبيعية لأوكرانيا، والمعروف باسم “اتفاقية المعادن النادرة”.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون تحدث، السبت، إلى زيلينسكي، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكذلك إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، وأمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته.
وأضافت الرئاسة: “المناقشات كانت جزءًا من الاستعدادات لاجتماع زعماء أوروبيين، الأحد، في لندن، فضلاً عن قمة خاصة للاتحاد الأوروبي في 6 مارس”.
وقال ماكرون في مقابلة مع عدد من الصحف التي تصدر الأحد: “أعتقد أنه بغض النظر عن الأعصاب المتوترة، فإن الجميع بحاجة إلى الهدوء وإبداء الاحترام والامتنان ليتسنى لنا المضي قدماً على نحو ملموس، لأن ما هو معرض للخطر مهم جداً”.
وقاد ماكرون وستارمر جهوداً في أوروبا لإقناع ترامب بعدم التسرع في التوصل إلى وقف إطلاق النار وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، إذ قدما له خطة لنشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا خلال اجتماعات في واشنطن قبل أيام.
وقال ماكرون، خلال المقابلة، إن زيلينسكي أبلغه بأنه مستعد “لإعادة الحوار” مع الولايات المتحدة، بما في ذلك بشأن اتفاق يمنح الولايات المتحدة إمكان الوصول إلى عوائد الموارد الطبيعية لأوكرانيا، لكنه لم يشر إلى ما دار بينه وبين ترامب خلال اتصال آخر.
ونقلت صحيفة “لا تريبيون ديمانش” عن ماكرون قوله إن قرار “أميركا الواضح هو الوقوف إلى جانب الأوكرانيين، ولا شك لدي في ذلك.. أريد أن يتفهم الأميركيون أنه ليس من مصلحتهم التراجع عن دعم أوكرانيا”.
وأضاف الرئيس الفرنسي أنه يأمل في الوصول إلى دعم بالإجماع لخطة ديون مشتركة على مستوى الاتحاد الأوروبي بهدف جمع “عدة مئات من المليارات من اليورو” للدفاع الأوروبي خلال قمة الاتحاد المقررة في السادس من مارس.
الردع النووي
وذكر ماكرون، في وقت سابق السبت، أنه مستعد لبدء مناقشات بشأن قدرات الردع النووي من أجل أوروبا، مشيراً إلى أن فرنسا يمكن أن تسهم في حماية دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، مع أخذ التهديدات الأمنية التي تشكلها روسيا بعين الاعتبار.
وسيجتمع زعماء أوروبيون في لندن، الأحد، لمناقشة خطة من أجل السلام في أوكرانيا، كما سيحضرون قمة الاتحاد الأوروبي، الخميس.
ويحاول التكتل الأوروبي التعامل مع استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتهاج الدبلوماسية مع روسيا والتداعيات الناجمة عن صدام غير مسبوق بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، الجمعة.
وقال ماكرون لهيئة الإذاعة والتلفزيون البرتغالية في مقابلة نشرها على منصة “إكس”، السبت، إن “أوروبا إذا كانت تريد التحرك نحو مزيد من الاستقلالية، في مسألتي الدفاع والردع النووي، فيجب على قادتها بدء نقاش حول ذلك”.
وأضاف: “أنا مستعد لفتح هذا النقاش، إذا كان ذلك يسمح ببناء قوة أوروبية”، مبيناً أن “هناك دائماً بُعد أوروبي للمصالح الحيوية لفرنسا ضمن عقيدتها النووية”.
وسرعان ما جاء رد فعل زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان على تعليقات ماكرون.
وقالت لوبان خلال زيارتها للمعرض الزراعي في باريس، السبت: “يجب أن يظل الردع النووي الفرنسي ردعاً نووياً فرنسياً، ولا ينبغي تقاسمه، ناهيك عن تفويضه”.
وأكد وزير الدفاع سيباستيان ليكورنو موقف ماكرون بأن “المصالح الحيوية لفرنسا تشمل بعداً أوروبياً، لكنها أيضاً تخضع للسيطرة الحصرية لرئيس الدولة الفرنسية”.
Notre dissuasion nucléaire est française, et elle le restera : de la conception et la production de nos armes, jusqu’à leur mise en œuvre sur décision du Président de la République.
Elle protège les intérêts vitaux de la France, que le chef de l’Etat est seul à définir : c’est… pic.twitter.com/BfZ2hbbBWQ
— Sébastien Lecornu (@SebLecornu) March 1, 2025
وقال عبر منصة “إكس”:”ردعنا النووي فرنسي، وسيبقى كذلك، من تصميم أسلحتنا وإنتاجها، إلى تنفيذها بقرار من رئيس الجمهورية”.
وأضاف: “يحمي ذلك المصالح الحيوية لفرنسا التي يستطيع رئيس الدولة وحده تحديدها”.
ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية
وكان ماكرون وصف عودة ترامب إلى البيت الأبيض بأنها “صدمة تدفع الاتحاد الأوروبي إلى الاستثمار في دفاعه ونهضته الاقتصادية والتكنولوجية”، مشيراً إلى أن ذلك يستلزم التخلي عن الإطار المالي والنقدي الذي اتفق عليه الاتحاد الأوروبي لأول مرة في عام 1992، الذي وصفه بـ”البالي”، وفقاً لمقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” في منتصف فبراير.
وشدد ماكرون، في المقابلة مع الصحيفة بقصر الإليزيه، عقب اتفاق ترامب مع بوتين على عقد محادثات سلام، على ضرورة أن “تعزز أوروبا قدراتها الدفاعية والاقتصادية”.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هو “الوحيد المخوّل بالتفاوض نيابة عن بلاده”، محذراً من أن فرض “سلام قائم على الاستسلام” سيكون “خبراً سيئاً للجميع”، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقال ماكرون إن “السؤال الوحيد في هذه المرحلة هو ما إذا كان الرئيس بوتين مستعداً بجدية واستدامة ومصداقية للموافقة على وقف إطلاق النار على هذا الأساس.. وبعد ذلك، يعود الأمر للأوكرانيين للتفاوض مع روسيا”، مشدداً على ضرورة أن “نظل جميعاً يقظين بشكل جماعي”.
وأشار ماكرون إلى أن على أوروبا تحمل مسؤولية أكبر في ضمان أمنها، وهو ما لن يكون ممكناً إلا من خلال “تعزيز استقلالها الاقتصادي وتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة والصين”.