💠 المنبر الحر – بقلم المحامية حُسن أبو رمان
نجاح شخص واحد في الهجرة الغير شرعية جعله مثالا للمجتمع المحيط به في مدينته، فأصبح جميع الشباب يبحث عن الفرص للوصول إلى أمريكا وهو الحلم لكل شاب أردني أو عربي، حيث انتشر مؤخرا في الأردن ظاهرة الهجرة الغير شرعية، والتي تكيف قانونا تحت بند جرم الإتجار بالبشر ..
بدأت الأمور تتوسع في الكثير من المدن الأردنية من الشمال حتى وصلت إلى كل المحافظات، وأصبحت حلم من لا حلم له بالهجرة لتحقيق ما يتمنى من عمل بدخل كبير وسيارات باهضة الثمن خاصة عندما انتشر على مواقع التواصل الكثير من الأشخاص المشاهير الذين يقيمون خارج البلاد بتسجيل فيديوهات لحياتهم في أمريكا وتصوير ماوصلوا إليه من نعيم ورفاهية وأموال طائلة وهم يشجعون الشباب للهجرة إلى أمريكا ليصبحوا أغنياء ..
هذا كله جعل من الشباب ضحية سهله للمحتالين وسماسرة الهجرة ليصادوا أكبر عدد منهم، وحسب التقارير التي تم نشرها مسبقا من وكالات أنباء وغيرها فقد تبين أن العديد منهم قام ببيع بيته أو أرضه أو الاستقالة من عمله لكي يؤمن مبلغ عشرة آلاف دولار للسماسرة وكلما زاد هذا المبلغ قلت المخاطر حسب سماسرة الهجرة في الأردن وخارجها، وحسب الدستور الأمريكي ومايعرف عن المعاملة مع الأردنيين، فأنه لايرحل الأردني إنما يطلب منه تصويب أوضاعه وبعدها يخضع لدفع الضرائب للدولة، هذا في بعض الأحوال، أما ما يحدث مع العديد من الشباب فأنه يطلب منه لتسهيل إقامته عدة أمور، منها أن يخبر الجهات المختصة بأنه متحول جنسيا أو يرغب بتغيير دينه وهذا غير مسموح به في الأردن، ولايستطيع أن يدعي بالجوع أو الاضطهاد كون الأردن من الدول المصنفة بالآمنه غذائيا وأمنيا، ويقوم بعض الشباب أيضا بإتلاف أوراق الثبوتيه، عندما يصل إلى الحدود الامريكية، فيصبح هنا دون مرجعية قانونية أو حماية له ..
إن الهجرة الغير الشرعية، والتي كما ذكرت مسبقا تقع ضمن جريمة الإتجار بالبشر والمصادق عليها عالميا والمعاقب عليها دوليا وعربيا وفي الأردن، جعل الجهات المختصة تقوم بملاحقة السماسرة والمحتالين بالتعاون مع وزارة الداخلية والسفارات والخارجية وأيضا وحدة مكافحة الجرائم الالكترونية، وعليه وجب تنبيه الشباب من هذه الظاهرة والإبلاغ عن أي شخص يسعى لتدمير شبابنا بمستقبل مجهول ومخاطر ربما تنهي حياته ..