مع قيام مناصرين لـ”حزب الله” بقطع الطرقات، عاد التداول بكلام قاله أمين عام “حزب الله” السابق، وفيه إدانة لظاهرة قطع الطرقات (شاهد)

المنبر الحر – شهدت مناطق لبنانية عدة تحركات احتجاجية نظمها مناصرون لـ”حزب الله”، تمثلت في قطع الطرقات وإحراق الإطارات، اعتراضًا على منع طائرتين إيرانيتين تقلان ركابًا لبنانيين من الهبوط في مطار بيروت الدولي. وجاء هذا القرار عقب تحذير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للغة العربية، أفيخاي أدرعي، الذي زعم أن فيلق القدس الإيراني و”حزب الله” يستغلان الرحلات المدنية لتهريب الأموال المخصصة لتسليح الحزب عبر المطار.
وأثار هذا التطور موجة من الجدل، ليس فقط حول تداعيات القرار اللبناني بمنع الطائرتين، بل أيضًا حول أساليب الاحتجاج التي لجأ إليها مناصرو الحزب. إذ أعاد هذا المشهد إلى الواجهة تصريحًا سابقًا لأمين عام “حزب الله” السابق، أدان فيه قطع الطرقات باعتباره أسلوبًا يضر بالمواطنين ويعطل حياتهم اليومية.
هذا التناقض في المواقف دفع العديد من المراقبين إلى التساؤل عن معايير الحزب في التعامل مع الحراك الشعبي، فبينما سبق وأدان أمينه العام السابق هذه الظاهرة، نجد أن مناصريه اليوم يستخدمونها للتعبير عن غضبهم من التطورات الأخيرة.
من جهة أخرى، فتح منع الطائرات الإيرانية المجال أمام تأويلات سياسية وأمنية واسعة، حيث رأى البعض أن القرار جاء استجابة غير مباشرة للضغط الإسرائيلي، فيما اعتبره آخرون خطوة ضرورية لحماية لبنان من أي تداعيات محتملة في ظل التوتر الإقليمي القائم.
في المحصلة، يعكس هذا الحدث مدى التداخل بين السياسة والأمن في لبنان، حيث تتشابك الحسابات الداخلية والخارجية لتلقي بظلالها على قرارات الدولة وعلى أشكال التعبير الشعبي، في مشهد يعيد التذكير بأزمات سابقة شهدتها البلاد، ويطرح تساؤلات حول مستقبل التعاطي مع القضايا الحساسة ذات البعد الإقليمي.