المعشر: بأي حق يفعل الرئيس الأمريكي هذا ؟ (فيديو)
![](https://almenberalhor.com/wp-content/uploads/2025/02/1707858422752-780x470.jpg)
المنبر الحر – قال وزير الخارجية والمغتربين الأسبق د. مروان المعشّر إن الملك عبد الله الثاني يحاول السير على خط رفيع بين عدم الظهور بمظهر المواجهة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي الوقت نفسه عدم الرضوخ لما يقترحه الرئيس.
وأشار المعشر في مقابلة مع الـ CNN إلى أن ما يقترحه الرئيس ترامب يعد تهديدًا وجوديًا للمملكة الأردنية، وبالتالي فإن الأردن ليس في وضع يسمح له بقبول ما يقترحه الرئيس ترامب.
وأضاف: “تذكروا أن الأردن دولة يبلغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة، وأن استيعاب مليون شخص إضافي سيشكل تهديدًا اقتصاديًا وأمنيًا، بالإضافة إلى مسألة هوية البلاد”.
وأكّد المعشّر أن الرأي العام يعارض خطة ترامب بشدة ويدعم موقف الملك بقوة، ومن هذا المنطلق فإن الملك ليس في موقف يسمح له بالقبول، مشيرًا إلى أن الملك لم يكن راغبًا في الدخول في مواجهة علنية مع الرئيس.
ورجّح الوزير الأسبق أن الملك سيشرح للرئيس الأمريكي في اجتماعهما المغلق سبب رفض الأردن قبول المقترحات الأمريكية، التي تنص على مغادرة مليونَي فلسطيني بلادهم دون عودة، وهو ما يندرج تحت مسمى التطهير العرقي.
وتساءل المعشر: “بأي حق يفعل الرئيس الأمريكي هذا؟ كيف لترامب أن يقترح مغادرة الناس لمنازلهم وعدم العودة إليها؟”
وفيما يتعلق بملامح العرض المعاكس المتوقع طرحه من قبل الملك والدول العربية ردًا على خطة ترامب، قال المعشر إن العرض سيكون قائمًا على عنصر واحد، وهو عدم مغادرة الفلسطينيين بلادهم، مشيرًا إلى إمكانية البدء بإعادة الإعمار في قطاع غزة مع بقاء أهل القطاع على أرضهم.
وأكد أن قمة عربية ستعقد في نهاية الشهر الحالي، وستكون الاستجابة العربية متمسكة بحق الفلسطينيين في البقاء في بلادهم.
وردًا على سؤال يبحث في طبيعة الأفكار التي ستطرح في جلسة القمة العربية الطارئة، أجاب المعشر قائلًا: “إننا سمعنا للتو الرئيس الأمريكي يتراجع عن اقتراحه بقطع المساعدات عن مصر والأردن، وهذا تطور إيجابي، لكنني أعتقد أنه في حال تم قطع المساعدات، فإن الدول العربية ستتولى هذه المساعدات في القمة المرتقبة لمساعدة الفلسطينيين، والأردن ومصر”.
ولفت إلى أن العجيب في المفارقات هو الطلب من الدول الفقيرة مثل الأردن ومصر أن تتولى إعادة الإعمار لشيء لم تفعله، وبالرغم من أن إسرائيل هي من تسببت في كل هذا الدمار، إلا أنه لم يطلب من إسرائيل أي شيء نتيجة لأفعالها.
وأوضح المعشر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن جادًا أبدًا بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، باعتبارها تعني السقوط لحكومته، وهذا ليس من مصلحته، وبالتالي إسرائيل لا تريد تجاوز المرحلة الأولى من الاتفاق.
ولفت إلى أن عائلات الرهائن الإسرائيليين لا يلقون اللوم على الفلسطينيين، بل يلومون نتنياهو لعدم المضي قدمًا بجدية إلى المرحلة الثانية.
وفيما يتعلق بالرأي العام الأردني تجاه موقف الملك الرافض لخطة ترامب، قال المعشر: “ربما لم يكن الرأي العام موحدًا أبدًا كالوقت الحالي في الوقوف بقوة خلف الملك، ومعارضة تصريحات ترامب. وأود أيضًا أن أذهب إلى أبعد من ذلك، الموقف العربي أيضًا لم يكن موحدًا في الآونة الأخيرة بشأن أي قضية تقريبًا، بينما الموقف العربي بشأن هذه القضية بالذات موحد للغاية”.
واختتم المعشر حديثه بالتأكيد على وجود معارضة قوية جدًا لخطة ترامب في المنطقة وفي المجتمع الدولي، ولا توجد دولة واحدة أو فلسطيني واحد سعيد بالتطهير العرقي، إلا أن الرئيس ترامب يتجاهل كل هذا، ويقول إن الجميع سعداء بخطته.