عاجل
سوريا

حساب منسوب لحافظ بشار الأسد يروي كواليس ليلة الخروج من دمشق

المنبر الحر – أورد حساب منسوب لـ”حافظ” نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد على منصتي “إكس”، و”تليجرام”، تدوينات تتضمن تفاصيل جديدة عن ليلة الخروج من دمشق قبل دخول الفصائل المعارضة، العاصمة، وإسقاط حكم عائلة الأسد الذي استمر قرابة نصف قرن، وقال فيه إنه “لم يكن هناك أي خطة ولا حتى احتياطية، لمغادرة دمشق، ناهيك عن سوريا”.

ولم يتسن التأكد من صحة الحساب، لكن الناشطة الكندية الأميركية إيفا كارين بارلتليت، المعروفة بدعمها لنظام بشار الأسد قالت إن الحساب يعود بالفعل لنجل بشار الأسد، مؤكدة أنها كانت على تواصل مع حافظ بشار الأسد، وأعادت نشر التفاصيل.

وجاء بالمنشور في الحساب المنسوب لحافظ بشار الأسد على منصة “تليجرام”، وحساب آخر باسمه موثق على منصة “إكس”، والتي حذفت التدوينات لاحقاً وأغلقت الحساب: “على مدى الـ14 عاماً الماضية مرت سوريا بظروف لم تكن أقل صعوبةً وخطورةً من التي مرت بها في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر الماضيين”.

وأضاف: “من أراد الهروب لهرب خلالها، وخاصةً خلال السنوات الأولى عندما كانت دمشق شبه محاصرة وتُقصف يومياً، وكان الإرهابيون على أطرافها، واحتمال وصولهم إلى قلب العاصمة قائماً طوال تلك الفترة”.

وأشار إلى أنه “قبل بداية الأحداث الأخيرة، سافرت من دمشق إلى موسكو يوم 20 نوفمبر (2024) على متن خطوط أجنحة الشام، لإجراءات متعلقة برسالة الدكتوراه في 29 نوفمبر”.

ولفت إلى أن والدته أسماء الأسد كانت حينها “في موسكو، بعد عملية جراحية أجرتها في نهاية الصيف، وذلك نظراً لمتطلبات العزل المرتبطة بالعلاج”.

وذكر أنه “كان من المقرر أن أبقى لفترة، لاستكمال بعض الإجراءات المرتبطة بالشهادة، ولكن بسبب تدهور الأوضاع في سوريا، عدت إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية يوم الأحد 1 ديسمبر لأكون مع أبي وأخي كريم.. بقيت أمي في موسكو لاستكمال علاجها، وبقيت أختي زين معها”.

وعن التطورات التي جرت يومي 7 و 8 ديسمبر 2024 مع اقتراب فصائل المعارضة التي كان يقودها الرئيس الحالي أحمد الشرع من دمشق، قال حافظ: “صباح السبت (7 ديسمبر)، قدم أخي امتحاناً لمادة الرياضيات في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في دمشق، حيث كان يدرس، وكان يحضر نفسه للعودة للدوام في اليوم التالي، وأختي كانت قد حجزت تذكرة للعودة إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية في اليوم التالي، أي الأحد (8 ديسمبر)”.

وتابع: “بعد ظهر يوم السبت، انتشرت إشاعات بأننا هربنا خارج البلاد، واتصل بي عدد من الأشخاص للتأكد من وجودنا في دمشق، ونفياً لذلك، ذهبت إلى حديقة النيربين في حي المهاجرين، والتقطت صورةً لي نشرتها على حسابي الشخصي (لم يكن حساباً عاماً، وهو الآن مغلق) على منصة إنستجرام، وبعدها بفترة قليلة تداولت الصورة بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي”.

انسحاب مفاجئ

وأشار نجل بشار الأسد، إلى أنه “بالرغم من أصوات الرمايات البعيدة، لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف الذي اعتدناه منذ السنوات الأولى للحرب”.

وذكر أن “الوضع استمر على هذا الحال، إذ كان الجيش يحضر للدفاع على دمشق، ولم يكن هناك ما يوحي بتدهور الأمور حتى خبر انسحاب الجيش من حمص، الذي كان مفاجئاً، كما كان قبله انسحاب الجيش من حماة وحلب وريف إدلب”.

وأردف: “مع ذلك، لم يكن هناك تحضيرات أو أي شيء يوحي بمغادرتنا، إلى أن وصل إلى بيتنا في حي المالكي مسؤول من الجانب الروسي بعد منتصف الليل، أي في صباح الأحد، وطلب انتقال الرئيس إلى اللاذقية لبضعة أيام؛ بسبب خطورة الوضع في دمشق، وإمكانية الإشراف على قيادة المعارك من هناك، باعتبارها كانت لم تزل مستمرة على جبهتي الساحل وسهل الغاب”.

وعن ما قيل بأن الأسد غادر دون إبلاغ أقاربه الذين كانوا موجودين في دمشق، لفت حافظ، إلى أنه هو “من قام بالاتصال بأبناء عمتي أكثر من مرة حالما عرفنا بانتقالنا، وعلمنا من العاملين في منزلهم إنهم غادروه إلى وجهة غير معروفة”.

وذكر أنه بعد ذلك “انطلقنا باتجاه مطار دمشق الدولي، ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، والتقينا بعمي ماهر (الأسد) هناك، حيث كان المطار خالياً من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على متن طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر”.

ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وتابع: “في ساعات النهار الأولى، أي الأحد، كان من المفترض أن نتحرك باتجاه الاستراحة الرئاسية في منطقة برج إسلام، والتي تبعد عن القاعدة بالطريق أكثر من 40 كيلومتراً، ولكن محاولات التواصل مع أي أحد من العاملين فيها باءت بالفشل، حيث كانت جميع الهواتف التي تم الاتصال بها مغلقة، وبدأت ترد المعلومات بانسحاب القوات من الجبهة، وسقوط آخر المواقع العسكرية”.

ولفت إلى أنه “في نفس الوقت، بدأت الهجمات المتتالية بالطيران المسير تستهدف القاعدة، وتزامن ذلك مع إطلاق نار قريب وبعيد في محيطها، وهذه الحالة استمرت طوال فترة تواجدنا هناك”.

وقال: “وبعد الظهر، أطلعتنا قيادة القاعدة على خطورة الموقف في محيطها، وأبلغتنا بتعذر الخروج من القاعدة… وانسحاب الوحدات المسؤولة عن حماية القاعدة، بالإضافة إلى انقطاع الاتصال مع كافة القيادات العسكرية”.

وأضاف: “بعد التشاور مع موسكو، طلبت موسكو منهم تأمين انتقالنا إلى موسكو، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في الليل، أي ليل الأحد”.

بيان بشار الأسد

وكان الرئيس السوري السابق قال في منسوب له نشر في 16 ديسمبر الماضي، إنه “لم يغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع”، وأضاف: “كما أنني لم أغادره خلال الساعات الأخيرة من المعارك”، مشيراً إلى أنه بقي في دمشق “يتابع مسؤولياته حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر 2024”.

وذكر أنه “بعد تمدد الإرهاب داخل دمشق، انتقلت بتنسيق مع الأصدقاء الروس للانتقال إلى محافظة اللاذقية الساحلية لمتابعة الأعمال القتالية منها، وعند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبين انسحاب القوات من خطوط القتال كافة، وسقوط آخر مواقع الجيش”.

وتابع: “مع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة. وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسيّر. وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر، أي في اليوم التالي لسقوط دمشق، وبعد سقوط آخر المواقع العسكرية وما تبعه من شلل باقي مؤسسات الدولة”.

وأردف أنه “خلال تلك الأحداث، لم يطرح موضوع اللجوء أو التنحي من قبلي، أو من قبل أي شخص أو جهة، والخيار الوحيد المطروح كان استمرار القتال دفاعاً في مواجهة الهجوم الإرهابي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!