“التنفسية الأردنية” : ضرورة إجراء فحص دوري “للرئة” للعاملين في هذه المهن
المنبر الحر – طالب رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية واختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة بضرورة إجراء فحص دوري لكفاءة الرئة للعاملين في المهن التي فيها تعرض لمواد تؤثر على صحة الجهاز التنفسي.
ولفت الطراونة إلى أهمية الاهتمام في الصحة المهنية بالمملكة، من خلال برامج رعاية للعاملين في المهن التي يتعرضون فيها لمواد تؤثر على صحة الجهاز التنفسي، وذلك بإجراء فحص كفاءة الرئة بشكل دوري من قبل طبيب مختص، مع أهمية توعية العاملين بأهمية وسائل الوقاية العامة، وإيجاد تشريع يحمي هذه الفئة وتأمينهم صحيا واجتماعيا.
وأشار الطراونة إلى وجود العديد من الأمراض الممكن أن تصيب البعض أثناء ممارستهم لمهنتهم، خصوصا الأمراض الصدرية، جراء تعرضهم للمواد الضارة في بيئة العمل كالأتربة والأدخنة، فضلا عن المواد الكيميائية التي تستخدم في بعض الصناعات.
وعن الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بهذه الأمراض، أوضح أنها عمال المناجم ومقصات الحجر والمصانع سيما الإسمنت والنسيج وغزل القطن، والمزارعين ومربي المواشي، كذلك العاملين ببعض الصناعات مثل الحدادين والنجارين، ومن يقوموا بحفر الأنفاق، كذلك سنفرة المعادن باستخدام الرمل، وغيرها من المهن الأخرى.
وشرح الطراونة الأمراض الرئوية المهنية بأنها حالات مرضية مهنية أو مرتبطة بالعمل تصيب الرئة، نتيجة تعرض العاملين أثناء ممارستهم لعملهم، واستنشاق مواد ضارة مثل الأدخنة والعوادم والغبار، التي تسبب العديد من الأمراض الصدرية الخطيرة.
وتتمثل الأمراض الرئوية المهنية وفق الطراونة، في مرض الربو وحساسية القصبات، وتغبر الرئة والانسداد الرئوي المزمن، وتليف الرئة، والداء الرئوي، وسرطان الرئة والإلتهاب الرئوي، وتغبر الرئة.
ولفت إلى أن الأمراض التنفسية المزمنة والاختلالات العضلية الهيكلية، وفقدان السمع بسبب الضوضاء ومشاكل الجلد، تعد من الأمراض المهنية الأكثر شيوعا، ورغم ذلك فإن ثلث البلدان فقط لديها برامج قائمة للتصدي لهذه القضايا، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وشدد الطراونة على أن أخطر أنواع الأمراض المهنية، تلك الناتجة عن تراكم مخلفات الفحم في الرئتين، حيث تصل ذرات الغبار المحتوية على السيليكا الى الحويصلات الهوائية، تلتهمها خلايا معينة تسمى البلاعم السنخية، وتحملها الى الأنسجة الخلالية في الرئة، وقد تموت بعض هذه البلاعم وتتحلل، وينطلق منها مادة أو مواد تنشط الأرومات الليفية، مما يؤدي الى موتها وتحللها أيضا وإلى مزيد من التليف.
وفيما يتعلق بطرق تشخيص الأمراض الرئوية المهنية، أكد أنها تتم من خلال الفحص الشعاعي، حيث تظهر في الصورة الشعاعية للصدر عقد مستديرة تكون صغيرة الحجم في البداية، ثم يزيد حجمها وتتصل ببعضها ثم تصبح في الحالات المتأخرة كبيرة الحجم، وقد تشغل فصا كاملا من فصوص الرئة.
ونوه الطراونة إلى أن أعراض الأمراض المهنية، هي الكحة الجافة، ثم تتطور بشكل تدريجي حتى تصبح أكثر شدة، مع سرعة في التنفس، وحدوث قصور في التنفس في المراحل الأخيرة من المرض.
ونصح العاملين بهذه المهن بإجراء اختبارات وظائف التنفس أثناء تواجده في العمل، بالإضافة لاختبارات حساسية تجاه المواد التي يتعرضون لها، مؤكدا أن علاج الأمراض المهنية لا يختلف كثيرا عن علاج الحساسية، والذي يعتمد على تجنب المهيجات قدر الإمكان، مع تناول موسعات للشعب والبخاخات والكورتيزون.
______________________
www.almenberalhor.com