12 عام على اختفائه.. الصحفي الأمريكي “أوستن تايس” وأسرار جديدة عن فترة اعتقاله
المنبر الحر – خاص
مازال البحث عن الصحفي “أوستن تايس” يشكل إحدى أولويات الولايات المتحدة والذي اختفى داخل سوريا منذ 12 عاماً، حيث طلبت مؤخراً من هيئة تحرير الشام في سوريا، أن يشكل البحث عنه أولوية خلال البحث في السجون التي تم تفتيشها وتطهيرها والوصول إلى السجون التي لم يتم تفتيشها.
وكان “أوستن” يقدم محتوى مرئي للأحداث، إلى أن توقف عن النشر بعد 11 أغسطس-آب 2012، واختفى نهائياً في الوقت الذي كان يحتفل فيه بعيد ميلاده الحادي والثلاثين، حيث شهد المواجهات الأولى بين الفصائل المسلحة في سوريا، وتم الاستشهاد بتغطياته الصحفية في العديد من وسائل الإعلام العالمية التي كان يعمل معها.
ونوّه مسؤولون أمريكيون إلى أن سقوط نظام بشار الأسد مثّل فرصة لمحاولة جمع معلومات استخباراتية جديدة عن أوستن، وجدد بدوره مكتب التحقيقات الفيدرالي عرض، بتقديم مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى عودة تايس، كما عرضت الخارجية الأمريكية مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات للوصول إليه.
اللواء “صفوان حبيب بهلول” أحد كبار ضباط الاستخبارات السورية سابقاً، أشار إلى أن الصحفي الأمريكي أوستن تايس، كان محتجزاً في سرية الشرطة العسكرية التابعة للحرس الجمهوري بدمشق، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية اشتبهت في أن تايس لم يكن مجرد صحفي، بسبب المعدات التقنية المتطورة التي كانت بحوزته، مثل محطة بث فضائي.
وقال “بهلول” خلال لقاء تلفزيوني: “حققنا معه عدة مرات، وأكد أنه ضابط سابق في قوات المارينز الأمريكية، وشارك في مهام بأفغانستان قبل أن يتحول إلى العمل الصحفي، كما ذكر أنه كان يعمل لصالح صحيفة “واشنطن بوست”، التي أخبرته بأنها لن تتحمل أي مسؤولية إذا اعتقل في سوريا”.
وحول محاولة “تايس” الهروب من الاحتجاز، تحدث “بهلول” عن التفاصيل قائلًا: “طلب تحسين ظروف إقامته وتوفير مواد بسيطة مثل الصابون والمناشف، في البداية استجبنا لطلباته، لكنه استغل هذه الأدوات لمحاولة الهروب، استخدم الصابون لتسهيل مروره عبر فتحة ضيقة، ولف المنشفة حول الزجاج المغروس في نافذة الزنزانة، ودفع نفسه للخارج”.
وتابع “بهلول”: “رغم نجاحه في الهروب، تم القبض عليه مجدداً قرب مقر للأمم المتحدة في دمشق، بعد أن اشتبه به أحد عناصر الأمن، وأُعيد احتجازه، لكن تلك المحاولة وضعتني تحت الشبهة لفترة قصيرة، قبل أن تزال الاتهامات عني بفضل إعادة القبض عليه”، موضحاً أن آخر لقاء له مع “تايس” كان بعد إعادة اعتقاله، وبدت عليه علامات الإحباط الشديد، مضيفاً: “عاتبته على محاولته الهروب، وقلت له: هل هذا جزاء المعروف؟ كنت أساعدك ووفرت لك طلباتك”.
وعند سؤاله عن مصير الصحفي الغائب، أفاد اللواء بأن النظام قد يكون سلم تايس إلى جهة خارجية مثل إيران، أو احتفظ به كورقة تفاوض سياسية، مضيفاً: “النظام كان يدرك أهمية تايس كرهينة بسبب جنسيته الأمريكية، لكن للأسف، لا أملك معلومات مؤكدة عن مكانه الحالي”.
الأمريكي “أوستن تايس” مصور مستقل وواحد من الصحفيين الأجانب الذي قدموا تقارير وتحقيقات من داخل سوريا، اختفى في أغسطس/آب 2012 أثناء تغطيته لهذه الأحداث، خدم سابقاً كضابط في قوات المارينز الأمريكية وشارك في مهام بأفغانستان، دخل سوريا عبر معبر أطمة شمال البلاد، واعتقل قرب داريا بريف دمشق.
______________________
www.almenberalhor.com