عاجل
سوريا

يهود سوريا: سنعيد بناء كنيس “إلياهو هانابي” في حي جوبر بدمشق (تقرير خاص)

المنبر الحر – تقرير خاص |

شكلت هزيمة سنة 1967 والتي احتلت فيها إسرائيل هضبة الجولان بالإضافة إلى باقي الأراضي الفلسطينية، بعد حرب الأيام الستة أو “النكسة”، الاندثار الفعلي لليهود في سوريا.

في البداية قتل 57 يهوديا في مدينة القامشلي نتيجة للحرب، بعد ذلك صدرت قرارات وبلاغات مقيدة لحقوق اليهود؛ فقد تم منعهم من حرية الحركة، وحظر توليهم وظائف عامة في السلك الحكومي أو البنوك، منعوا أيضا من الحصول على رخصة قيادة، ومنعوا من التطوع في الجيش أو أداء الخدمة العسكرية، جمدت أرصدتهن في البنوك ومنعوا من تحويلها للخارج، كما منعوا من بيع ممتلكاتهم الخاصة، ودُمرت المدارس ودور العبادة اليهودية، وبعدها صودرت وسُلّمت للأوقاف الإسلامية، وتم إصدار بطاقات شخصية خاصة بهم مكتوب فيها باللون الأحمر “موسوي”.
كما منعوا من مغادرة البلاد، وسمح للبعض بالمغادرة لأسباب صحية أو تجارية في بعض الأحيان.
أصبحت مراسلات اليهود الهاتفية وعبر البريد عرضة للمراقبة العلنية، بالاضافة عن تحريض الصحافة المحلية ضدهم وانتشار دائم لمخابرات الأسد والشرطة السرية في مناطق سكنهم.
إلا أنه في تشرين التاني 1989 وافقت الحكومة السورية على هجرة 500 شخص منهم، وفي عام 1991، وفي أعقاب مؤتمر مدريد للسلام، رفع الحظر عن هجرة اليهود كليا في سوريا، فهاجر خلال العام 1992 غالبية اليهود السوريين من مدن دمشق وحلب والقامشلي، وبقي 300 شخص أغلبهم من كبار السن.
وبعد دخول داعش إلى مناطق الجزيرة في سوريا، هرب ما تبقى من يهود سوريا أو ما يعرفون بالطائفة “الموسوية”، من مدينة القامشلي ومدينة حلب، إلى دمشق.
وبعد تحرير سوريا، وبسط المعارضة السورية هيمنتها على البلاد، زار عدد من اليهود السوريين كنيس “إلياهو هانابي” في ضاحية جوبر بدمشق، أحد أقدم المعابد اليهودية في العالم، بعد سنوات من التدمير الذي أصابه جراء الحرب الأهلية المستمرة لمدة 13 عاماً. الكنيس، الذي يعود تاريخ بنائه إلى 720 سنة قبل الميلاد، حيث تعرض لأضرار جسيمة، فانهارت جدرانه وسقوفه وفقدت بعض مقتنياته الأثرية وعبث به الايرانيون ودمروه بشكل شبه كلي.

وبعد الزيارة، قال رئيس الطائفة اليهودية في سوريا، باخور شمنتوب، إن “اليهود المغتربين يتواصلون معه لإعادة بناء كنيس إلياهو هانابي بحي جوبر الدمشقي بعد تضرره من النزاع الذي استمر 13 عاماً”.

وأشار “شمنتوب” إلى أن “هذا الكنيس يعني لنا كيهود الكثير”.

وتابع أن “عندما يعرفون أنني يهودي يعبّرون لي عن سعادتهم، يحبّون اليهود، لكن هناك من لديه فكرة خاطئة عن اليهود، وعندما يعيشون معنا يكتشفون خطأ هذه الفكرة، اليهودي مسالم، لا يضر، لا يؤذي، ولا يخلق أي مشكلات”.

وأوضح “شمنتوب” قبل النزاع، كنا نأتي أيام السبت إلى جوبر للصلاة. أتذكر التوراة المكتوبة على جلد الغزال، والثريات، واللوحات، والسجاد. كلها اختفت، ومن المرجح أنها سُرقت من قبل اللصوص.

يذكر أنه في أيار 2018، صرحت الحكومة التركية إن “قوات الأمن التركية ألقت القبض على 4 سوريين وتركي في ولاية بله جيك شمال غربي تركيا، وبحوزتهم نسختين قديمتين من التوراة تعودان لما قبل الميلاد، منقوشتين على جلد غزال ومطرزتين بالذهب وأحجار الزمرد والياقوت”.

وبحسب الشرطة التركية فإن “المقبوض عليهم، كانوا يحاولون بيع ممتلكات الكنيس اليهودي حينها بـ8 ملايين ليرة تركية (قرابة مليوني دولار)”.

____________________    

www.almenberalhor.com

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!