“وثيقة عن أحمد الشرع، إثبات نسب أم إثارة للجدل؟”، وهل حقا هو أحمد الفاتح؟ وما حقيقة الصور المنتشرة في لبنان؟ (وثائق)
المنبر الحر – بقلم عزت الحزام
● لماذا يتم التركيز على نسب أحمد الشرع الآن؛ هل الوثيقة وسيلة لتقديمه كقائد شرعي في المرحلة القادمة، أم أنها محاولة إعلامية للتشكيك في أصوله وتشويه صورته؟
سواء كانت الوثيقة حقيقية أو مزورة، من الواضح أن الهدف من نشرها يتعدى مجرد تقديم معلومات؛ فهي تُستخدم في سياق إعلامي أو سياسي لإثارة الجدل حول شخصية أحمد الشرع ودوره الحالي والمستقبلي في سوريا.
لا يخفى على أحد من “أحمد الشرع”، فهو أحمد حسين الشرع وكان يكنى بأبو محمد الجولاني، إلى أن عرف اسمه والذي كانت تعرفه حكومة الأسد “البائدة” والمتعاونة أصلا مع اسرائيل وروسيا أمنيا وعلى جميع الأصعدة، ومن البديهي أن الولايات المتحدة كانت تعرف كل شيئ عنه.
وجميعنا يعلم أنه مطلوب دوليا، وقد رصدت الولايات المتحدة الأميركية مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
وما أن تربع على عرش سوريا وأصبح أمام أعين العالم وأمام شاشات التلفاز، حتى قامت أمريكا بإلغاء تلك المكافأة، وتوافدت الجموع الدبلوماسية العربية والدولية للمباركة ولنسج علاقات جديدة مع سوريا “أحمد الشرع”، فأين أمريكا من ذلك؟
ولا ننسى عبارته في خطاب انتصاره بعد سقوط نظام “الفار”، حيث اعتبر الشرع أن “الانتصار نقطة تحول للمنطقة” وأدان إيران كـ”مصدر للطائفية والفساد”، فهل بدأنا رؤية هذا التحول بعد الدعوات التي تلقاها وزير خارجيته “الشيباني”، والوفود التي قدمت لزيارته؟
ومؤخرا انتشرت صور في لبنان لأحمد الشرع واصفة إياه بسيفاً أموياً مسلولاً فاتكاً، حيث أطلق اللبنانيون عليه لقب “أحمد الفاتح”، فهل يستحق هذا اللقب أم أنها مبالغة، ولماذا لم نرى هذه العبارات سابقا؟ برأيي أن اللبنانيين أيضا اتقنوا فن “التكويع”.
فمن يقول إن الشرع هو أمير المؤمنين القادم، أقول له “أن أمير المؤمنين ليس لقبًا يُمنح لأي شخص يمتاز بالكاريزما أو يتقن الخطابات، بل هو مقام عظيم يتطلب عدلًا حقيقيًا، وتوحيدًا للأمة، ورفعًا للظلم”. فالقيادة مسؤولية وأمانة، وليست شعارات تُقال، ونحن نقيم الأمور بالحقائق لا الأوصاف.
● لماذا الكيل بمكيالين؟
من غير المنطقي أن يتم التغاضي عن لحى من ارتكبوا الجرائم، وفي الوقت نفسه توجيه سهام النقد والتشكيك لأفراد في الحكومة الجديدة فقط لأنهم يمتلكون لحى.
فإذا عدنا إلى المشهد السوري في عهد النظام البائد، نجد أن العديد من شبيحة النظام الذين ارتكبوا الفظائع بحق الشعب السوري كانوا أيضًا ملتحين. فهل كانت لحاهم دليلًا على التدين أو الالتزام؟ بالطبع لا؛ هذه المظاهر استخدمت حينها كأداة تضليل وغطاء لأعمال عنف لا تمت للأخلاق أو الدين بصلة.
ختاما، أسأل الله بأن يعم السلام والعدل في سوريا وكافة بلاد المسلمين، وأن يكون “الشرع” عوضا للشعب السوري عن صبر 50 عاما من الظلم والجور والإبادة.
____________________
www.almenberalhor.com