لمواجهة جارتها الشمالية.. كوريا الجنوبية تطور نظاماً دفاعياً لردع المسيّرات الانتحارية

المنبر الحر – بدأت كوريا الجنوبية في تطوير نسخة برية من نظام الأسلحة القريبة (CIWS-II) لمواجهة تهديدات جارتها كوريا الشمالية، بما في ذلك المدفعية والطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة.

وتدير إدارة برنامج المشتريات الدفاعية في كوريا الجنوبية (DAPA) مشروع التصدي للمقذوفات بناء على نظام CIWS-II البحري المجهز بمدفع GAU-8 Gatling مقاس 30 مم ورادار مصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA)، وفق موقع Army recognition.

وبالنسبة للنسخة البرية، تتضمن تغييرات التصميم استبدال رادار AESA الثابت رباعي الجوانب بآخر دوار أحادي الوجه لإعطاء الأولوية لمراقبة التهديدات من كوريا الشمالية، وخفض التكاليف.

ويُعتبر CIWS سلاحاً دفاعياً موجهاً وتم تصميمه لرصد واعتراض التهديدات قصيرة المدى، مثل الصواريخ والطائرات التي تخترق الدفاعات الخارجية.

ويتم تثبيت نظام CIWS عادة على السفن البحرية، وهو قياسي في معظم السفن الحربية الحديثة الكبيرة وتم تكييفه أيضاً للتطبيقات البرية.

وتستخدم أنظمة CIWS القائمة على المدافع، مثل نظام Phalanx الأميركي، ونظام Dutch Goalkeeper، ونظام Kashtan الروسي، مدافع دوارة أو دوارة مع أنظمة رادار وكمبيوتر مثبتة على أبراج دوارة للاستهداف التلقائي.

وتستخدم أنظمة الأسلحة CIWS القائمة على الصواريخ، مثل صاروخ RIM-116 Rolling Airframe الأميركي، ونظام Pantsir الروسي، التوجيه بالرادار أو الأشعة تحت الحمراء لتوجيه الصواريخ قصيرة المدى نحو التهديدات القريبة.

تهديدات كوريا الشمالية

أصبحت حاجة كوريا الجنوبية لنظام CIWS-II البري واضحة بعد توغلات لطائرات مسيّرة كورية شمالية، بما في ذلك ما حدث عام 2022 عندما اخترقت بعضها المجال الجوي لسول.

وواجهت الأنظمة البرية الحالية، مثل K30 Biho، صعوبة في رصد وتتبُّع التهديدات الصغيرة أو المنخفضة.

ويهدف النظام الجديد إلى مواجهة مجموعة من التهديدات، بما في ذلك المدفعية بعيدة المدى والصواريخ الباليستية قريبة المدى والصواريخ الباليستية قصيرة المدى وقاذفات الصواريخ المتعددة والصواريخ المجنحة المنخفضة والمركبات الجوية المسيّرة.

كما سيستخدم النظام الجديد رادار AESA وأنظمة التتبع الكهروضوئية لتحسين الرصد والاعتراض.

وستزيد ذخيرة كفاءة الإصابة والتدمير المتقدمة (AHEAD) والمصممة لإطلاق شظايا عند التفجير، من فاعلية نظام CIWS ضد الطائرات المسيّرة وقذائف المدفعية.

وتتضمن التدابير الرامية إلى خفض التكاليف في التكيف مع النظام البري استخدام رادار AESA دوار بدلاً من النسخة الثابتة المستخدمة في الأنظمة البحرية.

وصُمم النظام لمواجهة تهديدات محددة مثل الطائرات المسيّرة الانتحارية وأسراب الصواريخ.

ومن المتوقع أن يصل مشروع CIWS-II إلى القدرة الأولية بحلول عام 2027، ليعالج القيود في الأنظمة الأجنبية، مثل نظام SGE-30 Goalkeeper الهولندي، ونظام Phalanx الأميركي، والتي واجهت مشكلات تتعلق بالتكلفة والصيانة والقدرة التشغيلية.

وأدى عدم الرضا عن الاعتماد على المورّدين الخارجيين إلى اتخاذ قرار بتطوير حل محلي. وفي عام 2021 تنافست شركة LIG Nex1 وHanwha Systems على عقد CIWS-II، إذ قدمت نماذج مزودة برادار AESA وأنظمة بصرية كهربائية في MADEX 2021.

كما تم اختيار شركة LIG Nex1 لخبرتها في الرادار ومكافحة الحرائق والصيانة، بما في ذلك عملها مع نظام Goalkeeper. وتبلغ ميزانية المشروع 895.7 مليار وون كوري (نحو 627 مليون دولار أميركي) وسيستمر حتى عام 2036.

ويشتمل نظام CIWS-II البحري، المزود بمدفع GAU-8 عيار 30 ملم القادر على معدلات إطلاق عالية، على رادارات AESA للكشف والتتبع.

ويتضمن تكوينه 4 رادارات رصد ورادار تتبع واحد، في حين قد يستخدم الإصدار البري إعداداً مبسطاً لتقليل التكاليف.

ويعزز الاستهداف الكهروضوئي اعتراض الطائرات المسيّرة والصواريخ الأسرع من الصوت والتهديدات الجوية الأخرى.

وتهدف الترقيات المستقبلية إلى تعزيز فاعلية النظام ضد هجمات الطائرات المسيّرة باستخدام ذخيرة AHEAD.

وسيحدث النشر الأولي على فرقاطات من فئة Chungnam، والتي قد تعمل كمنصات اختبار. ويتوقع أن تدافع النسخة البرية عن المناطق الحضرية والاستراتيجية، بما في ذلك العاصمة سول، ومعالجة التحديات الأمنية في كوريا الجنوبية.

ومع ذلك، فإنا ما يعيق أنظمة الأسلحة الموجهة بالصواريخ أن لها حدود، وخاصة في المدى والفاعلية.

وعادة ما يبلغ أقصى مدى لهذه الأنظمة 5 آلاف متر، ويحدث الاعتراض في العالم الحقيقي على مسافة أقرب إلى 500 متر، ما يزيد من خطر الشظايا أو التهديدات التالفة التي تسبب الضرر، وبالإضافة إلى ذلك، فإن احتمالية تحييد التهديدات محدودة، وخاصة مع المقذوفات التي تعمل بالطاقة الحركية فقط.

______________________

www.almenberalhor.com