عاجل
عربي

لبنان.. ضحايا ومصابون بنيران إسرائيل بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً

المنبر الحر – انتهت رسمياً، الأحد، مهلة الـ60 يوماً في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، التي دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، وسط اعتداءات إسرائيلية على مواطنين لبنانيين خلال محاولتهم العودة إلى بلداتهم الجنوبية التي لا تزال محتلة، ما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، فضلاً عن اعتقال 3.

وشدد الرئيس اللبناني جوزاف عون، الأحد، على أن سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، مؤكداً أنه يتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوق وكرامة أهل الجنوب.

وقال عون عبر منصة “إكس” مخاطباً سكان الجنوب الذين بدأ بعضهم العودة إلى بلداتهم: “أشارك أهلنا في الجنوب فرحة انتصار الحق، وأدعوهم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة”.

الجيش اللبناني يدخل 18 قرية

وقال مصدر عسكري لبناني ، الأحد، إن الجيش اللبناني دخل 18 قرية جنوب البلاد، لم يكن متواجداً بها من قبل، وذلك بعد بدء عودة أهالي البلدات إليها، بالتزامن مع انتهاء مهلة الـ 60 يوماً لاتفاق وقف النار مع إسرائيل.

وأضاف المصدر أن البلدات هي مركبا، ورب ثلاثين، وبني حيان، وطلوسة، وحولا، وميس الجبل، ومارون الراس، وعيترون، ويارون، والضهيرة، وأم التوت، والزلوطية، ويارين، والطيبة، ودير سريان، والقنطرة، وعيتا الشعب، والقوزح.

ولم يذكر المصدر العسكري ما إذا كانت القوات الإسرائيلية لا تزال على تخوم هذه القرى أو انسحبت لمواقع أبعد، واصفاً ما يحدث في الجنوب بأنه “وضع دقيق”، مؤكداً أن “الجيش اللبناني يطبق القرار 1701”.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، الأحد، في بيان، أن وحدات من الجيش تتابع دخول سكان الجنوب إلى بلدات عيتا الشعب، وبنت جبيل، ودير سريان، وعدشيت القصير، والطيبة، والقنطرة، ومرجعيون، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى.

وجددت قيادة الجيش “دعوة المواطنين إلى ضبط النفس واتباع توجيهات الوحدات العسكرية حفاظاً على سلامتهم”.

ضحايا ومصابون

في السياق، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة اللبنانية، أن الاعتداءات الإسرائيلية على مواطنين خلال محاولتهم الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة، أودت بحياة 22 شخصاً، وأصابت 124 آخرين.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الجيش الاسرائيلي أطلق رشقات نارية وبعض القذائف في محيط تحرك مواطنين عبروا سيرا على الأقدام الى بلدتي حولا وميس الجبل، فيما أظهرت فيديوهات من بلدة حولا قضاء مرجعيون جنوبي لبنان اعتقال الجيش الإسرائيلي شابين من سكان البلدة حاولا العودة إليها، بعد انتهاء المهلة.

وبيّنت فيديوهات أخرى تجمعات ومواكب سيارات في طريقها إلى القرى والبلدات جنوبي لبنان ومنها عيتا الشعب، والناقورة، وحولا، وميس الجبل، وحاجز الخردلي، وجميعها بلدات طلب الجيش الإسرائيلي بعدم العودة إليها، ما اعتبرته بيروت “خرقاً للاتفاق، واستمرار عملياته في أغلبية القرى والبلدات الحدودية”.

ويحاول المدنيون اللبنانيون العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها خلال 13 شهراً من القصف المتبادل بين إسرائيل وجماعة “حزب الله”.

بري: خرق لبنود اتفاق وقف النار

رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، اعتبر أن الضحايا والجرحى الذين ارتقوا وأصيبوا بالرصاص الحي الذي أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل في بلدات ميس الجبل، وحولا، وكفركلا، وبليدا، وعيترون، ويارون، ومارون الراس، والخيام، يؤكد بالدليل القاطع أن إسرائيل “تمعن في انتهاك سيادة لبنان، وتخرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار”.

وقال في بيان، إن “دماء اللبنانيين من أبناء الجنوب العزل وجراحاتهم هي دعوة صريحة وعاجلة للمجتمع الدولي والدول الراعية للاتفاق، للتحرك الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان”.

من جانبه، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، إلى تحمّل مسؤولياتها في ردع العدوان الاسرائيلي وإجبار العدو على الانسحاب من الأراضي التي تحتلها.

وأضاف، في بيان: “هذا ما أبلغناه إلى المعنيين مباشرة، وحذرنا من أن أي تراجع عن الالتزام ببنود الاتفاق، وتطبيق القرار 1701 ستكون له عواقب وخيمة”.

في الإطار، أصدر قصر الإليزيه بياناً، الأحد، جاء فيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحض الأطراف كافة على الوفاء بالتزاماتها في اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.

الأمم المتحدة: الظروف غير مهيأة

من جهتها، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، ورئيس بعثة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، إن المهلة التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار، ودخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، لم “يتم الالتزام بها بعد”.

وأضاف المسؤولان في بيان مشترك: “كما رأينا بشكل مأساوي، فإن الظروف ليست مهيأة بعد لعودة آمنة للمواطنين إلى قراهم الواقعة على طول الخط الأزرق، وبالتالي فإن المجتمعات النازحة، التي تواجه طريقاً طويلاً للتعافي وإعادة الإعمار، مدعوة مرة أخرى إلى توخي الحذر، كما أن انتهاكات القرار 1701 لسنة 2006 الصادر عن مجلس الأمن، مستمرة يومياً”.

وأشار المسؤولان إلى أن امتثال الطرفين بالتزاماتهما بموجب الاتفاق، والتنفيذ الكامل للقرار 1701 هو السبيل الوحيد لإغلاق الفصل المظلم الأخير من النزاع، وبدء فصل جديد يبشر بالأمن والاستقرار والازدهار على جانبي الخط الأزرق.

“حزب الله” يحذر

كانت إسرائيل، أعلنت الخميس، أن مهلة الـ 60 يوماً لا تكفي لانسحاب قواتها من الجنوب، ما دفع السلطات اللبنانية إلى مطالبة الأمم المتحدة، ولجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، إلى إلزام إسرائيل باحترام الاتفاق.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، بطلب إسرائيل من الولايات المتحدة تأجيل انسحاب قواتها من جنوب لبنان مدة 30 يوماً، إذ بموجب الاتفاق، من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وتسحب جماعة “حزب الله” عناصرها وأسلحتها من المنطقة ذاتها مع انتشار قوات الجيش اللبناني في المنطقة، خلال فترة 60 يوماً تنتهي الساعة 4 صباح الأحد بتوقيت بيروت (02:00 بتوقيت جرينتش).

ووفقاً لوسائل إعلام لبنانية، استبقت إسرائيل انتهاء المهلة، بتنفيذ انفجارات عنيفة في بلدتي كفركلا وميس الجبل، بالتزامن مع تحليق للمسيّرات الإسرائيلية فوق عدة مناطق جنوباً.

وحذرت جماعة “حزب الله” في وقت سابق، من عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل بعد انقضاء مهلة الـ60 يوماً المحددة، ووصفت ذلك بأنه سيكون “تجاوزاً فاضحاً”.

وأضافت الجماعة في بيان في وقت سابق، أن التسريبات عن تأجيل الجيش الإسرائيلي انسحابه من جنوب لبنان تتطلب أن تضغط السلطة السياسية اللبنانية على الدول الراعية للاتفاق “بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل ‏وانتشار الجيش حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية، وعودة الأهالي إلى قراهم سريعاً، ‏وعدم إفساح المجال أمام أية ذرائع أو حجج لإطالة أمد الاحتلال”.‏

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، حيز التنفيذ، في 27 نوفمبر، لينهي أحدث صراع بين إسرائيل وجماعة “حزب الله” بعد نحو عام من تبادل إطلاق النار بين الجانبين.

_______________________

www.almenberalhor.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!