المنبر الحر – بقلم رحاب القضاة |
بدايةً، يبدو أن بعض من في البرلمان يحتاجون إلى كورسات تدريب على كيفية “التصالح والتكاتف الوطني”، لأن ما نشهده تحت القبة لا يعدو كونه نسخة مطوّرة من “زوابع صغيرة”، تتحوّل إلى عواصف ضخمة، وبالطبع على حساب قضايا أكبر من أي همسة أو حتى “همسات” تمر بين النواب.
لكن دعونا نأخذ خطوة إلى الوراء ونتمهل في التعليق على الحكاية المثيرة التي فجرها النائب “المثير” أندريه العزوني.
وبعيدًا عن كل هذه الزوابع “التكتيكية” التي يتم تدويرها تحت قبة البرلمان، يجب أن نتوقف لحظة ونتساءل: هل يليق بجبهة العمل الإسلامي الانجرار وراء هذه التصريحات والادعاءات الصغيرة؟ بالطبع لا! فهم أرفع من ذلك بكثير.
إذا نظرنا بعين العقل والحكمة، سنجد أن جبهة العمل الإسلامي تعلم تمامًا أن الأمور قد انتهت منذ اللحظة التي خرج فيها رئيس مجلس النواب، أحمد الصفدي، بتصريحه الواضح والمحدد بأن المسألة تم تجاوزها.
لكن وكأن البعض لا يزال “يتأمل” في اللحظة الأخيرة ليجعلها قضية جديدة!
والحقيقة أن جبهة العمل الإسلامي لديها من الكفاءات السياسية والبرلمانية ما يجعلها تعي أن مثل هذه الأمور لا تستحق تضييع الوقت أو إحداث ضجة حولها.
فإذا كان رئيس مجلس النواب قد حسم الموضوع بتصريح رسمي، فهل من الحكمة أن يُعاد فتح الجروح؟
يبدو أن البعض ينسى أن جبهة العمل الإسلامي لا تفضل الإثارة الإعلامية، بل تركز على القضايا الوطنية الكبرى التي تهم المواطن الأردني.
لذلك، بينما البعض يصر على تدوير المشهد مرة أخرى تحت قبة البرلمان، نرى أن جبهة العمل الإسلامي قد وضعت الموضوع في خانة “المنتهي” – لا حاجة للعودة له.
فكما هو الحال دائمًا، يبقى الأهم هو مصلحة الوطن الأردني، وهذا ما يجب أن يتصدر المشهد، وليس “التسجيلات” تحت القبة.
كلنا في نفس القارب
في النهاية، دعونا نضحك قليلًا على الفكرة الغريبة التي تجعل من نكتة “خونة” قضية رئيسية في البرلمان!
جبهة العمل الإسلامي هي أرفع من هذا، ولذا فهي تفضل التركيز على الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية، خصوصًا في وقت نحن فيه بحاجة إلى رص الصفوف أكثر من أي وقت مضى.
وكما قال المهندس مراد العضايلة: “نحن على حد السيف لحماية الدولة ومستقبلها” – وهذا هو المسار الذي يجب أن يسلكه جميع النواب.
وها نحن الآن ننتظر من الجميع أن يتجاوزوا تلك “الزوابع الصغيرة” التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأن يركزوا على القضايا التي تعني المواطن الأردني حقًا.