“عميد الأسرى الفلسطينيين” يروي معاناته في السجون الإسرائيلية (تفاصيل)
المنبر الحر – بعد 39 عاما من الأسر في السجون الإسرائيلية، خرج محمد الطوس، الذي يُلقب بـ”عميد الأسرى الفلسطينيين”، إلى الحرية، ليكسر قيود الماضي ويبدأ مرحلة جديدة في حياته.
الطوس، الذي كان معتقلا منذ عام 1985، أصبح رمزا للصمود الفلسطيني، لكن حريته التي نالها في إطار صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس لم تأتِ بسهولة.
وبعد أيام قليلة من الإفراج عنه، روى الطوس جوانب مؤلمة من معاناته في السجون الإسرائيلية، متحدثا عن الأوضاع القاسية التي مر بها خلال سنواته الطويلة في الأسر.
الحرية لا تُقاس بثمن
لطالما حلم الطوس بالحرية، ومع مرور الزمن أصبح السجن جزءًا من حياته. ولكن في أعماق قلبه، ظل يعتقد أن “الحرية لا تُقاس بثمن”.
وأضاف قائلاً: “لقد قاتلنا من أجل حريتنا وحرية شعبنا وأرضنا”، الحرية هي نعمة يسعى إليها الإنسان في كل زمان ومكان، بدونها لا يُصبح الإنسان إنسانًا”.
ورغم مرور 39 عامًا في السجون، فإن الطوس لم ينسَ لحظة واحدة هدفه الأسمى: “تحرير شعبه وأرضه”.
ظروف السجون.. بين الجدران والظلم
في السجن، واجه الطوس وجميع الأسرى الفلسطينيين ظروفا قاسية.
وقال الطوس وهو يستذكر السنوات التي أمضاها في السجون الإسرائيلية: ” السجن مهما كانت الظروف، حتى لو كان داخل فندق، إذا كان الباب مغلقًا فأنت في سجن”.
وأشار الطوس إلى المعاملة القاسية، حرمان من الطعام الجيد، وأوضاع صحية سيئة، كل ذلك جعل الحياة في السجن أشبه بكابوس، مبرزا “الطعام كان سيئًا جدًا، لو وضعته لعصفور لأكله كله”.
وأضاف أن الطعام لم يكن يكفي الأسير، بل كان “أسوأ من ذلك، كان يعامل الأسرى وكأنهم مجرد أرقام، وليس بشرا”.
أكثر من 58 أسيرا قتلوا في السجون نتيجة الضرب والإهمال الطبي، كما ذكر الطوس، حيث كان الأسرى يعانون من آلام شديدة، لكن حينما يطلبون العلاج، كانوا يُقال لهم “انتظروا حتى تموتوا، حينها فقط نأتي لعلاجكم”.
ورغم تلك الظروف القاسية، كانت الإرادة الفلسطينية هي الأقوى، ويقول الطوس: “إسرائيل دائمًا كانت تريدنا أن نموت في السجون، لكننا قاومنا ذلك بعزيمة لا تنكسر”.
الأسير الفلسطيني.. شهادة على الصمود
ومع مرور الوقت، أصبح محمد الطوس جزءًا من تلك المنظومة المؤلمة للأسرى الفلسطينيين. في حديثه عن تجربته.
يقول الطوس: “لقد رأينا في السنوات الأولى من السجن صنوفًا من العذاب، لكننا تمكنا في مراحل مختلفة من تحسين أوضاعنا، والحفاظ على كرامتنا”. وبالرغم من المعاناة، ظل الأسرى يحلمون باليوم الذي سيخرجون فيه إلى الحرية.
لكن الطوس لا ينسى “الأشهر الأخيرة”، وهي الفترة التي اعتبرها الأصعب والأكثر قسوة. حيث مورست ضدهم “سياسات قمعية شديدة، معاملة قاسية”، وأضاف: “كنا نعيش تحت سلطات لا تعترف بحقوق الإنسان، حتى في أبسط الأمور، كانت حياتنا مجرد انتظار لموتنا البطيء”.
وبشأن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس، يقول الطوس: “الثمن كان كبيرا جدا، ولكن لو خيرنا أن يكون ثمن حريتنا هو دماء الأبرياء، لن نوافق على ذلك”.
لقاء العائلة بعد 39 عاما
أعظم لحظة في حياة محمد الطوس بعد خروجه من السجون كانت عندما احتضن أولاده وأحفاده بعد غياب دام نحو 40 عامًا.
يقول الطوس وهو يغالب دموعه: “هذا شعور لا يمكن وصفه بالكلمات، أن تجد نفسك بعد 39 عامًا تعانق ابنك وأطفالك وأحفادك، هو شيء فوق التوقعات”.
وفي ختام حديثه، لم ينس الطوس التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية. وقال: “الوحدة الوطنية هي الأساس للوصول إلى الحرية والكرامة”.
وتمنى الطوس أن يعم السلام في كل فلسطين، وأن تتحقق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في القريب العاجله.
______________________
www.almenberalhor.com