سوريا تطالب موسكو بتعويضات بعد تعثر المحادثات بشأن القواعد العسكرية
المنبر الحر – مارست الحكومة السورية الجديدة ضغوطاً على روسيا للحصول على تعويضات خلال أول محادثات تجريها مع وفد من الكرملين منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
أفاد بيان صادر عن سوريا بشأن المحادثات التي جرت في دمشق مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بأن “النقاش ركز على دور روسيا في استعادة ثقة الشعب السوري من خلال إجراءات ملموسة، مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي”. وأضاف أن “الإدارة الجديدة شددت على ضرورة معالجة أخطاء الماضي كجزء من استعادة العلاقات”.
ولم يحدد البيان طبيعة التعويضات التي تسعى سوريا للحصول عليها من روسيا. من جانبه، وصف بوغدانوف المحادثات التي جرت يوم الثلاثاء بأنها بناءة، رغم “أننا ندرك مدى تعقيد الوضع”، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء “إنترفاكس”.
تعثر المفاوضات حول القواعد العسكرية الروسية
أتاحت القاعدتان العسكريتان، وهما مرفأ طرطوس والقاعدة الجوية في حميميم، لموسكو فرصة تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وأفريقيا. وفقدانهما سيشكل انتكاسة استراتيجية كبيرة، لا سيما في ظل استمرار مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، وذلك بعد نحو ثلاثة أعوام من قراره بشن الحرب على أوكرانيا.
تُعد قاعدة طرطوس المنشأة البحرية الوحيدة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط، بينما تشكل قاعدة حميميم مركز إمداد رئيسياً لأنشطة الكرملين في مناطق مختلفة من أفريقيا. ومع ذلك، تعثرت المفاوضات مع الحكومة السورية الجديدة بشأن استمرار الوجود الروسي في القاعدتين، حيث تم تقليص الأنشطة الروسية في حميميم، بينما اضطرت سفينتان للانتظار لأسابيع قبل أن تمنحهما السلطات السورية الإذن بالرسو في الميناء لإخراج المعدات العسكرية، وفقاً لشخص في موسكو مطلع على الوضع.
فشل موسكو في تأمين وجودها العسكري
كان الكرملين يطمح سابقاً إلى إقناع “هيئة تحرير الشام”، الفرع السابق لتنظيم “القاعدة” الذي أجبر الأسد الشهر الماضي على مغادرة سوريا، بالسماح له بالاحتفاظ بوجوده العسكري في البلاد. وكانت روسيا قد لعبت دوراً رئيسياً في مساعدة الأسد على الفرار إلى موسكو مع انهيار نظامه.
في عام 2015، أصدر بوتين أوامره للجيش الروسي بالتدخل في سوريا لدعم الأسد، مما قلب موازين الحرب ضد الفصائل المعارضة آنذاك. وفي عام 2017، حصلت موسكو على عقود استئجار تمتد لـ49 عاماً لكل من قاعدتي طرطوس وحميميم.
تعارض تركيا، التي ساندت المعارضة السورية في الإطاحة بالأسد وتُعد منافساً لروسيا في سوريا، استمرار التواجد العسكري لموسكو في البلاد. وأفاد مسؤولان تركيان رفيعا المستوى بأنه من المستبعد أن تسمح السلطات السورية الجديدة باحتفاظ روسيا بقواعدها العسكرية، خاصة بعد أن استهدفت الطائرات الحربية الروسية قوات المعارضة خلال الحرب الأهلية في البلاد.
ورفضت وزارة الدفاع التركية التعليق على الأمر.
في المقابل، عرضت تركيا تزويد القوات المسلحة السورية بالأسلحة وتقديم تدريبات عسكرية، خاصة وأن الهجمات الإسرائيلية دمرت الكثير من القدرات العسكرية السورية منذ الإطاحة بالأسد.
جهود أوروبية لإضعاف النفوذ الروسي في سوريا
مع بداية العام الجديد، زار وزيرا الخارجية الألماني والفرنسي سوريا، في خطوة تعكس مساعي الاتحاد الأوروبي لتعزيز علاقاته مع الحكومة السورية الجديدة وإقناعها بالحد من النفوذ الروسي في البلاد.
وأخبرت كبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الصحفيين أن وزراء خارجية دول الاتحاد توصلوا يوم الاثنين إلى اتفاق مبدئي بشأن خارطة طريق لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا تدريجياً.
في الوقت ذاته، ذكرت “بلومبرغ” في وقت سابق من هذا الشهر أن بعض دول مجموعة السبع وحلفائها يعملون على إيجاد بدائل لسوريا بعيداً عن الاعتماد على واردات النفط والمواد الغذائية الروسية. وفي هذا الإطار، أرسلت أوكرانيا شحنة قمح إلى سوريا خلال زيارة رسمية لوزيري الخارجية والزراعة الأوكرانيين في ديسمبر الماضي، مع تعهد بإرسال المزيد من الإمدادات.
_______________________
www.almenberalhor.com