رواية لدوستويفسكي تثير جنونا على “تيك توك”.. ما هو السر؟
المنبر الحر – أصبحت قصة “الليالي البيضاء” للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي تثير جنونا بين مستخدمي منصة “تيك توك” الناطقة باللغة الإنجليزية.
وأثارت رواية “الليالي البيضاء” لفيودور دوستويفسكي حماسة كبيرة في المجتمع الناطق بالإنجليزية على منصة “تيك توك”، ووفقا للمستخدمين، تعكس هذه القصة التي كُتبت قبل 176 عاما العديد من القضايا المعاصرة.
وحققت نسخة دار النشر البريطانية Penguin Classics من قصة “الليالي البيضاء” نجاحا كبيرا، حيث احتلت المرتبة الرابعة في قائمة الكتب الأكثر مبيعا بالمملكة المتحدة، ووصف صاحب أحد متاجر الكتب هذا التفوق غير المتوقع بأنه “ظاهرة” حقيقية.
ومنصة “تيك توك” كانت مصدر هذا الاهتمام المتزايد؛ منذ ديسمبر الماضي، بدأت القصة تظهر بشكل متكرر على BookTok – الجزء المخصص للكتب في “تيك توك”.
وتحت وسم #Dostoevsky، يمكن العثور على أكثر من 34 مليون منشور، حيث يشارك المستخدمون آراءهم واقتباساتهم وأفكارهم حول الكتاب. كما ظهرت إلهامات موسيقية مستوحاة من القصة على منصة Spotify، حيث أدرج المستخدمون أعمالا مثل chaikovsky وShostakovich ضمن قوائم تشغيلهم.
وسرعان ما أصبح الحديث عن “الليالي البيضاء” حديث الساعة، ليس فقط على “تويتر” ولكن أيضا على منصات أخرى محظورة في روسيا، لكن السؤال المطروح هو: لماذا هذه القصة تحديدا؟
الجائحة، الوحدة، والشبكات الاجتماعية وفقا لمقال في صحيفة The Guardian البريطانية، يمكن ربط شعبية القصة بعدة عوامل. أولاً، يضع العديد من مدوني الكتب أهدافا سنوية لعدد الكتب التي يجب عليهم قراءتها، ويختارون القصص القصيرة لتحقيق هذه الأهداف بسهولة.
“هناك سبب عملي لكنه مهم جدا: القصة لا تتعدى 80 صفحة”، تقول الصحيفة.
ثانيا، تجد القصة صدى لدى المدونين بسبب شخصيتها الرئيسية، وهي شخصية حالم يجد صعوبة في مواجهة الواقع. تشير الصحيفة إلى أنه “ليس من الغريب أن تصبح قصة عن شخص بنى حياته على خيالاته مشهورة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يميل المستخدمون إلى ترويج الرومانسية المثالية”.
هناك وجهات نظر أخرى، حيث يرى أحد المدونين أن الشباب الحديث قد ملّوا من اللقاءات الرومانسية عبر التطبيقات، مما يجعل فكرة اللقاء الشخصي بين البطل وناعومي (Nastenka) ذات طابع رومانسي فريد.
مجلة Fast Company أكدت أن الموضوع الأساسي للقصة يدور حول الشعور بالوحدة والاكتئاب، وهو موضوع يلامس بشدة جيل وسائل التواصل الاجتماعي. ووفقا لأحدث الدراسات، يشعر الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما بدرجة أكبر من الوحدة مقارنة بأي مجموعة عمرية أخرى.
ورأى مدون آخر أن الجائحة زادت من شعور الناس بالعزلة، وما زالت آثارها موجودة حتى اليوم. لهذا السبب، فإن الإحساس بالعزلة الذي يعيشه أبطال القصة يجد صدى لدى القراء.
وفي مقطع فيديو آخر انتشر على “تيك توك”، قال مدون: “كيف استطاع رجل روسي عاش في القرن التاسع عشر أن يصف مشكلتي بدقة متناهية؟!”.
