عاجل
سوريا

“رحلة الموت”.. توثيق ما لا يقل عن 70 شخص يومياً، الشاهد التوأم لـ “قيصر” يكشف هويته (تفاصيل مرعبة)

المنبر الحر – دمشق | تقرير خاص

10 سنوات تصدر فيها المشهد رجلان مجهولي الهوية، “سامي وقيصر”، اللذين تمكّنا من تسريب مشاهد التعذيب في سجون نظام بشار الأسد، وكانا سبب في إصدار قانون قيصر الأميركي وفتح محاكمات في أوروبا، وها هو سامي يعود للواجهة من جديد.

“أسامة عثمان” والمعروف باسم “سامي” أحد مهربي صور التعذيب من السجون السورية، قرّر خلع قناع الخوف وارتداء ثوب النصر ليكشف عن هويته قائلاً: “لم أكن أعتقد أنني سأعيش لأقول هذه الكلمات، مبارك لأهلنا في سوريا سقوط الأسد”، حيث تمكّن مع توأمه “قيصر” من تقديم صور عن التعذيب في السجون السورية، ويرأس اليوم مجلس إدارة منظمة “ملفات قيصر للعدالة”.

وروى “سامي” تفاصيل حكايته مع “قيصر”، موضحاً أنه كان يعيش في ريف دمشق حيث كانت المنطقة خاضعة لسيطرة فصائل منضوية في إطار ما عرف بـ”الجيش الحر”، لكن شخصاً قريباً جداً منه صار يعرف لاحقا بـ”قيصر” كان يعمل في مناطق سيطرة الجيش السوري، وكانت مهمته توثيق الوفيات في أقسام أجهزة الأمن السورية، مضيفاً: “اتصل بي قيصر ليلاً وقال لي أنت تعلم بطبيعة عملي وتردني الآن صور عليها آثار تعذيب شديد”.

بدأ التعاون بين “سامي وقيصر” لجمع وثائق التعذيب في مايو/ أيار 2011، حيث أن شناعة الجرائم دفعتهم لتوثيق ما يجري في سجون الأسد، حيث كان قيصر يوثق أحياناً موت ما لا يقل عن 70 شخصاً يومياً، ولجأ لتهريب الصور عبر محرك أقراص محمول “يو أس بي” لسامي، والذي أكد في لقائه أن قيصر تكبّد خطورة حمل هذه البيانات، قائلاً: ” لو كُشفت البيانات معه حينها لتحول قيصر إلى صورة من صور الملف”.

تمكن “سامي” و”قيصر” من تهريب عشرات آلاف الصور لجثث ضحايا التعذيب إلى خارج سوريا، وكُشف عن الصور للمرة الأولى في العام 2014 بعدما صارا خارج سوريا، واليوم باتت الصور التي هرباها جزءاً من “لائحة الاتهام” ضد الأجهزة الأمنية التي كانت تابعة للرئيس السابق بشار الأسد.

وفي ظل الدخول العشوائي إلى السجون، دعا “سامي” للحفاظ على الملفات والأدلة في مؤسسات النظام المخلوع، منوّهاً بأن هذا الدخول غير المنظّم إلى السجون وأماكن الاحتجاز أدى إلى إتلاف أو فقدان وثائق وسجلات رسمية مهمة للغاية، تكشف انتهاكات منذ عشرات السنين، مضيفاً: ” نؤكد أن المسؤولية الكاملة عن تلف الأدلة وضياع حقوق المعتقلين والناجين تقع على عاتق مسؤولي الأجهزة الأمنية للنظام السابق الذين غادروا والذين لا زالوا قائمين على مهامهم، بالإضافة إلى القوى الحالية التي تتحضر لتسلم السلطة في دمشق”.

وتابع “سامي”: “رغم اعتبار ما يحصل الآن حالة متوقعة بعد تحرير البلاد من النظام السوري، إلا أن التدخل العاجل بات ملحاً في جمع الأدلة والوثائق والأرشيف السابق للمؤسسات الأمنية والوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى، وهذا ما يثير قلقنا من استمرار موظفي النظام في العمل مما يمكّنهم من طمث وإتلاف ملفات ذات أهمية في كشف جرائم النظام البائد”. 

وعند سؤاله عن طريقة مغادرته و”قيصر” سوريا ووصولهما إلى دول الغرب، اكتفى بالقول: “أنا أسامة عثمان، مهندس مدني من ريف دمشق، كثيرون يعرفونني حتى وإن اختفيت تحت اسم (سامي)، كان لا بد من أن اتخذه درعاً يحميني أثناء فترة العمل الشاق على هذا الملف المعقد الذي ساهم في صنعه الكثير من الأبطال المجهولين”.

ووجه “سامي” شكر لكل من ساند الثورة، خاتماً بالقول: “العار لكل من وقف ضد هذه الثورة، بعد 14 عام من العمل في الخفاء ومكابدة الخوف والقلق، تشرق على سوريا الآن شمس الحرية التي طال انتظارها ودفع شعبنا ثمناً باهظاً، فريق من الأبطال المجهولين قادوا عملاً معقداً محفوفاً بالمخاطر التي لم يكن النظام مصدرها الوحيد، هؤلاء اليوم يعايدون أبناء سوريا على الاستمرار في الدفاع عن كرامة الإنسان السوري أينما كان”.

يذكر أن مجلس النواب الأمريكي اتخذ قراراً عام 2019 يقضي فيه بالإجماع بتطبيق “قانون حماية المدنيين السوريين” أو ما عُرف باسم قانون “قيصر”، وهو قانون ينص على فرض عقوبات على الحكومة السورية، وتستهدف دولاً تدعمها، مثل إيران وروسيا، لمدة 10 سنوات في خطوة وصفت بأنها تأكيد على عزم المجلس على النهوض بدور هام في الشرق الأوسط.

____________________   

www.almenberalhor.com

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!