عاجل
أخبار العالم

“رحلة الأشباح”: كواليس تهديد إيراني باغتيال ترامب خلال حملته الانتخابية

المنبر الحر – أورد كتاب جديد سيتم إصداره الشهر المقبل، أن التهديد الإيراني المزعوم باغتيال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية لعام 2024 كان أكثر خطورة؛ مما كان معروفاً علناً، ما دفع فريقه إلى اتخاذ تدابير أمنية “استثنائية”، شملت استخدام “طائرة تمويه” لتفادي محاولة اغتياله، بحسب موقع “أكسيوس” الأميركي.

ويقدم الكاتب أليكس إيسنشتات في كتابه الذي جاء بعنوان “الانتقام: القصة الداخلية لعودة ترامب إلى السلطة”، تفاصيل تُنشَر لأول مرة حول مدى عُمق مخاوف السُلطات الأميركية من احتمالية شن هجوم إيراني على ترامب، وكيف أثر ذلك على قرارات الحملة الانتخابية، مع تسليط الضوء على الإجراءات السرية التي اتخذها فريقه لحمايته من محاولات الاغتيال الإيرانية المحتملة.

وقال الموقع، في تقرير نشره يوم الأحد، إنه من الواضح أن طهران ما زالت تشغل بال الرئيس الأميركي، مشيراً إلى تصريحه الأسبوع الماضي بأنه أعطى فريقه تعليمات “بمحو” إيران إذا تم اغتياله من قبل عملائها، لكنه خفف من حدة هذا التصريح في وقت لاحق حينما أعلن أنه يريد “اتفاق سلام نووي موثوق” مع إيران.

ويقول إيسنشتات، في كتابه الجديد الذي سيصدر في 18 مارس المقبل، إنه تم منحه فرصة للوصول بشكل واسع إلى الدائرة المقربة من ترامب أثناء حملته الانتخابية العام الماضي.

وأفاد الموقع بأن مسؤولي إنفاذ القانون حذروا ترامب، العام الماضي، من أن طهران لديها عملاء في الولايات المتحدة لديهم إمكانية الوصول إلى صواريخ مضادة للطائرات.

ووفقاً للكاتب، فإن فريق الرئيس الأميركي كان قلقاً من أن الإيرانيين قد يحاولون إسقاط طائرته الشخصية Trump Force One، التي كان يمكن التعرف عليها بسهولة، أثناء إقلاعها أو هبوطها.

ويشير الكتاب إلى أن المخاوف قد تزايدت بعد محاولة اغتيال ترامب الفاشلة في ملعب الجولف الخاص به في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا في 15 سبتمبر الماضي، لكن لم يتم ربط إيران بتلك المحاولة أو بحادث إطلاق النار في ولاية بنسلفانيا الذي كان قد وقع قبل شهرين، والذي أُصيب خلاله برصاصة في أذنه.

لكن بعد مرور فترة قصيرة على حادثة فلوريدا، كان فريق تأمين ترامب قلقاً للغاية بشأن التهديد الإيراني لدرجة أنه جعله يسافر إلى إحدى الفعاليات على متن طائرة تمويه مملوكة لستيف ويتكوف، وهو صديق له ومدير تنفيذي في مجال العقارات، والذي أصبح الآن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، بحسب إيسنشتات.

ووفقاً للكتاب، فإن عدد كبير من موظفي ترامب سافروا على متن طائرة Trump Force One في ذلك اليوم، مما أثار غضب بعض المساعدين الذين كانوا قلقين من أنهم قد يصبحون ضحايا بشكل غير مقصود في حال تم إسقاط الطائرة.

وحينها قرر مديرا الحملة الانتخابية، سوزي وايلز (وهي الآن كبيرة موظفي البيت الأبيض)، وكريس لاسيفيتا أن يتفرقا، إذ سافرت وايلز على متن طائرة ويتكوف مع ترامب بينما انضم لاسيفيتا إلى الموظفين على متن طائرة الرئيس الخاصة.

وأوضح إيسنشتات أن العديد من مساعدي ترامب الذين سافروا على متن طائرته في ذلك اليوم لم يعلموا بهذه الخطة السرية إلا قبل الإقلاع مباشرةً، عندما اكتشفوا أن مقعد الرئيس الذي يقع بجانب إحدى النوافذ كان فارغاً.

ونقل الكاتب عن لاسيفيتا قولها للموظفين: “الرئيس لن يركب الطائرة معنا اليوم، اضطررنا إلى نقله في طائرة أخرى، وهذا مجرد اختبار لكيفية حدوث الأشياء في المستقبل”.

ويقول إيسنشتات إن قادة الحملة الانتخابية حاولوا في ذلك الوقت طمأنة مساعدي ترامب بأنهم “لم يُستخدموا كطُعم”، لكن العديد من هؤلاء المساعدين تساءلوا: “إذا كان لدى العملاء الإيرانيين إمكانية الوصول إلى صواريخ مضادة للطائرات، فلماذا سافرنا على متن الطائرة؟”.

وكانت هذه الرحلة عبارة عن “تجربة سريالية” تضمنت “الكثير من الكوميديا السوداء”، وفقاً لما نقله الكاتب عن ثلاثة مساعدين في وقت لاحق، والذين أشاروا إلى أن الموظفين الذين كانوا على متن الطائرة أدركوا أن “الأمر كان خطيراً للغاية”، لدرجة أن هذه الرحلة أصبحت معروفة داخل الحملة فيما بعد باسم “رحلة الأشباح”.

كما نظمت الخدمة السرية موكب سيارات وهمي أيضاً في ذلك اليوم، حيث كان ترامب يتواجد في أحدهما، بينما تواجد الموظفون في الآخر، إذ كانت هناك مخاوف أخرى لدى حملة الرئيس بعد أن حذرت الخدمة السرية قادتها بعد تجمع جماهيري في 18 سبتمبر في لونج آيلاند، نيويورك، من أن لديها معلومات استخباراتية تُفيد بأن شخصاً ما قد يخطط لإطلاق النار على موكبه.

وفي ذلك اليوم، قال لاسيفيتا مازحاً لخبير وسائل التواصل الاجتماعي في الحملة دان سكافينو: “لا تضع رأسك خارج النافذة وتلتقط الصور، أنت هدف”، وفي هذه اللحظة أعادت وايلز مقعدها إلى الخلف.

وخلال رحلة إلى بنسلفانيا في الأسبوع التالي، لاحظ عملاء الخدمة السرية طائرة مُسيَّرة تتبع موكب ترامب، فقام الضباط بفتح سقف إحدى السيارات، وأطلقوا النار عليها باستخدام سلاح كهرومغناطيسي، مما أدى إلى تعطيلها.

ونقل الكاتب عن بعض المطلعين على الحملة قولهم إن ترامب كان أكثر قلقاً بشأن التهديد الإيراني؛ مما كان يُظهره علناً، موضحين أنه كان كثيراً ما يتفاخر في التجمعات بشأن قتله القائد السابق لفيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني، لكن مع تزايد التهديدات الإيرانية، لاحظ الموظفون أنه بدأ يتحدث عن الموضوع بشكل أقل، كما بدأ في التعبير بشكل خاص عن شعوره بمزيد من القلق بشأن تنظيم فعالياته.

وأعرب الرئيس عن قلقه أيضاً من أن الناخبين قد يصبحون متعبين من محاولات اغتياله، إذ تساءل عما إذا كان “الأميركيون يرغبون في تحمل أربع سنوات من تعرض رئيسهم للتهديد؟”، وفق ما ذكره إيسنشتات في كتابه.

إيران تنفي التورط بمحاولة لاغتيال ترامب

وأثناء حملة ترامب الانتخابية، رفضت الخارجية الإيرانية، اتهام طهران بالضلوع في محاولة اغتيال مسؤولين أميركيين، واعتبرت أن هذه “الادعاءات المتكررة” تستهدف تعقيد القضايا بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك بعد إعلان وزارة العدل الأميركية، إحباط محاولة إيرانية لقتل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قبل أسبوع من الانتخابات التي جرت نوفمبر الماضي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، إن الادعاء بدور إيراني في محاولة اغتيال مسؤولين أميركيين سابقين أو حاليين “لا أساس له من الصحة ومرفوض تماماً”.

وتابع: “تكرار هذا الادعاء في الوقت الحالي مؤامرة مقززة من قبل الأوساط الصهيونية والمناهضة لإيران لتعقيد القضايا بين الولايات المتحدة وإيران”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!