عاجل
سوريا

ذاكرة مشحونة بالغضب تجاه مواقف إيران السابقة.. العلاقات الإيرانية السورية إلى أين؟

عزل ملالي جديد للحكومة الانتقالية في سوريا

المنبر الحر – دمشق | خاص

مع سقوط نظام بشار الأسد، وجدت إيران نفسها مضطرة لإعادة حساباتها تجاه العلاقة مع سوريا، لتبدأ سلسلة المحاولات للحفاظ على توازنها حيال موقفها من الحكومة الجديدة، وبالرغم من العلاقات التي كانت تربط إيران بالنظام السابق، إلا أنها رفعت يدها وتخلًت عن مبدأها القائم على الحماية والدفاع، حيث أكدت الخارجية الإيرانية ذلك حينما قالت: ذهبنا إلى سوريا كمستشارين بدعوة من حكومتها وليس لدعم شخص ما.

وبدأت إيران في ظل تسارع التطورات التي تشهدها الأوضاع في سوريا، بالحفاظ على علاقاتها ومصالحها حيث بيّن مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية “محمد صالح صدقيان” أن بلاده مستعدة للحفاظ على العلاقات الإيجابية مع النظام الجديد في سوريا إذا استعد هو لذلك، منوّهاً بصعوبة معرفة طبيعة تطور العلاقات الإيرانية معه، في ظل عدم الكشف عن ملامح هذا النظام وطبيعة القوى التي ستشكله، قائلاً: “الجميع ينتظر اتضاح المشهد لاتخاذ قرارات بشأن طبيعة العلاقات المستقبلية”.

المشهد السياسي الجديد يفرض على جميع الأطراف إعادة ترتيب أولوياتها، ورسم مواقفها بما يخدم المصالح ويقلّل الخسائر، فسوريا في حلّتها الجديدة لم تعد تستقبل كل الضيوف، حيث شهدت ما بعد سقوط نظام الأسد انسحاباً كاملاً للقوات التابعة لطهران، فيما بدأت موسكو بنقل جُلّ عتادها العسكري من الأراضي السورية إلى خارجها، بينما تصدرت تركيا المشهد لتكون الحليف الأبرز للقوى الثورية السورية.

 ومنذ سيطرة الفصائل على دمشق، أعادت إيران 4000 من مواطنيها وفقاً لما أكدته المتحدثة باسم الحكومة “فاطمة مهاجراني” المصالح الوطنية في سوريا تحتل أهمية قصوى، وطالبت الحكومة الجديدة باحترام الأماكن المقدسة والمنشآت الدبلوماسية والأفراد، منوّهةً بأن طهران ودمشق تتمتعان بالعديد من القواسم الثقافية المشتركة، آملةً أن يكون كل ما يحدث في سوريا مفيد للبلاد، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.

وها هي إيران تضع شروطها لإعادة فتح سفارتها في سوريا بضمان أمن السفارة وموظفيها وكأنهم بدؤوا بتحضير الخيوط لنسج علاقاتهم مع الحكومة الانتقالية، ليخيّم التناقض على مواقفها ما بين المرحلة السابقة والحالية، حيث عُرفت إيران بموقفها الثابت والداعم لـ “بشار الأسد”، حيث قدمت لنظامه دعماً عسكرياً ومالياً كبيراً.

كما أن الذاكرة السيئة تغلب تجاه مواقف إيران السابقة بوصفها الحليف الأكبر لنظام الأسد، حيث أن التغلغل الإيراني في سوريا تحول بعد ثورة 2011 من ثقافي طائفي محدود إلى عسكري ديموغرافي واسع، وكانت الميليشيات الإيرانية تستخدم العنف بهدف الترويع، فوثقت المنظمات الحقوقية استخدامها السكاكين والحرق لقتل معارضي النظام بما في ذلك المدنيون وحتى الأطفال، بحسب “اندبندنت عربية”.

ووفقاً لوسائل إعلامية، الباحث في مركز “جسور” للدراسات، الصحفي السوري “فراس فحام” أشار إلى أن إيران هي أكبر الخاسرين من سقوط نظام بشار الأسد، لأنها عملت على الاستثمار به لأعوام طويلة، وهي على عكس روسيا كانت تحصر خياراتها في شخص بشار الأسد، وكانت تعول على بقائه بهدف تحويل مجهودها الحربي وما بذلته إلى مكاسب اقتصادية وسياسية.

إلّا أن إيران وبالرغم من اعترافها بالخسارة، إلا أنها ما زالت بخطوات خجولة تحاول توضيح موقفها من الحكومة الجديدة في سوريا، وكان وزير الخارجية الإيرانية “عباس عراقجي” أكد أن تعامل بلاده مع الحكومة الجديدة في سوريا يعتمد على سلوكها تجاه إيران وتعاملها مع الشيعة السوريين.

غير أن محللول في الشأن السياسي اتفقوا على أن العلاقات السورية – الإيرانية ستنحصر مستقبلاً بأربعة سيناريوهات، أولها الصدام مجدداً وهو مستبعد لأسباب عدة، وثانيها عدم إقامة أية علاقات دبلوماسية أو سياسية أو تجارية مع إيران بأية صورة من الصور، وهو غير مرجح؛ أما السيناريو الثالث، وهو الأقرب للواقع، فسيكون فيه لإيران تمثيل دبلوماسي حذر، من دون أن يسمح لها بالتدخل في أي شأن من شؤون سوريا، ويبقى السيناريو الرابع قائماً ويتمثل في سقوط نظام طهران.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!