حنكة دبلوماسية أردنية في مواجهة التصريحات الترامبية
![](https://almenberalhor.com/wp-content/uploads/2025/02/7c5f3630-8e8d-4353-b17d-419eec271fbf-780x470.jpg)
المنبر الحر – بقلم: النائب السابق د. علي مدالله الطراونة
أجزم بأن اللقاء الأردني الأمريكي كان إيجابياً بجميع المقاييس، واتجهت أنظار الأردنيين والعرب إلى واشنطن بانتظار ما سيسفر عنه لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني، كأول زعيم عربي يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تصريحاته الأخيرة بخصوص تهجير سكان غزة إلى الأردن ومصر.
حيث تعامل جلالة الملك كعادته بحنكة سياسية ودبلوماسية في إدارة هكذا مواقف وكسبها قدر المستطاع، مستغلاً جلالته الإطراء الترامبي بأن جلالته رجل عظيم، وأنه يلعب دوراً هاماً ومحورياً في المنطقة والقضية الفلسطينية، ليؤكد جلالته بكل صراحة بأنه سيعمل كل ما فيه مصلحة الأردن وشعب الأردن، أما رد جلالته على تصريحات ترامب بشأن غزة، فجاء منسجماً ومتوافقاً مع التنسيق العربي غير المسبوق هذه المرة.
ولم يرغب جلالة الملك في التفرد بالرأي، إذ جاء هذا نتيجة اتفاق وقرار عربي، بُني أصلاً على قرار أوروبي مشابه تماماً، حيث إن ألمانيا صاحبة أكبر دخل قومي في أوروبا، وفرنسا صاحبة ثاني اقتصاد أوروبي، لم تردا بشكل فردي على تصريحات ترامب بشأن العلاقة التجارية والرسوم الإضافية التي سيفرضها ترامب على الاتحاد الأوروبي، إنما أجمع الأوروبيون على تقديم إجابة موحدة جماعية على تلك التصريحات.
وعليه، فإن الانسجام العربي والتنسيق العالي قبيل لقاء جلالة الملك ترامب كان واضحاً، وتم فيه رسم سياسة الرد على تصريحات ترامب التي تهمنا كعرب، بأن يكون الرد عربياً جماعياً حازماً، ولا مجال للتفرد في هذا الموضوع.
وعليه، فإن لقاء جلالة الملك كان جاداً وملتزماً، تخلله بعض التفرد عندما تعلق الأمر بمصلحة الدولة الأردنية، وأما ما يتعلق بما تم التوافق عليه، فترك إلى الرد العربي بعد القمة المنتظرة، ليعقب جلالته، ومن داخل البيت الأبيض وعبر حسابه، بأن التهجير مرفوض، ولا سلام في المنطقة بدون حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.