حقائق وأسرار يرويها السفير السوري في جاكرتا بعد رفع علم الثورة (حصري)
السفير عبد المنعم عنان يرفع علم الثورة في مقر السفارة السورية في إندونيسيا بالعاصمة جاكرتا (صور)
المنبر الحر – جاكرتا | إياد السلفيتي – مهند بكور
تم صباح الأمس في مقر السفارة السورية في جاكرتا بأدونيسيا رفع علم الثورة السورية، وقد قام برفع العلم السفير عبد المنعم عنان مع فريق عمل السفارة.
وفي تصريح خاص للمنبر الحر أكد السفير عبد المنعم عنان “من آلام الماضي الوظيفي.. والصدق مع النفس اليوم، ما سأقوله الآن كان يشتعل كالنار في صدري طوال الفترة الماضية، وأضاف لقد عشت ١٤ عاماً من الخوف والقلق من التعرض للاغتيال على يد النظام المجرم، ليس لكوني مداناً بأية جريمة بل فقط لكوني من محافظة إدلب وبسبب أهلي الثائرين على النظام، فمن قتل غازي كنعان وآصف شوكت ورستم غزالة ولونا الشبل لن يتوانى عن قتل عبدالمنعم عنان والصاق التهمة بالمجموعات الإرهابية.
وأكد عنان: “كنا في بداية الثورة أمام خيار الانشقاق أو البقاء، فآثرت البقاء لحماية أسرتي وعائلتي الكبرى من بطش الذين كانوا يحكمون سوريا ، وتغلبت غريزة الخوف على الأولاد على الانحياز للحق، وكانت قناعتي البقاء في وظيفة ذات طابع مدني”.
وأضاف “كنت أرى أن منعي للرشوة والفساد في السفارة التي أديرها، واحترام المراجعين من المغتربين وتسيهل حصولهم على جوازات السفر والوثائق المختلفة أفضل من البطالة وانتظار المساعدة في أماكن اللجوء، وأظن أن النظام غض الطرف عن وجودي باعتباري السفير الوحيد من محافظة إدلب وكذلك لتكميل صورة الدعاية عن اللحمة الوطنية”.
ونوه عنان في معرض حديثه: “لدي قناعة أن السفير يتبع الدولة وليس النظام، ولعدم ثقة النظام أو ارتياحه لوجودي في مؤسسة الخارجية تم إرسالي إلى المنافي الدبلوماسية، حيث تم إيفادي من العام 2013 إلى العام 2018م إلى تنزانيا وهي أقسى مكان للعيش في العالم حيث تعرضت، على سبيل المثال، للإصابة بالملاريا مرتين وزوجتي أربع مرات، ثم تم إرسالي إلى جنوب شرق آسيا منذ العام 2020م إلى اليوم، هذا مع العلم أنني كنت أحصل على أعلى الدرجات في التقييمات المهنية التي تجري في وزارة الخارجية السورية”.
وفي ختام حديثه أكد سفير سوريا لدى إندونيسيا: “اليوم ومع انتصار الثورة نشعر وكأننا خرجنا نحن أيضاً من السجون ونحتاج للراحة، فحلمي اليوم أن أعيش في بيتي في قريتي الصغيرة (الشيخ مصطفى) في ريف معرة النعمان، وأن أربي الدجاج، وأزرع النعنع والخس والطماطم، أقرأ الكتب، وأباشر كتابة مذكرات من تجربتي الخاصة عن هذه الحقبة السوداء من تاريخ سوريا وتاريخ البشرية جمعاء”.