تهديدات بـ “حمام من الدماء”.. سوريا في مصيدة الشائعات وبيان يحرّك الفتنة من جديد ويهدد أمن البلد (وثيقة)
المنبر الحر – دمشق | لينا فرهودة
لم تسلم سوريا بإدارتها الجديدة منذ إبصارها لنور الحرية، من محاولات العبث بأمنها وخلق حالة من الفوضى التي تعتريها الفتنة بكافة أشكالها، وكان آخرها بيان يهدّد أمن القيادة السورية الجديدة.
● تهديدات مجهولة المصدر بـ “حمام من الدماء”
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابات وهمية بياناً منسوباً إلى مجموعة أطلقت على نفسها اسم “المقاومة السورية في الساحل”، يتوعد باستهداف عناصر وقيادات السلطة الجديدة في سوريا، إلا أن عدداً من الوسائل الإعلامية ومنها منصة “تأكد” نفوا البيان مؤكدين أن مصدره حسابات وهمية، ولم يصدر أي إعلان رسمي أو تبنٍ للبيان من قبل أي جهة معروفة أو ممثلة للمكون العلوي في سوريا.
وجاء في هذا البيان المزعوم ما يلي: “بعد مرور ما يقارب الثلاثة أسابيع على تولي العصابات المسلحة سّدة الحكم في سوريا برضى ومباركة من أمريكا ودولة الاحتلال الصهيوني وحلف النيتو.
رأينا منذ اليوم الأول الأفعال الخبيثة التي قاموا بها من سرقات وانتهاكات وعربدة وفساد وفوضى وتخريب وتكسير للممتلكات العامة السورية، ورأينا الأفلام الهوليودية التي اصطنعوها في سجن “صيدنايا” وغيره لكسب الرأي العام والتأييد على المستوى الشعبي، مستهزئون بعقول بعض الشعوب التي صدقت سذاجتهم وشاركتها وساعدهم على ذلك الضخ الإعلامي من القنوات المتصهينة وخصوصاً الخليجية متناسية سجون الاحتلال الصهيوني وحرب الإبادة في غزة”.
وتابع البيان محتواه بالتحريض ووصف “الحرية” بالوهمية، ليتم ختمه بتوجيه التهديد للإدارة الجديدة حيث جاء في نهايته ما يلي: “نؤكد نحن كمجموعة من أبناء دمشق والساحل ومدن أخرى على ما يلي: إن استمرار العصابات المسلحة التابعة للإدارة الجديدة بارتكاب المجازر بحق أبناء شعبنا وأهلنا سيقابله استهداف لعناصركم وقياداتكم الإرهابيين، وإن في جعبة مقاومتنا الشعبية السورية الكثير من المفاجآت، وشبابنا قادرون أن يصلوا إليكم في منتصف دمشق، وندعو كل الجهات المعنية داخل سوريا وخارجها إلى إجبار الإدارة الإرهابية المتمثلة بـ “أحمد الشرع” أن توقف عملياتها الإجرامية ضد مكونات الشعب السوري، حتى لا يقع “حمام من الدماء” أصبح قاب قوسين أو أدنى مع تصاعد إرهابهم وإجرامهم”.
● المقدسات الدينية وسيلة للتحريض
ولم تتوقف الفتنة عند حدود هذا البيان، وإنما تتوالى البيانات الوهمية من عدة جهات للتحريض وإيقاع سوريا في فخ الدماء، حيث وجهت قيادة “قوات لواء الفضل العباس” التي يترأسها رجل الدين الشيعي “أوس الخفاجي”، دعوة للتطوع من أجل القتال في سوريا لحماية مقام السيدة زينب، مشيرةً إلى إعادة تشكيل قواتها.
إلا أن الرد جاء من القيادة العامة لـ “لواء أبو الفضل العباسي” الذي يرأسه “أبو علي الدراجي”، والتي أصدرت بياناً ينفي شائعات الدعوة للتطوع، لافتةً إلى أنه لا يوجد ارتباط بين الجهتين، ولم يصدر عنها أي دعوة للتطوع، حيث جاء في بيانها الذي صدر يوم السبت 7 كانون الأول من العام الماضي، ما يلي: “نحن قيادة المقاومة الإسلامية لواء أبو الفضل العباسي التي تأسست في سوريا منتصف العام 2012 للدفاع عن مرقد السيدة زينب في دمشق المقدسات الشيعية، ليس لنا أي ارتباط بقيادة قوات أبو الفضل العباس التابعة للمدعو أوس الخفاجي”.
ومنذ سقوط الطاغية، يسعى ناشري الفتنة للتركيز على المقدسات الدينية كوسيلة للتحريض، بالرغم من أنه لم يتم الاعتداء أو المساس بأي مكان ديني، وما تم الترويج له حول حرق مقام “أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي” في مدينة حلب، عارٍ عن الصحة وتم اختيار وقت حساس لنشر فيديو للمقام والذي تم تصويره أثناء الدخول إلى حلب، في محاولة لتقسيم وتفريق الشعب السوري إلى طوائف وإراقة دماء أبناء البلد الواحد وهدم السلم الأهلي.
وعلى عكس ما يتم تناقله بين المحرضين، سارعت الإدارة العامة لحماية الأماكن الدينية تجنباً لأي محاولات بخلق الفتنة وتحريك الأحقاد، وأصدرت عدد من التعليمات لعدم استخدام أي خطابات طائفية تشعل فتيل الحروب الأهلية.
● تصريحات تهدد مستقبل سوريا الجديدة
ولكن كان لـ إيران رأياً آخر، وكان لها نصيب من التحريض عبر تصريحات تحمل في ثناياها تهديد صريح يتعلق بمستقبل سوريا، وأول هذه التصريحات لعمدة طهران “علي رضا زاكاني” والذي شبّه إيران بالطبيب والنظام المخلوع بالمريض الذي لم يلتزم بالنصائح العلاجية، منوّهاً بأن عدم الالتزام بمستلزمات المقاومة هو سبب ما وصلت إليه سوريا، مبرئاً إيران من هذا الأمر.
أما الإمام “الخامنئي” حذّر في تغريدة تحريضية طائفية من انعدام الأمن معتبراً أن مستقبل سوريا بات مجهول، حيث قال: “ليس لدى الشباب السوري ما يخسره، جامعته، مدرسته، منزله وحياته كلها غير آمنة، فماذا يفعل؟ يجب عليه أن يقف بإرادة قوية أمام أولئك الذين خططوا ونفّذوا لهذه الحالة من انعدام الأمن، وسيغلب عليهم إن شاء الله”.
وتابع المهمة عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران “محسن رضائي” بقوله: “الشباب والشعب السوري المقاوم لن يبقى صامتاً أمام الاحتلال الأجنبي والعدوان والشمولية الداخلية لجماعة ما”، وأخيراً وليس آخراً وزير الخارجية الإيراني “عباس عراقجي” بتصريحه: “من يعتقدون بتحقيق انتصارات في سوريا، عليهم التمهل في الحكم، فالتطورات المستقبلية كثيرة”، واعتبر جمهور منصات التواصل الاجتماعي أن هذه التصريحات تحمل تهديدات صريحة لسوريا وللثورة السورية.
وفي ظل ذخيرة الفتنة التي يتم إطلاقها عبر أسلحة مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الوهمية، يجب على الشعب السوري أن يتصف بالحكمة وأن يصمد في وجه كل من يريد تقسيم الشعب السوري واستغلال الدين كوسيلة لزرع الحقد بين فئاته، وعدم الإصغاء للصفحات المزوّرة والمدعومة من جهات مجهولة هدفها نشر الأخبار الكاذبة.
____________________
www.almenberalhor.com