عاجل
كتاب المنبر الحر

تمكين المرأة.. ركيزة أساسية لتنمية القرى النائية في الأردن

المنبر الحر – بقلم ميساء غازي

اليوم هو يوم المرأة العالمي.. لطالما كانت المرأة الأردنية عنصرًا أساسيًا في بناء المجتمع، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات في القرى النائية تحدّ من مشاركتها الكاملة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لذا، فإن تمكين المرأة في هذه المناطق لم يعد مجرد مطلب حقوقي، بل أصبح ضرورة تنموية تساهم في تحسين الواقع المعيشي للعائلات وتعزيز الاقتصاد الوطني.

أهمية تمكين المرأة في القرى النائية

لا يقتصر تمكين المرأة في القرى النائية على توفير فرص العمل، بل يشمل منحها الأدوات والمهارات اللازمة لتطوير ذاتها والمشاركة في صنع القرار داخل أسرتها ومجتمعها. فالمرأة في هذه المناطق غالبًا ما تكون العصب الرئيسي للأسرة، وبالتالي، فإن توفير فرص اقتصادية لها يعني دعم الاستقرار الاجتماعي وتحقيق تنمية مستدامة.

الجهود المبذولة لدعم المرأة في القرى النائية

1. دعم القيادة الهاشمية

حرصت القيادة الأردنية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا، على تسليط الضوء على قضايا المرأة في المناطق النائية. ولم تقتصر الزيارات الملكية لهذه المناطق على الاستماع إلى احتياجات السيدات، بل شملت دعم مشاريع تمكينية توفر لهن فرصًا اقتصادية حقيقية.

2. دعم المشاريع الصغيرة وريادة الأعمال

تُعد المشاريع الصغيرة والمتوسطة من أهم الوسائل لتعزيز مشاركة المرأة، لا سيما في المجالات الحرفية والزراعية. وقد أسهمت هذه المشاريع في تحسين الدخل الأسري، فيما لعبت المبادرات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني دورًا محوريًا في توفير التدريب والتمويل اللازمين.

3. التشريعات الداعمة

عملت الحكومة على تطوير القوانين التي تسهّل دخول المرأة إلى سوق العمل، ومن أبرزها نظام العمل المرن، الذي يسمح لها بالموازنة بين الحياة المهنية والأسرية. كما ساعدت برامج التمكين الاقتصادي، التي تشمل التمويل الميسر والتدريب على ريادة الأعمال، العديد من السيدات في إنشاء مشاريع ناجحة.

التحديات التي تواجه المرأة في القرى النائية

رغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك عوائق تحدّ من فرص النساء في هذه المناطق، أبرزها:

– ضعف التسويق الإلكتروني: تواجه النساء صعوبة في تسويق منتجاتهن عبر الإنترنت بسبب قلة المعرفة التقنية.

– محدودية الفرص الوظيفية: لا تزال فرص العمل في بعض القرى محدودة، مما يدفع العديد من النساء إلى البحث عن بدائل مثل العمل من المنزل.

– العوائق الاجتماعية: لا تزال بعض العادات والتقاليد تعيق مشاركة المرأة في سوق العمل على قدم المساواة مع الرجل.

نحو مستقبل أكثر إشراقًا

إن تحقيق التنمية المستدامة في القرى النائية لن يكون ممكنًا دون مشاركة فاعلة للمرأة. لذا، يجب الاستمرار في تطوير البرامج التي تعزز مهارات النساء، وتحسين بيئة العمل لتمكينهن من تحقيق طموحاتهن. ومع استمرار الجهود الحكومية والمجتمعية، يمكن للمرأة في القرى النائية أن تصبح محركًا رئيسيًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأردن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!