عاجل
سوريا

بعد أن كشف عن مصيرهم في سجون الأسد .. منازل في ديرالزور تحولت إلى مآتم

المنبر الحر – ديرالزور | مالك الجاسم 

مع الفرحة التي عاشتها المحافظات السورية بسقوط نظام الطاغية بشار الأسد وكشف حقائق السجون ومعرفة مصير الآلاف من السجناء تحولت كثير من المنازل في المحافظة السورية ديرالزور والتي تقع شرق البلاد إلى مآتم بعد أن فقد الأمل الأخير باللقاء نتيجة هول المشاهد التي باتت معروفة للقاصي والداني لنظام قمعي لا يعرف في الحياة إلا لغة القوة والقمع للحفاظ على كرسيه ولكن إرادة السوريين كانت أقوى فحطمت حاجز الخوف ووصلت إلى مبتغاها بفجر جديد يرسم من خلاله أبناء سورية مستقبلهم.

نعوات بالعشرات في الأحياء 

لا تكاد تمر من حي أو شارع ضمن مدينة ديرالزور وريفها إلا ويكون هناك عشرات النعوات لأشخاص كبار بالسن وشباب وسيدات فقدوا حياتهم في سجون الطاغية وأبشعها سجن صيدنايا أو كما يعرف بالمسلخ البشري الذي يستخدم به كافة أنواع التعذيب وهذا ما حول كثير من المنازل إلى مآتم وعاد الجرح من جديد بعد أن كانت هناك بارقة أمل بأن يكون هناك لقاء يجمعهم بأشخاص فقدوهم منذ سنوات ولكن هذا لم يحصل وبات من حكم المؤكد بأن الشخص المعتقل في سجون الأسد فقد فارق الحياة نتيجة التعذيب ولا يقف الأمر عند هذا الحد ولكن يتم دفن الأشخاص بطرق وحشية أو حتى أن تم اللقاء بشخص فيكون بحالة صحية متردية وغالبا ما يفقد الشخص ذاكرته وعقله أو يفقد أحد أطرافه.

لحظات في غاية الصعوبة

دخلنا أحد المنازل لتقديم واجب العزاء بشخص وصل الخبر بوفاته في سجون الطاغية فكم كانت اللحظات صعبة وحزينة والأم التي كان لديها أمل بلقاء وحيدها انهارت تماما من البكاء بعد أكثر من ١٣ سنة من الغياب ويزيد الأمر صعوبة بأنه وحيدها وتم اعنقاله من قبل أحد الفروع الأمنية من أمام منزله في حي الجورة ومنذ ذاك الوقت كانت تصل معلومات متضاربة حول مصيره وبعد تلك السنوات الطويلة جاء خبر وفاته.

أما الأب فلم يكن احسن حالا فقد أعياه المرض ولكنه يتحسب الله على من ظلم ولده ويقلب في صور ولده والورقة التي وصلتهم على أحد الصفحات تفيد بوفاة ولده في قسم التحقيق.

حالات مماثلة كثيرة

لا يقف الحال عند هذه الحالة التي ذكرناها وهناك حالات كثيرة مشابهة وهناك شخصيات رياضية معروفة في محافظة ديرالزور تم اعتقالهم منذ سنوات طويلة وخلال اليوميين الماضيين وصلت أخبار عن وفاتهم نتيجة التعذيب وأطفال كذلك فهذا النظام المخلوع لا يفرق بين صغير ولا كبير ولا بين شاب وسيدة وجميعنا يتذكر صورة الطفل الصغير الذي خرج من باب سجن صيدنايا عندما تم الوصول إليه من قبل الثوار وأحرار سورية وكذلك من بين النعوات سيدات قضين سنوات كثيرة من العذاب داخل هذه السجون.

مطالبات ومطالبات

بعد أن تكشفت الأمور وعرف ما تحتويه هذه السجون هناك مطالبات كثيرة من قبل الأهالي بضرورة تحرك المجتمع الدولي لتقديم الرئيس المخلوع إلى القضاء لينال جزاء ما اقترفت يداه ويدا والده من قبله من جرائم وحشية ضد المدنيين الأبرياء من أبناء سورية من تعذيب واعتقال وقتل وقمع ومع أن هذا الملف بات مكتمل من جميع جوانبه ولكن هناك محاولات تجري على قدم وساق للوصول إلى سجون أخرى يتم الحديث عنها واليوم لا بد من البحث عن سجن تدمر الذي عرف عنه الاهوال والفضائع زمن الطاغية حافظ الأسد وعن الأماكن التي يتم الحديث عنها والتي يتم بها دفن السجناء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!