برلماني روسي: السعودية أحد أفضل الأماكن لعقد قمة بين بوتين وترامب

المنبر الحر – اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما (النواب) الروسي ليونيد سلوتسكي، الجمعة، أن السعودية أحد أفضل الأماكن لاستضافة المفاوضات المرتقبة بين موسكو وواشنطن وكييف، والرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ورداً على سؤال بشأن إمكانية عقْد لقاء لممثلي روسيا وأميركا وأوكرانيا، الأسبوع المقبل في السعودية، أجاب سلوتسكي: “نعم، هناك إمكانية.. السعودية تُعتبر أحد أفضل الأماكن لعقد اللقاء”.
وعن إمكانية عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في السعودية أيضاً، قال إن “ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سياسي من طراز عالمي، سيتمكن من استقبال الجهات المتفاوضة في المملكة، وعلى مستوى عالٍ”.
وأضاف سلوتسكي، الذي كان عضواً سابقاً في فريق التفاوض الروسي مع أوكرانيا: “أعتقد أن السعودية مكان ممكن للقاء، أرجّح أيضاً أن مثل هذه المفاوضات قد تجري في أقرب وقت ممكن، ومع ذلك لا أريد وليس لدي الصلاحية أن أستبق الأحداث؛ لأن هذا القرار يتخذه الرئيس فيما يخص الجانب الروسي”.
وأردف بالقول إن “هوية الشخصيات التفاوضية وموعد إجراء المفاوضات يحددها الرئيس، كما هو الحال في الدول الأخرى، أعتقد أنه ينبغي علينا الانتظار قليلاً. لكن من جانبي أرجّح أن تكون السعودية أفضل دولة لاستضافة المفاوضات”.
وفي بيان للخارجية السعودية، الجمعة، رحَّبت المملكة بعقْد قمة بين ترامب وبوتين على أراضيها، مؤكدة استمرار جهودها لتحقيق سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا، والتي بدأت منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في 24 فبراير 2022.
وأوضحت الوزارة أن ولي العهد السعودي، أبدى خلال اتصاله مع بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مارس 2022، استعداد المملكة لبذل مساعيها للوصول إلى حل سياسي للأزمة.
وأشارت الوزارة، إلى أن المملكة واصلت خلال السنوات الثلاث الماضية، هذه الجهود بما في ذلك استضافة للعديد من الاجتماعات بهذا الخصوص.
وكان ترامب قد قال بعد ساعات من مكالمة هاتفية أجراها مع بوتين، الأربعاء، لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا، إنه يتوقع أن يلتقي مع نظيره الروسي في السعودية.
فريق تفاوض روسي
قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، إن روسيا بدأت الاستعدادات لتشكيل مجموعة تفاوضية بشأن أوكرانيا، مشدداً على أن هناك إرادة سياسية لدى الجانبين الروسي والأميركي لإيجاد تسوية وإنهاء حرب أوكرانيا، بعد أن تحدَّث بوتين وترامب، الأربعاء.
ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية الرسمية عن بيسكوف قوله إن “رئيسا البلدين (ترامب وبوتين)، اتفقا، خلال المحادثة الهاتفية على مواصلة الاتصالات فيما بينهما، كما اتفقا على إعطاء التعليمات على الفور للمساعدين المعنيين للعمل على تشكيل مجموعة لإجراء المفاوضات وسيتم الإعلان عن التفاصيل لاحقاً”.
وقال بيسكوف للصحافيين رداً على سؤال عما إذا كانت الاستعدادات قد بدأت لتشكيل مجموعة تفاوض لحل الوضع في أوكرانيا: “بالطبع لقد بدأت. عندما يتخذ الرئيس القرار المناسب، سنبلغكم بذلك”.
ونقلت شبكة CNN الأميركية عن مصادر مطلعة القول، الجمعة، إن الكرملين يعمل حالياً على تشكيل فريق تفاوض رفيع المستوى للدخول في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ولم يتم الإعلان عن أعضاء فريق الكرملين، لكن من المقرر أن يضم شخصيات سياسية واستخباراتية واقتصادية رفيعة المستوى، بما في ذلك كيريل ديمترييف، وهو مسؤول روسي لعب دوراً رئيسياً وراء الكواليس في صفقة إطلاق سراح الأميركي مارك فوجل مقابل الروسي ألكسندر فينيك مؤخراً، بحسب CNN.
كيريل ديمترييف
من المقرر أن يركز كيريل ديمترييف، وهو مستشار مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على استعادة العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وروسيا في الوقت الذي يحاول فيه الجانبان صياغة اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وفقاً للمصادر المطلعة.
وعمل ديمترييف عن كثب مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لتأمين إطلاق سراح فوجل من روسيا، حسبما أفادت مصادر مطلعة على الصفقة لشبكة CNN.
وكان مبعوث ترامب قال للشبكة الأميركية: “هناك رجل نبيل من روسيا. اسمه كيريل (ديمترييف)، كان له علاقة كبيرة بهذا. لقد كان محاوراً مهماً، وحلقة الوصل بين الجانبين”.
وكان ديمترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي الخاضع للعقوبات رحَّب بفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية قائلاً إنه “يُظهر أن الأميركيين العاديين سئموا الأكاذيب غير المسبوقة وعدم الكفاءة والخبث لإدارة (الرئيس السابق جو) بايدن”.
وأضاف أن فوز ترامب “يفتح فرصاً جديدة لإعادة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة”.
وُلد دميترييف في أوكرانيا في الحقبة السوفيتية، وتلقَّى تعليمه في جامعتي “هارفارد” و”ستانفورد” في الولايات المتحدة، وعمل مستشاراً في شركة الاستشارات الأميركية “ماكينزي”، ومصرفياً استثمارياً في بنك “جولدمان ساكس”.
ويعكس اختيار ديمترييف ضمن فريق التفاوض، في حالة تم الإعلان عن هذا رسمياً من قِبَل الكرملين، أن التركيز الرئيسي لاستراتيجية التفاوض الروسية من المرجح أن يكون على تخفيف العقوبات، بالإضافة إلى إصلاح العلاقات الاقتصادية المتدهورة مع الغرب.
وكان ديمترييف بمثابة حلقة وصل بارزة بين موسكو وإدارتَي ترامب الأولى والحالية، إذ يدعو باستمرار إلى توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، كما انخرط في محادثات عبر القنوات الخلفية مع مسؤولين أميركيين، وفقاً لـ CNN.
وفي أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ديمترييف الذي صنّفته “شريكاً مقرباً من بوتين” وعائلته.