المنبر الحر ينشر مقابلة الشرع مع رويترز كاملة.. يضيق صدري في القصر الجمهوري (فيديو)
المنبر الحر – في تصريحات مثيرة، كشف الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أن “صدره يضيق داخل القصر الرئاسي” في إشارة إلى القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق.
وقال الشرع في مقابلة مع “رويترز”: “بصراحة، يضيق صدري في هذا القصر”. وأضاف: “في كل زاوية من هذا القصر، أستغرب كيف خرج كل هذا الشر تجاه المجتمع السوري”.
وأوضحت “رويترز” أن الشرع، البالغ من العمر 42 عاما، كان خلال المقابلة يتحدث بصوت منخفض في بعض الأحيان، وكان مرافقوه ما زالوا يتكيفون مع البروتوكول في هذا المقر الفخم للسلطة.
وفي كانون الأول (ديسمبر الماضي)، دخل أحمد الشرع القصر الرئاسي في دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد وفرار الأخير إلى روسيا.
ويقع القصر على أحد سفوح جبل قاسيون الذي يشرف على مدينة دمشق، وقد اكتشفت داخله شبكة أنفاق سرية تربط القصر بالمجمع العسكري للحرس الجمهوري الذي كان مكلفا الدفاع عن العاصمة السورية.
إسرائيل “آخر من يتكلمون”
من جانب آخر وفي نفس المقابلة مع رويترز وصف الرئيس السوري أحمد الشرع، تعليقات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مؤخرا، بـ”الكلام الفارغ”.
وقال الشرع: “هم آخر من يتحدث”، في إشارة إلى قيام إسرائيل بقتل عشرات الآلاف في قطاع غزة ولبنان على مدى الثمانية عشر شهرا الماضية.
ورفض الشرع التهديدات العدوانية المتزايدة وانتقادات إسرائيل التي استولت على أراض في جنوب سوريا منذ الإطاحة بالأسد.
وهاجم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الرئيس السوري أحمد الشرع، متهما إياه بتنفيذ ما وصفه بـ “المذابح” بحق الطائفة العلوية في سوريا.
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الشرع بأنه “إرهابي جهادي ينتمي إلى مدرسة القاعدة ويرتكب أعمالا مروعة ضد السكان المدنيين”.
وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي أن “قوات الجولاني تقوم بمذابح ضد العلويين في سوريا، الجولاني خلع الجلباب وارتدى بدلة وقدم صورة معتدلة، والآن خلع القناع وكشف عن وجهه الحقيقي: جهادي من مدرسة القاعدة الذي يرتكب فظائع ضد السكان المدنيين”.
وربط كاتس إسرائيل بالأحداث التي تجري في منطقة الساحل السوري قائلا: “إسرائيل ستدافع عن نفسها ضد أي تهديد قادم من سوريا.. سنبقى في مناطق الأمن وفي جبل الشيخ ونحمي مستوطنات الجولان والجليل”.
وأضاف: “سنحافظ على جنوب سوريا خاليا من الأسلحة والتهديدات ونحمي السكان الدروز الذين يعيشون هناك من يمس بهم سيتعرض لنا”.
وجاءت تصريحات الوزير عقب ليلة دامية شهدتها منطقة الساحل السوري، حيث أعلنت قوات الأمن السورية أنها خاضت اشتباكات غرب البلاد مع مجموعات مسلحة من فلول النظام السابق.
الشرع وعبدي.. اتفاق مهم
وكان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي، قد وقعا الاثنين اتفاقا يقضي “بدمج” كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية، وفق ما أعلنت الرئاسة.
ونشرت الرئاسة السورية بيانا وقعه الطرفان وجاء فيه أنه تم الاتفاق على “دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز”.
بنود الاتفاق
– ضمان حقوق جميع السوريين في المشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة، دون تمييز ديني أو عرقي.
– الاعتراف بالمجتمع الكردي كجزء أصيل من الدولة السورية، وضمان حقوقه في المواطنة والحقوق الدستورية.
– وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية لإنهاء النزاع المسلح.
– دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما يشمل المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز.
– تأمين عودة جميع المهجرين السوريين إلى مدنهم وقراهم، وضمان حمايتهم من قبل الدولة السورية.
– دعم الدولة السورية في مواجهة بقايا نظام الأسد وجميع التهديدات التي تستهدف أمن سوريا ووحدتها.
– رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفرقة بين كافة مكونات المجتمع السوري.
– تعمل وتسعى اللجان التنفيذية على تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي.
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية المدعومة أميركيا على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا، تضم أبرز حقول النفط والغاز. وشكلت قوات سوريا الديموقراطية، ذراعها العسكرية، رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنت من دحره من آخر معاقل سيطرته في البلاد عام 2019.
ويشكل المكون العربي أكثر من ستين في المئة من سكان الإدارة الذاتية، وفق الباحث في الشأن السوري فابريس بالانش.
وبعدما عانوا خلال حكم عائلة الأسد من تهميش وقمع طوال عقود، حُرموا خلالها من التحدث بلغتهم وإحياء أعيادهم وتم سحب الجنسية من عدد كبير منهم، بنى الأكراد خلال سنوات النزاع إدارة ذاتية في شمال شرق سوريا ومؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية.
ومنذ وصول السلطة الجديدة الى دمشق، ابدى الأكراد انفتاحا، معتبرين أن التغيير “فرصة لبناء سوريا جديدة.. تضمن حقوق جميع السوريين”، غير أنه جرى استبعادهم من الدعوة لمؤتمر حوار وطني حدد عناوين المرحلة الانتقالية.
وجاء توقيع الاتفاق بعد نحو أسبوعين من دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، في إعلان تاريخي، الى حل الحزب والقاء السلاح، في خطوة رحب بها أكراد سوريا.
وكانت تركيا، حليفة السلطة الجديدة في دمشق، تتهم وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود قوات سوريا الديموقراطية، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة وأطراف غربيون منظمة “إرهابية”.