“المنبر الحر” تنشر مقتطفات من خطبة الجمعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي

المنبر الحر – جاء في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام لفضيلة الشيخ عبد الله الجهني: احمدوا الله على نعمة بلوغ الشهر، واشكروه بالجد والاجتهاد ؛ فهذه أزمنة الفضائل فأين المغتنمون؟ وهذه مواسم التجارات الرابحة فأين الطالبون؟
مقطتفات من خطبة الجمعة في المسجد الحرام
* السَّعيدُ من تَدَبّر أمره، وأخذ حِذْرَه، وانتهز الفرصة قبل فواتها، واغتنم فضل ربّه ذي الجود والكرم والإحسان؛ فأكثروا من قراءة القرآن والتصدّق على الفقراء والأيتام، وصونوا جوارحكم فيه عن المعاصي والذنوب والآثام.
* اغتنموا مدّة هذه الحياة قبل فَواتِها، وسارعوا إلى الطّاعات فإنكم في أشرفِ أوقاتها، والإنسان في هذه الحياة الدنيا لن يُعَمّر ولن يبقى، فهو موجود من العدم، وصائرٌ إلى العدم، وإن الساعات التي تمرّ به كأنها لحظات إلى أن يصل إلى آخر نهايته.
* من أعظم نعم الله على عباده المؤمنين: أَنْ منَّ عليهم قبل أيام قلائل ببلوغ موسم من مواسم الخيرات، وهو شهر رمضان ذو الرحمات والبركات، شهر يفرح فيه الصائمون، ويربح فيه عند الله العاملون.
* كان رسول الله ﷺ يُبَشّر أصحابه، ويقول لهم: «أتاكم شهر رمضان شهر بركة، يُنزل اللهُ فيه الرحمة، ويحُطُّ الخطايا، ويستجيبُ الدُّعاء، ويباهي الله بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقيّ من حُرِم فيه رحمة الله». عزاه الهيثمي في المجمع إلى الطبراني.
* لنتذكر إخوانًا لنا كانوا معنا في العام الماضي ينتظرون شهر رمضان -شهر الخير والبركة-؛ انتهت آجالهم، وانقطعت أعمالهم، وصاروا إلى صِقع من الأرض ليس معهم إلا أعمالهم.
* كان من هديه ﷺ في شهر رمضان -وهو أكمل الهدي-: الإكثار من أنواع العبادات، فقد كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، يُكْثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف.
* احمدوا الله على نعمة بلوغ هذا الشهر، واشكروه بالجد والاجتهاد وعمارة أوقاته بأنواع الطاعات، وأقبلوا عليه -رحمكم الله- بحفظه من الزلل والآثام؛ فهذه أزمنة الفضائل فأين المغتنمون؟ وهذه مواسم التجارات الرابحة فأين الطالبون؟
مقتطفات من خطبة الجمعة في المسجد النبوي
وجاء في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي شهر رمضان شهر إقبالٍ على الله، تحطُّ النفوسُ المُثْقلة فيه رحالَها، وتضع فيه -بَعْدَ مسيرها- أثقالَها وأحمالَها، وترتوي الأرواح الظَّمْأى من معين زلاله.
* إنه زَمانٌ عظيمٌ أزهَر سِراجُ لياليه وأيّامه، وتفتّق الزَّهر عن أكمامه، امتنّ الله به على أمّة الإسلام فجعَلَه غُرّة الشهور ومُتَّجَر أهل الإيمان وربيعَ الأيام.
* إدراك شهر رمضان مِنَّة جُلّى تستوجِبُ شُكره سبحانه ظاهرًا وباطنا، لأنه شهودٌ لزمانٍ شريف، ووقتٍ فاضلٍمُنيف، يرقى فيه العبدُ إلى معارجَ من القربِ إلى الله، ويطوي فيه مِنْ زَمان المسيرِ إلى مولاه ما لا يتهيأ له في غيره.
* شهر رمضان شهر إقبالٍ على الله، تحطُّ النفوسُ المُثْقلة فيه رحالَها، وتضع فيه -بَعْدَ مسيرها- أثقالَها وأحمالَها، وترتوي الأرواح الظَّمْأى من معين زلاله، وتنعم بعد كَلال المسير وحرِّ الهجير ببرد ظلاله.
* العبدُ المؤمن مهما طال عن الله بُعْدُه، وقَسا قلبُه، وقحِطت عينُه: فدواعي الخير في حنايا قلبه، ونوازع الصلاح في دواخله لها حنينٌ إلى رياض الذكر، وأنينٌ من وحشة الانقطاع.
* من أسرار إقبال القلوب على الله والأُنس بطاعته والنعيم بقربه ولذّة مناجاته وانطلاق الجوارح في مرضاته -في شهر رمضان-: ما أشرع الله فيه من أبواب الخيرات، وأمدّ من أسباب الرحمات، وأفاض من سحائب البركات.
* إنه شهر تُكْسر فيه قيود النفس وسَوْراتها، وتُلْجم فيه شهواتُها ونَزَواتُها، حتى تنعتق من عوائقها وعلائقها، فتنطلقَ في ميادين الطاعات إلى خالقها، فهنيئا لمن أدرك ساعاته، ووُفِّق لاغتنام لحظاته، وسعى في طاعة مولاه ومرضاتِه.
* لأن الصوم عبادةُ خَفاء وطاعة سرٍّ بين العبد وربِّه: فهو عبادة تتحقق فيها معاني الإخلاص لله، وصِدْق العبودية له، ومراقبته في حال شهود الخلق وغيبتهم، فحالُ المُمْسِك شِبَعًا مثل حال المُمْسِك تقرُّبًا في الصورة الظاهرة، فلذلك المعنى اللطيف والمقصد الشريف اختصَّ الله بهذه العبادة وأضافها لنفسه.