“المنبر الحر” تنشر مقتطفات من خطبة الجمعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي

المنبر الحر – جاءت خطبة الجمعة في المسجد الحرام اليوم بعنوان: سلوا الله العافية وألقاها الشيخ الدكتور صالح بن حميد والتي قال فيها: لئن كانت الدرعية منذ التأسيس الأول حصنًا للأمن في الوطن؛ فها هي المملكة -عبرَ تاريخها الطويل وأدوارها المباركة- واحة الحكمة، ومصدر خيرٍ للبشرية جميعًا.
مقتطفات من خطبة المسجد الحرام
- العافية مطلبٌ عظيم هو -بعد الإيمان- أعظم المواهب، وأجلّ الرغائب، لا تصلح الدنيا ولا الآخرة إلا به، ولا يهنأ العيش إلا في رحابه، والعافية كلمة جامعة يحتاجها المعافى والمُبتلى والحيّ والميت، وإذا فُقِدَت عُرِفت، وإذا دامت نُسِيَتْ.
- تواتر عن النبي ﷺ دعاؤه بالعافية لفظًا ومعنًى من نحو خمسين طريقًا، فصار هذا الدعاء عُدَّة لدفع كلِّ ضر، وجلب كلِّ خير، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: «لو عرَفْتُ أيَّ ليلة هي ليلة القدر ما سألتُ الله فيها إلا العافية».
- العافية في الآخرة: الوقاية من فتنة الممات، وفتنة السكرات، وفتنة القبر، والنجاة من أهوال يوم العرض والفزع الأكبر، والعافية في الدنيا هي: العافية من كل ما يكون فيها؛ من سلامة الأبدان، ودفع البلاء والأسقام، ومن الهموم والأكدار.
- عافية الأوطان من أعظم أنواع العافية وأجلِّها؛ فكيف إذا كان الوطنُ هو قبلةَ المسلمين، وقلب الأمّة، حاضن الحرمين الشريفين: المملكة العربية السعودية؛ التي هي أرض الإسلام والتاريخ والحضارة.
- من عافية الدنيا: أن يعافيك الله من الناس، ويعافي الناس منك، وأن يغنيَك الله عنهم، ويغنيهم عنك، ويصرف أذاهم عنك، ويصرف عنك أذاهم، فيلقى العبدُ ربَّه وهو خفيف الظهر من دمائهم، خميص البطن من أموالهم، لازمًا لجماعتهم، غير مفرّقٍ لأمرهم.
- العافية أجمل لباس، وهي لذة الحياة والناس، وبغية الأحياء والأموات، ولولاها لتكدّر الحال وانشغل البال، وما طاب شيءٌ إلا بها، وهي تأمين الله لعبده من كل نقمة ومحنة، منحه بمنِّه وكرمه كُلّ فضلٍ ونعمة.
مقتطفات من خطبة المسجد النبوي للشيخ الدكتور عبد الباري الثبيتي
● رمضان ميدانُ سباقٍ لِمَن عرف قدرَه، ومنبع إشراقٍ لمن أدركَ سِرّه، وموسمُ عِتْقٍ لمن أخلصَ أمرَه، وروضة إيمانٍ لمن طابت سريرتُه واستنارَ فكرُه.
● في رمضان تهمس المناجاة، وتستعذب الأرواح جمال الدُّعاء، وتطمئن القلوب في ظلال القُرب الإلهي، حيث يرتفع الدعاء في سكون الليل، ليجد بابًا مفتوحًا وربًّا قريبًا.
● نستعدّ لرمضان بتهيئة النفس، ونقاء القلب، وإنعاش الروح؛ فتتهيأ النفسُ بتخفيف الشواغل، وتصفية الذهن، فراحة البال تجعل الذكر أحلى والتسبيح أعمق، وتمنح الصائم لذّة في التلاوة، وأُنْسًا في قيام الليل، والنفس إذا استراحت استنارت، وإذا هدأت أقبلت، وإذا أقبلت ذاقت حلاوة الإيمان.
● يُسْتقبَل رمضانُ بالتخفف من المباحات، وحسن تنظيم الأوقات، فلا يَضيعُ العبدُ في اللهو، ولا ينشغل بسفاسف الأمور، وخيرُ ما يستعدُّ به الدعاءُ الصادقُ من قلبٍ مخبتٍ خاشعٍ «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
● رمضان مدرسة الإرادة وساحة التهذيب، يُدرِّبُ الصائم على ضبط شهواته وكبح جماح هواه، وصون لسانه عمّا يخدش صيامه، يتعلم كيف يُحكِم زِمام رغباته، ويُلجم نزواته، ويغرس في قلبه بذور الصبر والثبات.
● رمضان بشعائر ومشاعره محطّة ارتقاء بالإنسان ورُقِيّ بالحياة، يبني الإنسانَ -الذي هو محور صلاح الدنيا وعماد ازدهارها-، يهذّب سلوكه، يسمو بأهدافه، يبني بالصيام كيانه، يصقل بالقيام شخصيته، يكسب بالقرآن في روحه الصدق والنزاهة.
● رمضان يوحّد الأمة تحت راية العبودية، يجمع شتاتها، يلمّ شعثها، يذيب الفوارق بين أبنائها، فيه تتجلى وحدة القلوب قبل وحدة الصفوف، تصومُ الأمّةُ معًا، وتفطر معًا، وتقوم الليلَ صفوفًا متراصة، تتجه بقلوبها وأجسادها إلى قبلة واحدة.