عاجل
عربي

“المنبر الحر” تنشر مقتطفات من خطبة الجمعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي

المنبر الحر – جاءت خطبة الجمعة في المسجد الحرام اليوم بعنوان: «قوة الرب وضعف العبد» والقاها فضيلة الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، وفيما يلي نذكر مقتطفات منها:

  • المؤمن يستمدّ قوّتَهُ ومعونته من العليِّ الكبير، فإن اعتمد قلبُه على الأسباب وكَلَهُ الله إليها، وإن اعتمد على ربِّ الأسباب وتوكَّلَ عليه فلن يخذُلَهُ أبدًا.
  • مما هو مقرّرٌ في عقيدة كلِّ مؤمن: أن جميع الأشياء تحت قهر الله وغلَبَتِهِ وسُلطانه، وجميعُ أنواع القوى ثابتة مستقرَّةٌ له تعالى، وهو المتفرِّدُ بالقوة جميعًا، فيجب أن يتعلق قلبُ المؤمن بالقويِّ المتين، لأن قدرته تفوق كلَّ قدرة، وقوَّته تغلب كُلّ قوّة.
  • من فقه القوة: أن تدبير الكون كله بيد الله سبحانه، وأن ما سواه لا يملك لنفسه حولًا ولا قوّة، ولا يملك نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، فكيف يملك ذلك لغيره؟!
  • الإنسان ضعيف من جميع الوجوه وفي كلّ أموره، قال بعض أهل العلم: «ضعفه يعمُّ هذا كلَّه، وضعفه أعظم من هذا وأكثر، فإنه ضعيف البنية، ضعيف القوة، ضعيف الإرادة، ضعيف العلم، ضعيف الصبر، والآفات إليه مع هذا الضعف أسرعُ من السيل في صيب الحدور».
  • مما يدفع عُجْبَ المرء بقوته: أن يعلم أنها فضلٌ من الله عليه، وأمانة عنده ليقوم بحقها، وأن العُجْبَ بها كفرانٌ لنعمتها، فلمّا تمكن نبي الله سليمان عليه السلام من إحضارِ عَرْش بلقيس في مُدَّةِ ارتدادِ الطَّرْفِ ﴿قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ﴾ [النمل: 40].
  • من فقه القوة: أن النصر والغلبة مرتبطان بميزان القلوب لا بميزان القُوى، كما أن قوَّة أمّة الإسلام وصلابَتَها تقوم على وحدتها واجتماع كلمتها، وأن التفرّق والشتات من أسباب الفشل وذهاب الهيبة والغلَبة.
  • من فقه القوَّة: فضل المؤمن القوي على المؤمن الضعيف؛ على الرغم من وجود الخيرية في كلٍّ منهما، لأن المؤمن القويَّ أكثرُ نفعًا وأعظم أثرًا، إذ يُنْتج ويعمل بما يعود عليه بالنفع لنفسه ويُحَقّقُ مصالح المسلمين، ويعود عليهم بالخير والنصر على الأعداء، والدفاع عن الدين ودحر الباطل وأهله.

مقتطفات من خطبة الجمعة في المسجد النبوي لفضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدي:

  • من آمَنَ بالقضاء والقدَرِ هانت عليه المصائب، فلا يكون شيءٌ في الكون إلا بعلم الله وإرادته، ولا يخرج شيء في العالم إلا عن مشيئته، ولا يَصْدُر أمرٌ إلا عن تدبيره وتقديره.
  • الدنيا قرارة الأنكاد والأكدار، فجائعُها تملأ الوجود، وأحزانها كلّما تمضي تعود، ولوعاتها تضيِّقُ رَحْب الفَضَا، وتقلِّبُ القلبَ على جَمْر الغَضَا، وأوجاعها تذيب الفؤاد والأجساد والجماد.
  • لله في خلقه أقدار ماضية لا تُرَدُّ أحكامها، ولا تصدّ عن الأغراض سهامها، وليس أحدٌ تصيبُه عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، ولا خدشُ عود؛ إلا وهو في القدر المقدور والقضاء المسطور.
  •  لا يستعظم المؤمن حوادث الأيام إذا نزلت، ولا يجزع من البلايا إذا أعضلت، ولا يستطيل زمن البلاء، ولا يقنط من فرج الله، ولا يقطع الرجاء من الله، فكلُّ بلاءٍ -وإن جلَّ- زائلٌ، وكلُّ همٍّ -وإن ثقل- حائل، وإن بعد العسر يسرًا، وبعد الهزيمة نصرًا، وبعد الكدر صفوًا.
  •  الكمد على الشيء الفائت، والتلهُّف عليه، وشدّة الندامة والاغتمام له، وفرط التحسّر وكثرة التأسُّف والاستسلام للأحزان: يقتل النفس، ويذيب القلب، ويهدم البدن، فلا تفرطوا في الأحزان، فإن الحزن إذا أفرط والبكاء إذا اتصل؛ امتزج الدم بالدمع.
  •  أيها المكلوم المهموم، استرجِعْ عند كل نكبة ومصيبة؛ فإن الاسترجاع ترياق للهموم، وتسلية للمحزون، وقد جعل اللهُ الاسترجاع ملجَأً لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين، ووَعَدَ الصابرين المسترجعين بمغفرته ورحمته؛ جزاء اصطبارهم على محنه وتسليمهم لقضائه.
  •  من وطَّن على الصبر نفسًا: لم يجد للأذى مسًّا، ومن صبر على تجرُّع الغُصَص واحتمال البلايا وأقدار الله المؤلمة: صُبَّ عليه الأجرُ صبًّا، قال جلَّ وعزّ: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10]

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!