عاجل
سوريا

الطيار رغيد الططري (عميد المعتقلين السوريين)، معاناة مدتها 43 عاما في سجون الاستبداد (تفاصيل يرويها)

دفع ثمن إخلاصه 43 عاما.. أقدم معتقل في سجون الأسد، يبصر النور.. "رغيد الططري" .. ما قصته؟! 

المنبر الحر- دمشق | خاص

بإهدائه سيفا مذهّبا وتقديرا لتضحيته، كرّم أهالي حماة “عميد المعتقلين السوريين”، الطيار “رغيد الططري” والذي أبصر النور، بعد 43 عاماً قضاها في سجون القمع والاستبداد “سجون الأسد”، الأب “الطاغية” والابن “الفار”، حيث دفع ثمن إخلاصه بعد أن رفض قصف مدينة حماة في ثمانينات القرن الماضي، عندما حدثت مجزرة في العام 1980 في مدينة حماة السورية، استمرت 27 يوما، نفذتها عدة فرق وألوية من الجيش السوري، وعلى رأسها قوات سرايا الدفاع بقيادة السفاح “رفعت الأسد”، بهدف القضاء على المعارضة في المدينة، ما أدت “وفقا لعدة روايات” إلى مقتل نحو 40 ألف شخص وأكثر من 17 ألف مفقود، في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما يقارب 10 آلاف منهم، كما وثقت أسماء 4 آلاف مفقود.

تفاصيل يرويها “الططري”

روى “الططري” صاحب أطول فترة اعتقال سياسي، تفاصيل حكايته والأيام التي قضاها قابعا في السجون، كاشفاً عن عدد الأماكن التي تنقّل فيها منذ اعتقاله حتى تحريره، قائلاً: “بقيت 3 سنوات في سجن كفرسوسة، وقرابة سنة ونصف في سجن المزة العسكري، وحُكمت ميدانياً ولم تتجاوز مدة الحكم 4 دقائق، ولم أعلم بأنه حُكم علي بالمؤبد إلا بعد 30 عاماً، وبعدها تم نقلي إلى سجن تدمر وقضيت 15 عاما فيه، ليتم فيما بعد ترحيلي إلى سجن صيدنايا والذي أمضيت فيه 10 سنوات”.

وأكمل “الططري” مضيفاً: “في عام 2011 ومع بداية الثورة ونتيجة اعتقال أعداد من الشباب نقلونا إلى سجن عدرا وبقيت فيه ما يقارب 5 سنوات، حُرمت خلال تلك الفترة من الزيارة وذلك بسبب رفضي ارتداء اللباس الخاص بالسجن، وانتقلت بعدها لسجن السويداء وأمضيت فيه 6 سنوات، وبعد أن عثروا على هاتف بحوزتي تم إرسالي إلى سجن طرطوس”.

وأشار “الططري” إلى أنه وخلال تواجده في سجن طرطوس وعند علمه ببدء العمليات العسكرية لتحرير حلب كان متأكدا من سقوط النظام ورؤيته للضوء قريباً، لكن لم يكن يعلم بأن الأمر سيتم بهذه السرعة، وأنه سيستغرق قرابة شهر ونصف، لكن ما جرى العكس، مضيفاً: “سقوط النظام الظالم كان حلم بالنسبة لنا لكنه تحقق، وشعرنا بالفرق مباشرةً، فمنذ سقوط الطاغية وحتى اللحظة تنعم سوريا بالتطور، بينما سابقاً كانت تتراجع للخلف” كل يوم.

وفيما يخص المطالبات بالعفو، أكد “الططري” أن من تلطخت يداه بالدماء ومارس أبشع أنواع الجرائم عن سابق إصرار ومعرفة وشارك في سرقة وتدمير البلد، لا يمكن أن يُعفى من المحاسبة والعقاب، منوّهاً بأنه ليس لأي شخص صلاحية بالعفو عن هؤلاء.

أقدم معتقل في سجون “الطاغية” حافظ فبشار “الفار”

يذكر أن “الططري” أقدم معتقل في سجون نظام الأسد المخلوع، وهو طيار حربي سوري برتبة رائد، رفض سابقاً أوامر قصف مواقع في محافظة حماة، والإبلاغ عن زملائه المنشقين عن الجيش، خلال الحملة العسكرية التي قادها نظام حافظ الأسد، لقمع المعارضة الإسلامية في مدينة “حماة” سنة 1980، بعد أن شهدت انتفاضات متكررة ضد حكم “البعث السوري”.

وتعرض للاستجواب بتهمة “عدم الإبلاغ عن انشقاق زميل له هرب إلى الأردن”، فقرر النظام فصله من عمله، ليذهب بعدها إلى الأردن ثم إلى مصر، تقدم خلالها بطلب لجوء إلى مفوضية الأمم المتحدة عام 1981، لكنه قوبل بالرفض، ما استدعاه للعودة إلى سوريا، ليجد نفسه بقبضة قوات حافظ الأسد في مطار دمشق، تم سجنه على أثرها 43 عاماً، تنقّل خلالها بين عدة سجون، تعرض فيها للتعذيب والقمع ومحاولة التصفية (القتل) عدة مرات، وحرم من رؤية أهله وأقاربه حتى حررته فصائل المعارضة السورية في معركة تحرير سوريا.

____________________

www.almenberalhor.com 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!