الشباب الأردني في مواجهة الضغوط: “خطر الغرق في الفوضى وارتفاع السرقات”
المنبر الحر – كتب : عبدالله وجيه أبوخضير
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المجتمع الأردني، يزداد التحدي أمام الشباب الذين يمثلون شريحة حيوية في المجتمع. مع تزايد معدلات البطالة، وضغوط الحياة اليومية، يواجه الشباب تحديات كبيرة قد تدفعهم إلى اتخاذ قرارات غير محسوبة قد تؤدي بهم إلى مسارات غير مأمونة. من هذه القرارات، يمكن أن تبرز ظواهر مثل الغرق في “الفوضى” النفسية والاجتماعية، أو اللجوء إلى السرقات كحلول مؤقتة لتأمين احتياجاتهم.
ان الوضع المادي في الأردن، الذي يتسم بارتفاع معدلات البطالة وتدني فرص العمل، يضع الشباب في مواجهة مباشرة مع التحديات الاقتصادية. الشباب هم الأكثر تأثراً بهذا الوضع بسبب عدم وجود فرص كافية لهم لدخول سوق العمل. هذا الضغط المستمر على الأفراد يجعلهم يشعرون بالعجز، ويؤدي إلى مشاعر من الإحباط والقلق، ما قد ينعكس على سلوكياتهم.
الشباب في هذا السياق لا يواجهون فقط أزمات اقتصادية، بل يعانون من ضغط اجتماعي يتربط بتوقعات الأسرة والمجتمع. في مجتمع يضع معايير معينة للنجاح والرخاء، يصبح الشباب ضحية لتلك المعايير التي لا تتوافق مع الواقع. هذا يجعلهم يعيشون في حالة من التوتر الدائم، وقد يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة أو الانزلاق إلى الانحرافات الاجتماعية.
“الغرق” لا يعني فقط الفشل الدراسي أو المهني، بل يمتد ليشمل التدهور النفسي والاجتماعي. الشباب الذين يواجهون هذه الضغوط قد يلجأون إلى العزلة أو إلى تعاطي المخدرات أو الانخراط في سلوكيات خطرة نتيجة الشعور باليأس. هذه الفوضى الداخلية قد تؤدي بهم إلى مسارات لا يمكن العودة منها بسهولة، حيث يصبح الهروب هو الخيار الوحيد أمامهم.
مع تدهور الوضع الاقتصادي، قد يبدأ بعض الشباب باللجوء إلى السرقات كوسيلة لحل مشكلاتهم المالية. فالتخلي عن القيم الأخلاقية في ظل هذا الضغط قد يصبح خيارًا محتمًا لبعض الأفراد، خصوصًا عندما يرون أن الوسائل القانونية لا توفر لهم فرصًا حقيقية لتغيير وضعهم. الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة نسبة الجرائم في المجتمع.
لكبح هذه الظواهر، لا بد من تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني لتوفير حلول فعالة. ينبغي العمل على خلق فرص عمل حقيقية، ودعم الشباب من خلال برامج تعليمية وتدريبية تمكنهم من تطوير مهاراتهم. علاوة على ذلك، فإن توفير الدعم النفسي والاجتماعي يعد خطوة أساسية للحد من الضغوط التي يواجهها الشباب، وبالتالي تقليل من اللجوء إلى السلوكيات السلبية.
إن الشباب الأردني هم عماد المستقبل، وإذا استمر الوضع الاقتصادي والاجتماعي على هذا المنوال، فإن المجتمع قد يشهد تفشي هذه الظواهر بشكل أكبر. لذا، من الضروري أن تتحرك الدولة والمجتمع بسرعة وفعالية للحد من هذه التحديات، وتوفير بيئة مواتية للشباب لكي ينمو ويبدع دون أن يغرق في الفوضى.
_______________________
www.almenberalhor.com