عاجل
سوريا

الحياة تعود.. ما سر “جرمانا” التي “استنفرت” إسرائيل لأجلها؟

المنبر الحر – بعد توترات خطرة ختمتها إسرائيل بالتهديد بإمكانية التدخل لما زعمت أنه حماية الدروز فيها، عادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة جرمانا بريف العاصمة السورية دمشق.

توتر واشتباك

جرمانة مدينة تقع على أطراف دمشق في الجنوب الشرقي، وتصلها بدمشق منطقة الكباس والدويلعة، وتبعد عنها مسافة 3ميل تقريبا 5كم.

وأفاد مصدر مطلع السبت، بأن الأمور بدأت بالعودة إلى طبيعتها شيئاً فشيئاً بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الساعات الماضية.

وأضاف أن الفصائل المسلحة المتواجدة هناك قالت إن عنصرا من الأمن الداخلي قُتل بالخطأ، بعدما دخل إلى المدينة بصفة مدنية لا عسكرية.

كذلك أكد أن الفصائل رفعت يدها عن القاتل، مؤكداً أنها تتعاون مع السلطات لتسليمه.

ولفت إلى عدم وجود أي حملات أمنية حتى الآن ولا حتى اشتباكات.

جاء هذا بعدما قتل شخص وأصيب تسعة آخرون بجروح السبت جراء اشتباكات بين عناصر أمن تابعين للسلطة السورية الجديدة ومسلحين محليين دروز في ضاحية جرمانا قرب دمشق، على خلفية توتر بدأ الجمعة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وعلى خلفية الاشتباكات، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مساء السبت بالتدخل عسكريا في سوريا ضد قوات دمشق “إذا أقدم النظام على المساس بالدروز”، وفق زعمه.

ما هي “جرمانا”؟

تقطن غالبية من الدروز والمسيحيين، وعائلات نزحت خلال سنوات الحرب التي تشهدها سوريا منذ العام 2011، ضاحية جرمانا الواقعة جنوب شرق دمشق.

وكانت من أولى المناطق التي أسقط فيها السكان في السابع من كانون الأول/ديسمبر، عشية إطاحة حكم بشار الأسد، تمثالا نصفيا لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد كان موضوعا في ساحة رئيسية تحمل اسمه.

كما تشهد المنطقة توترا بدأ الجمعة مع مقتل عنصر من قوات الأمن وإصابة آخر بجروح جراء إطلاق نار من مسلحين عند حاجز في جرمانا، أعقب مشاجرة بين الجانبين.

بدورها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان السبت قوله إن الحاجز أوقف الجمعة عناصر تابعين لوزارة الدفاع أثناء دخولهم المنطقة لزيارة أقاربهم. وبعدما سلموا أسلحتهم، تعرضوا للضرب قبل أن يتم استهداف سيارتهم بإطلاق نار مباشر، ما أسفر عن مقتل أحد العناصر وإصابة آخر.

إثر ذلك، هاجم مسلحون محليون مركزا للشرطة في جرمانا، وتم طرد العناصر منه.

وفي وقت لاحق، أصدر مشايخ جرمانا بيانا أكدوا فيه رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون، وتعهدوا تسليم كل من تثبت مسؤوليته إلى الجهة المختصة حتى ينال جزاءه العادل.

حركات إسرائيلية

يشار إلى أنه ومنذ وصول السلطة الجديدة الى دمشق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، تسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للحكم السابق بالوقوف خلفها.

يأتي هذا بينما تنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف فلول النظام السابق، يتخللها اعتقالات.

إلى ذلك، يشكل فرض الأمن وضبطه في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، بعد نزاع مدمر بدأ قبل 13 عاما وتشعبت أطرافه.

أما العلاقة مع إسرائيل، فمن المعروف أن حوالي 150 ألف درزي يقيمون في إسرائيل، يعتبر غالبيتهم أنفسهم إسرائيليين، بينما يقيم 23 ألف درزي في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. ويتمسك غالبيتهم بالهوية السورية ويرفض الجنسية الإسرائيلية.

وشهدت مدن سورية عدة بينها دمشق والسويداء، التي تقطنها غالبية درزية، تظاهرات الثلاثاء نددت بمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أعلن الأحد أن بلاده لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب دمشق.

وكانت إسرائيل شنّت فور إطاحة حكم بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديمسبر، مئات الضربات على مواقع عسكرية، للحؤول دون سقوط ترسانة الجيش السوري في أيدي قوات الإدارة الجديدة.

كذلك، نشرت قواتها في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان، في خطوة لقيت تنديد أطراف دولية عدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!