الأردن وطن الأوفياء..

المنبر الحر – بقلم: د. حنين عبيدات
وطن يتراقص بالمجد، و يزهو بالحرية، و يحضن أعماق التاريخ و أصالة الحاضر و أمل المستقبل، و يترنم بالجمال، و يتجمع بالمحبة، و يقوى بالإنتماء و الوحدة ، و يبقى صامدا شديدا باستقرار الجبهة الداخلية و تعزيزها.
هنا الأردن ، فاسألوا الكنعانيين و الأدوميين و المؤابيين والعمونيين و الأنباط عن جذوره التاريخية المغروسة في أرضه الكبيرة و المحفورة على جدران حضارات الزمن، و أسألوا الرومان و البيزنطيين عن المدن العشر الديكابوليس بعاصمتها أم قيس (جدارا) و ابنتها بيت راس و بمدرجاتها الرومانية في جراسا (جرش).
وسيشهد صحابة رسول الله محمد “صل الله عليه و سلم” يوما أمام الله أنهم دفنوا على أرض الأردن و مقاماتهم ستبقى للتاريخ ، و ستشهد أرض مؤتة في الكرك على معركة مؤتة و أرض لواء بني كنانة في اربد على معركة اليرموك بقيادة ابن الوليد.
وستشهد قصور بني أمية في الأزرق و القطرانة و عمان على حقبة تاريخية مزدهرة كانت في الأردن، و كيف سيقرأ الشاعر العباسي المتنبي يوما قصيدته عن الأردن و قد جابه من الجنوب إلى الشمال و تشهد على ذلك معان، و أسألوا الكاتب السعودي عبدالعزيز المانع الذي دون رحلة المتنبي في الأردن، و أسألوا والدي الأستاذ الدكتور عدنان عبيدات المتخصص في المتنبي عن رحلاته في الأردن.
وسيشهد التاريخ و الحاضر و المستقبل على أن الهاشميين ملوكنا الذين اهتموا بالأرض و الإنسان و اعترفوا بالحرية و الحياة.
وسيشهد التاريخ أن أجدادنا جاهدوا من أجل البلاد العربية و استشهدوا على أرضها، في فلسطين و سوريا و ليبيا .
انتماؤنا للأردن هو انتماء كيان و وطن و هوية و ذات و أرض ، فقد تعلمنا أن نلتصق في الأرض لنعرف قيمتها و نقدر عظمتها حتى لا نفرط بها.
تطيب الكلمات دائما للأردن ، لتبوح ببحرٍ من المشاعر الوطنية التي تهتز وتربو تحت سقف الوطن، تصدح الحناجر وترتفع الأصوات بقولٍ واحد نابعٍ من قلبٍ واحد توحد في حب الوطن ، فحواه ، الأردن وطن مستقر و آمن، الأردن صاحب هوية راسخة و باقية، الأردن الوطن الذي تحمل المصاعب و لم يأبه لأي حاقد.
إن أجسادنا لا تتحرر من الأردن و أرواحنا تنطق به في كل حين و لحظة، فهو وطن كبير و لكل مجروح و يعاني. بين وهج الكلمات و ابتسامة الدموع يطل علينا قوس قزح مبتسما و يهمس لنا : حافظوا على الأردن، حافظوا على ذاتكم و هويتكم، فنحن في القرى و البوادي و المدن إذا نادى الوطن لبيناه، و قلنا : لبيك يا وطني بأرواحنا و كل ما نملك.