إيطاليا تنفذ عملية كبيرة ضد مافيا “كوزا نوسترا” وتعتقل العشرات
![](https://almenberalhor.com/wp-content/uploads/2025/02/1-4-780x470.webp)
المنبر الحر – نفّذت قوات الأمن الإيطالية “كارابينييري” مداهمات واسعة في باليرمو، عاصمة إقليم صقلية جنوبي إيطاليا، وسلمت 183 مذكرة اعتقال ضد متهمين بالانتماء إلى مافيا “كوزا نوسترا” الشهيرة.
ووجهت “كارابينييري” بذلك ضربة قوية إلى “قلب” المافيا الإيطالية، التي تحاول إعادة توحيد صفوفها دون إثارة الكثير من الضجة، مع الحفاظ على قبضتها الحديدية على المدينة. وشارك في عمليات المداهمة 1200 عنصر من قوات الدرك والأمن.
وكان الاعتقاد السائد خلال السنوات الأخيرة بأن “كوزا نوسترا” رحلت عن باليرمو، وانتقلت إلى شمال إيطاليا، مستبدلة أساليبها الإجرامية.
ويشير هذا التحرك إلى أن المافيا وزعاماتها لم تُغادر مناطقها المعتادة، التي تضمن لها الحماية، ووسائل الهروب، وطرق للاختباء عن عيون العدالة.
وكان عرابو “كوزا نوسترا” يستخدمون هواتف محمولة متطورة ببرمجيات مشفرة لعقد اجتماعات بين المناطق المختلفة.
وفي هذا السياق، قال المدعي العام في باليرمو، ماوريتسيو دي لوتشيا، إن “عرّابي (كوزا نوسترا) يحلمون بإعادة بناء لجنتهم العليا”، في إشارة إلى “اللجنة العليا للمافيا الصقلية”.
وبسبب هذه الحملة الأمنية، عاد إلى السجن رجال مافيا من عيار توماسو لو بريستي، الذي أُطلق سراحه مؤخراً بعد انتهاء مدة محكوميّته.
وكان لو بريستي قد سخر من الحكومة ومؤسّستها عبر الاحتفال باليوبيل الفضّي لزواجه في كنيسة سان دومينيكو، التي سُجّي فيها جثمان القاضي الشهير جوفانّي فالكوني، الذي اغتالته مافيا “كوزا نوسترا”، بزعامة توتو ريينا في 23 مايو 1992، بعملية تفجير في باليرمو.
![](https://almenberalhor.com/wp-content/uploads/2025/02/2-1.jpg)
ولقيت زوجة فالكوني، القاضية فرانشيسكا مورفيلّو، وثلاثة من أفراد الحماية حتفهم في هذا التفجير.
وصَعّد توتو ريينا ضد الدولة والقضاء، بتفجيرٍ استعراضي آخر في قلب باليرمو، بعد 59 يوماً من اغتيال فالكوني، أسفر عن اغتيال القاضي باولو بورسلّينو وخمسة من أفراد حمايته.
كوزا نوسترا ما تزال تحظى بجاذبية
وفي معرض تعليقه على نتائج عمليات الاعتقال، قال المدعي العام في باليرمو ماوريتسيو دي لوتشيا إنّ “كوزا نوسترا ما تزال تحظى بجاذبية في بعض الأوساط، لا سيما في الأحياء الفقيرة، بسبب محدوديّة الخيارات المتاحة للشباب، لذا يرون في المافيا مصدراً للقوة والنفوذ”.
وأضاف: “لقد شملت التحقيقات عدداً كبيراً من الشباب، ما يستدعي انتباهنا الشديد، وكما نراقب العرّابين القدامى العائدين، فإنّ علينا أن نكون يقظين بشأن من يتم تجنيدهم حالياً، فهم مستقبل المافيا”.
وأشار إلى أن المافيا لم تتخلَّ عن حلمها القديم بإعادة تشكيل “قبّتها” (La Cuppola) في إشارة تحديث قيادتها.
وتابع دي لوتشيا قائلاً: “تسعى كوزا نوسترا إلى إعادة إنشاء اللجنة الإقليمية، لكنها لم تتمكن بعد من تحقيق ذلك”، مشدداً على أنّ “عرابي باليرمو لم يتخلوا عن هذا الهدف، ولم تتوقف كوزا نوسترا عن محاولة إعادة بناء شبكتها من العلاقات والتكافل، سواء داخلياً أو خارجياً، وهو ما سمح لها بالتمتّع بعقود طويلة من الهيمنة على جزء كبير من الأراضي الإيطالية”.