أزمة هبوط الطائرات بين لبنان وإيران.. احتجاجات في بيروت ومفاوضات بطهران

المنبر الحر – اندلعت احتجاجات بمحيط مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث تدخلت قوات الجيش اللبناني لتفريق محتجين هاجموا موكباً تابعاً لقوات “اليونيفيل”، وذلك بعدما منع لبنان طائرة مدنية إيرانية من الهبوط في أحد مطاراته، فيما ردت السلطات الإيرانية بمنع طائرتين من إعادة رعايا لبنانيين من طهران.
وأعلنت القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، إصابة قائد بـ”اليونيفيل”، كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته، وذلك خلال هجوم على قافلة للأمم المتحدة كانت تنقل جنوداً إلى مطار بيروت، وطالبت، في بيان، السلطات اللبنانية بـ”تحقيق كامل وفوري وتقديم كل المتورطين للعدالة”.
وقالت مصادر لبنانية، إن بيروت “طلبت من شركة طيران الشرق الأوسط، إرسال طائرتين إلى طهران لنقل الركاب اللبنانيين بعد منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في بيروت، الخميس، إلا أن الشركة لم تحصل على الإذن، وحتى اللحظة رُفض الطلب”.
وذكر مصدر، أنه “عادة لا توجد رحلات لطيران الشرق الأوسط إلى طهران، لذلك هذه رحلات استثنائية هدفها نقل الركاب من طهران إلى بيروت”.
استمرار المفاوضات
وأكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي، أن الاتصالات مستمرة بين وزارة الأشغال والطيران المدني اللبنانية، وشركة طيران الشرق الأوسط مع سفارة لبنان في طهران، بهدف “تأمين عودة المواطنين اللبنانيين إلى بيروت في أسرع وقت ممكن”.
وقال رجّي في حديث لوسائل إعلام محلية، إن “التفاوض يجري حالياً بين البلدين، عبر سفير لبنان في طهران للوصول إلى النتيجة المطلوبة”.
وذكر أن “وزارة الخارجية تتابع عن كثب قضية رفض إيران هبوط طائرتين لبنانيتين على أراضيها، وتسعى لإيجاد مخرج في الشق السياسي، بينما تتابع شركة طيران الشرق الأوسط الملف التقني”، مشيراً إلى أنه “سيتم إصدار بيان رسمي عن الخارجية قريباً”.
اتفاق متبادل
وفي المقابل، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الجمعة، إسرائيل بـ”تهديد طائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين من طهران، مما تسبب في تعطيل الرحلات الجوية العادية للبلاد إلى مطار بيروت”.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي زعم على منصة “إكس”، أن “فيلق القدس الإيراني وحزب الله استغلا رحلات مدنية إلى مطار بيروت لتهريب الأموال”.
من جهته، اعتبر السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني، أن بحث الحكومة اللبنانية عن رحلة بديلة للطائرات الإيرانية “أمر غير مقبول لدينا”، مضيفاً: “نحن نرحب بشكل عام بتسيير رحلات الخطوط الجوية اللبنانية إلى إيران، ولكن ليس بالشكل الذي يؤدي إلى إلغاء الرحلات الإيرانية”.
وأشار إلى أن “المفاوضات جارية حالياً، وتتطلب اتفاقاً متبادلاً”، معرباً عن أمله “في التوصل إلى حل أسرع لهذه القضية”.
إيقاف الرحلات الإيرانية إلى 18 فبراير
ولفت مدير مطار الخميني الدولي في طهران سعيد تشلندري لوكالة “تسنيم” الإيرانية، إلى أنه “كان من المقرر أن تقلع رحلة جوية من طهران إلى بيروت اليوم (الجمعة) الساعة 7:30 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، لكن منظمة الطيران المدني اللبنانية لم تصدر تصريحاً لهذه الرحلة”.
وذكر أن “لبنان أعلنت أن الرحلات الإيرانية إلى لبنان ستتوقف حتى 18 فبراير الجاري، وأن الركاب الذين يرغبون في السفر على هذا الخط يجب أن يستخدموا الرحلات اللبنانية”.
وتابع: “بالطبع، لن نوافق على هذا الطلب، لأنه إذا كان من المقرر أن تكون هناك رحلات بين البلدين، فيجب أن تكون بشكل متبادل”، موضحاً أن منظمة الطيران المدني ووزارة الخارجية في إيران “تعملان على متابعة القضية لحلها”.
احتجاجات في بيروت
وأثار القرار اللبناني بعدم السماح بهبوط الطائرة الإيرانية، احتجاجات أمام مدخل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، إذ قطع مناصرون لـ”حزب الله” طريق المطار، وعدة شوارع رئيسية في بيروت، فيما عمل الجيش اللبناني على فتح الطرقات بعد مواجهات مع المحتجين.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، مساء الجمعة، إن عدداً من الشبان هاجموا موكباً تابعاً لقوات “اليونيفيل” على طريق المطار القديم في محيط الكوكودي، وجرى إحراق 3 سيارات تابعة للموكب، فيما تدخلت قوة من الجيش لتفريقهم.
وأفاد مصدر أمني لبناني لـ”رويترز” بأن فرداً على الأقل من قوات حفظ السلام أصيب بعد إضرام مؤيدين لجماعة “حزب الله” النار في سيارة تابعة للأمم المتحدة قرب مطار بيروت.
ولاحقاً، أجرى رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام اتصالاً هاتفياً بالمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، وبرئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو، مستنكراً الاعتداء على آليات وعناصر اليونيفيل، ومعرباً عن تقدير لبنان للدور الذي قامت وتقوم به القوات الدولية في الجنوب، وأكّد لهما أنه “طلب من وزير الداخلية اتخاذ الإجراءات العاجلة لتحديد هوية المعتدين، والعمل على توقيفهم وتحويلهم إلى القضاء المختص”.
وأعلنت القوة المؤقتة للأمم المتحدة، في بيان، إصابة قائد بـ”اليونيفيل”، كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته، وذلك خلال هجوم على قافلة للأمم المتحدة كانت تنقل جنوداً إلى مطار بيروت، وطالبت السلطات اللبنانية بـ”تحقيق كامل وفوري وتقديم كل المتورطين للعدالة”.
تشهد عدة مناطق ولا سيما محيط مطار رفيق الحريري الدولي احتجاجات تتخللها تعديات وأعمال شغب، بما في ذلك التعرض لعناصر من الجيش، ومهاجمة آليات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ومحاولة إغلاق طريق المطار.
تحذّر قيادة الجيش المواطنين من مواصلة هذه الممارسات التي من… pic.twitter.com/Yr4P0u82NT— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) February 14, 2025
ودعا النائب عن “حزب الله” إبراهيم الموسوي في بيان، الخميس، الحكومة اللبنانية لـ”اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سيادة لبنان على جميع مرافقه العامة وأهمها المطار”.