عاجل
أخبار العالم

والتز: إهانات كييف لترامب غير مقبولة.. ونريد إيقاف الحرب وإجراء انتخابات

المنبر الحر – قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الخميس، إن “الإهانات” والتصريحات الصادرة من أوكرانيا للرئيس الأميركي دونالد ترامب “غير مقبولة”، مشدداً في الوقت نفسه على الحاجة للعودة إلى طاولة المفاوضات، ومناقشة الاتفاق الذي قد يمنح الولايات المتحدة حق الوصول لـ”المعادن النادرة” في أوكرانيا التي تطالب في المقابل بـ”ضمانات أمنية”.

وذكر والتز للصحافيين في إفادة بالبيت الأبيض، أن “هدف (ترامب) هو إنهاء هذه الحرب فقط. وهناك قتال مستمر على كلا الجانبين”، مشبهاً القتال بـ”حرب الخنادق خلال الحرب العالمية الأولى”.

وأشار إلى أن “إحباط” ترامب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في عدة قضايا، مشدداً على “وجوب أن يكون هناك تقدير كبير لما يفعله الشعب الأميركي، ودافعو الضرائب الأميركيون، وما فعله الرئيس ترامب في ولايته الأولى”.

واعتبر أن “بعض التصريحات والإهانات الصادرة من كييف كانت غير مقبولة”، مضيفاً: “الرئيس يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا، وما يجب أن يتبع ذلك هو في مرحلة ما إجراء انتخابات، وتحقيق السلام والازدهار.. وضمان الأمن الأوروبي وأمن العالم بأسره”.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان ترامب يسعى للإطاحة بزيلينسكي من السلطة، قال المسؤول الأميركي، إن “الرئيس ترامب محبط للغاية من زيلينسكي، لأنه لم يأتي إلى طاولة المفاوضات، ولم يُظهر استعداده لاغتنام الفرصة التي قدمناها له. لكنني أعتقد أنه في النهاية سيصل إلى هذه النقطة، وآمل أن يحدث ذلك قريباً جداً”.

وأضاف والتز أن “الرئيس ترامب واضح جداً، وكما أوضحنا لنظرائنا الروس، فإن أولويته هي وقف القتال والمضي قدماً. يمكننا أن ندخل في جدال طوال اليوم بشأن ما جرى سابقاً، لكن الأهم الآن هو إنهاء الحرب، والبحث عن الحلول”.

وكان عدم عقد أوكرانيا انتخابات؛ بسبب الأحكام العرفية في صميم اتهام ترامب مؤخراً لزيلينسكي بأنه “دكتاتور”. وأُعلنت الأحكام العرفية عندما بدأت روسيا غزوها للبلاد في 24 فبراير 2022.

وتمنح تلك الأحكام السلطات صلاحيات طارئة للجهود الحربية، وتحظر إجراء انتخابات. وفاز زيلينسكي بمنصبه في 2019، وكان من المفترض أن تنتهي ولايته في مايو الماضي. وحفزت تعليقات ترامب بعض، إن لم يكن كل، شخصيات المعارضة الأوكرانية على الالتفاف حول زيلينسكي ودعمه، بحسب وكالة “رويترز”.

محادثات الرياض

وعن المحادثات التي شارك فيها بجانب عدد من المسؤولين الأميركيين مع مسؤولين من روسيا في الرياض، قال مستشار الأمن القومي، إن “النقاش مع روسيا كان واسع النطاق، وركز على أهداف العلاقة الأوسع بين الولايات المتحدة وأوكرانيا”.

وأشار إلى أنه “كان واضحاً جداً بشأن ضرورة وقف القتال كخطوة أساسية لتحقيق أي من هذه الأهداف الكبرى. وكخطوة أولى، سنقوم بإجراءات بديهية مثل استعادة قدرة السفارتين على العمل بشكل طبيعي”.

وتابع: “مرة أخرى، هذا أمر بديهي في عالم السياسة الخارجية، حيث يُطلق عليه الدبلوماسية المكوكية، أي ضرورة التحدث إلى كلا الجانبين وإحضارهما لطاولة المفاوضات، وقد قال الجانبين إن الرئيس ترامب وحده قادر على تحقيق ذلك”.

وتحدث والتز عن الضمانات الأمنية التي من الممكن أن تقدمها دول أوروبية إلى أوكرانيا، قائلاً، إن “هناك مناقشات من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن ضمانات أمنية تقودها أوروبا، ونحن نرحب بذلك”.

وزاد: “لطالما كنا نطالب أوروبا بتحمل مسؤولية أمنها وازدهارها بنفسها، لذا فإننا ندعم هذه الخطوات، ونرحب بمزيد من المساعدة الأوروبية في هذا الشأن”، لكنه شدد في الوقت نفسه على “وجوب أن تدفع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) التزاماتها الكاملة تجاه الحلف بحلول القمة المقبلة المقررة في يونيو”.

ولفت والتز، إلى أنه “لا يزال ثلث حلفائنا في (الناتو) لا يلتزمون بالحد الأدنى البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو التزام قطعوه على أنفسهم قبل عقد من الزمن، وبالتحديد قبل 10 سنوات”.

وشدد على أهمية “تحقيق 100% من الالتزامات بحلول يونيو في قمة (الناتو)، ومن ثم نبدأ الحديث عن تجاوز هذا الحد، وهو ما كان الرئيس ترامب يطالب به منذ فترة، بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي”.

وتابع: “على أوروبا أن تتحمل مسؤولية الدفاع عن نفسها كشريك فعلي، ويمكننا أن نكون أصدقاء وحلفاء، ولكن مع ضرورة إجراء هذه المحادثات الصعبة”.

لقاء كيلوج وزيلينسكي

تأتي هذه التصريحات بعد ساعات من لقاء مبعوث ترامب لشؤون الصراع في أوكرانيا كيث كيلوج مع زيلينسكي في كييف، في وقت سابق الخميس، لكن لم ترد أنباء بعد عما إذا كانت محادثاتهما أسهمت في تهدئة الخلاف غير المسبوق في وقت الحرب بين بلدين كانا حليفين وثيقين.

وذكر كيلوج مبعوث ترامب إلى أوكرانيا وروسيا لدى وصوله إلى كييف، أنه “حضر من أجل الاستماع”.

وفي أعقاب الاجتماع، قال زيلينسكي على منصة “إكس”، إنه أجرى محادثة “مفصلة وبناءة” مع كيلوج بخصوص “أسرى الحرب”، و”ضمانات الأمن الفعالة” التي ستكون جزءاً من أي اتفاق سلام، و”الوضع في ساحة المعركة”.

لكن مكتب زيلينسكي قال، إنه لا توجد تفاصيل إضافية تذكر، وأُلغي مؤتمر صحافي مشترك مزمع بناء على طلب الولايات المتحدة، بحسب “رويترز”.

واستخدم زيلينسكي في وقت سابق لهجة تصالحية، بعد أن اتهم ترامب بترديد المعلومات المضللة الروسية، رداً على اتهام الرئيس الأميركي لأوكرانيا بإشعال الحرب المستمرة منذ 3 سنوات مع روسيا. ووصف ترامب زيلينسكي بأنه “دكتاتور” يجب أن يتصرف بسرعة، وإلا سيخسر بلاده.

ويضغط ترامب، الذي تولى منصبه منذ شهر واحد فقط، من أجل التوصل إلى اتفاق سريع لإنهاء الحرب. وقال نائب الرئيس جيه دي فانس، إنه يعتقد أن “نهاية الصراع قريبة، ولا يمكن وقف الحرب دون محادثات مع روسيا”.

ويسعى ترامب كذلك إلى استئناف العلاقات مع روسيا، والاستثمار أيضاً في موارد أوكرانيا من المعادن المهمة في مجال التحول في قطاع الطاقة. ورفضت أوكرانيا خطة أميركية أولية لعدم احتوائها على ضمانات أمنية.

وذكرت “رويترز”، الأربعاء، أن إدارة ترامب تدرس تقديم اتفاق معادن مبسط إلى زيلينسكي، على الرغم من أن الرئيس الأوكراني لم يذكر الاتفاق المنقح في تصريحاته على وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!