روبيو: خطة ترامب بشأن غزة “عرض سخي” وليست خطوة عدائية
المنبر الحر – دافع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، عن خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن غزة، معتبراً أنها “سخية للغاية”، وقال في تصريحات، الأربعاء، خلال زيارة إلى جواتيمالا إن عملية إعادة الإعمار ستحتاج إلى مليارات الدولارات، فيما قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لن تتحمل تكاليف بناء القطاع.
ولاقت خطة ترامب، التي أعلنها الثلاثاء، بشأن تولي الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، مع إعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة، انتقادات فورية في الشرق الأوسط وخارجه.
وفي مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب إنه يعتقد أن الفلسطينيين في غزة يجب أن يُعاد توطينهم في مكان آخر، مقترحاً “قطعة أرض جديدة وجميلة” يتم تمويلها من قبل مانحين أثرياء، وسط رفض عربي ودولي متكرر لخطط تهجير سكان القطاع المدمر بعد حرب إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهراً.
واقترح الرئيس الأميركي، منح الفلسطينيين أرضاً جديدة بدلاً من العودة إلى غزة، وطرح فكرة إعادة توطين الفلسطينيين من غزة في مواقع متعددة، معتبراً أن ذلك سيكون “أفضل بكثير” من العودة إلى منطقة، وصفها بأنها شهدت “عقوداً من الموت”.
وحاول روبيو تبرير خطة ترامب، مشيراً إلى أنها تُمثل إقراراً بأن “غزة تعرضت لدمار هائل”، وأضاف: “إذا نظرنا إلى الصور الجوية وشاهدنا ما يحدث، سنجد أن هناك مليارات الدولارات ستكون مطلوبة لعملية إعادة الإعمار، وحجم الدمار ضخم جداً، كما أن بعض المناطق أصبحت غير صالحة للسكن الآن وفي المستقبل المنظور”.
وتابع: “ما أعلنه الرئيس ترامب هو عرض واستعداد الولايات المتحدة لتكون مسؤولة عن إعادة إعمار تلك المنطقة، وأثناء عملية إعادة البناء، وإزالة الأنقاض، هناك ذخائر غير منفجرة، وهناك أسلحة تابعة لحماس مدفونة تحت الأرض، وكل ذلك يجب إزالته بالكامل حتى يتمكن الناس من العيش بأمان في تلك المنطقة”.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن هذه المهمة “ضخمة جداً”، لافتاً إلى أن “الشيء الوحيد الذي فعله الرئيس ترامب بسخاء شديد، من وجهة نظري، هو عرض استعداد الولايات المتحدة للتدخل، لإزالة الأنقاض، وتنظيف المنطقة من كل الدمار الموجود على الأرض، وإزالة كل الذخائر غير المنفجرة، وفي هذه الأثناء، لن يتمكن السكان الذين يعتبرونها موطناً لهم من العيش هناك”.
وقال إن “ترامب قدم عرضاً مشابهاً في ولايته الأولى، رغم أنه لم يكن هناك صراع في ذلك الوقت، إذ عرض خطة بقيمة 50 مليار دولار لمساعدة الفلسطينيين، لكنها رُفضت من قبل السلطة الفلسطينية آنذاك. وفي هذه الأثناء، من الواضح أن الناس سيحتاجون إلى مكان للعيش فيه أثناء إعادة الإعمار”.
ووصف روبيو ما حدث في غزة بأنه “يشبه إلى حد ما كارثة طبيعية”، معتبراً أن “ما عرضه الرئيس ترامب بسخاء كبير هو إمكانية دخول الولايات المتحدة والمساعدة في إزالة الأنقاض، وإزالة الذخائر، والمساعدة في إعادة الإعمار، بما في ذلك بناء المنازل والشركات والمنشآت الأساسية، بحيث يمكن للناس العودة لاحقاً، لكن في الوقت الحالي، سيحتاجون إلى مكان للعيش فيه”.
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أنه في حال تم قبول العرض، يجب أن يتم تنسيق الخطة بين عدة دول شريكة، مجدداً التأكيد أنه “عرض فريد من نوعه، لم تقدم مثيلاً له أي دولة أخرى في العالم”، داعياً كافة الأطراف إلى التفكير فيه بجدية.
وأضاف: “لم يكن المقصود بالعرض أن يكون خطوة عدائية، بل كان، في رأيي، خطوة سخية للغاية”.
البيت الأبيض: ترامب لم يتعهد بإرسال قوات برية إلى غزة
بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن الولايات المتحدة لن تدفع تكاليف إعادة إعمار غزة، مشيرة إلى أن “الإدارة الأميركية سوف تعمل مع شركاء في المنطقة لإعادة بناء هذه المنطقة”.
وأضافت خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهد بإعادة إعمار غزة ونقل المتواجدين هناك مؤقتاً، موضحة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان على علم بتصريحات ترامب بشأن غزة مسبقاً.
ومضت قائلة إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يتعهد بإرسال قوات برية إلى غزة، وإنه ملتزم بالقضاء على حركة “حماس”، وضمان السلام الدائم في المنطقة بأسرها، و”الاقتراح التاريخي للولايات المتحدة للسيطرة على غزة، الذي أعلنه الرئيس ترامب الليلة الماضية، يؤكد هذا الالتزام”.
وتابعت: “المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سافر مؤخراً إلى غزة، وعاد بصور أظهرها للرئيس حول الوضع المزري هناك، واتخذ الرئيس هذا القرار بقلب إنساني”.
وتحدثت ليفيت عن محادثات الرئيس الأميركي مع قادة دول المنطقة لبحث مقترحه في قطاع غزة، وقالت، إن ترامب ” كان صريحاً جداً، وهو يتوقع من شركائنا في المنطقة، وخاصة مصر والأردن، قبول اللاجئين الفلسطينيين مؤقتاً حتى نتمكن من إعادة بناء منازلهم”.
وشددت على أنه “وفق خطة ترامب بشأن غزة سيسمح للفلسطينيينن الراغبين بالبقاء على أراضيهم في القطاع”، كما شددت على أن “الرئيس ملتزم بإعادة بناء غزة، ونقل الموجودين فيها بشكل مؤقت”، مشيرةً إلى أن غزة “مدمرة، كما لا يوجد بها مياه، ولا كهرباء”.
وقالت: “الرئيس ترامب يريد أن يعيش هؤلاء الأفراد بسلام، وهو ملتزم بالقيام بذلك عبر هذه الخطة الجديدة الجريئة للغاية”.