عاجل
سوريا

حقائق عن “ملفات سرقة ونهب وأسماء وهمية” في “السورية للطيران”

المنبر الحر – دمشق |

روى “عبيدة جبرائيل” مدير عام الخطوط الجوية السورية سابقاً، حكايته مع النظام السابق، وتفاصيل إقالته من منصبه وذلك بعد فترة قصيرة من تعيينه، قائلاً: “تم تعييني كمدير في الشهر الأول من عام 2023، لكن تم إقالتي في شهر 11 (نوفمبر) من نفس العام بسبب غير مباشر وأساسي”، لافتاً إلى أن السبب هو عقد لسرقة السورية للطيران.

وتحدث “جبرائيل” في لقاء تلفزيوني عن تفاصيل هذا العقد متابعاً: “يعود السبب الحقيقي لإقالتي إلى رفضي التوقيع على عقد استثمار السورية والذي نطلق عليه مسمّى”عقد الاغتصاب”، للخطوط الجوية السورية”، موضحاً أن توقيع العقد مع شركة تسمى “أيلوما”، وهي شركة لقيطة أنشئت بالغرف المظلمة، مضيفاً: “صُدمت أثناء عرض العقد بأن هذه الشركة لا توازي حتى اسم شركة “السورية للطيران”، إن لم يكن بالإمكانات المادية والفنية والتاريخية، ولا يتجاوز رأسمالها الـ 10000 دولار، وهي شركة استثمار في المجالات الخدمية، وتابعة لأشخاص وهميين غير معروفين”.

وقال “جبرائيل”: “في اجتماع مع مدراء الخطوط الجوية السورية، قيل لنا أننا موجودون للتوقيع على العقد وليس مناقشته، حيث كان هذا العقد ظالم ومن طرف واحد، ورفضت توقيع العقد حفاظاً على المسؤولية”، منوّهاً بأن العقد عبارة عن إعطاء إدارة واستثمار الخطوط الجوية السورية لمدة 30 عاماً بشروط صعبة للدولة والمؤسسة والموظفين، مشيراً إلى أن الشركة تابعة لشخص يدعى “يسار ابراهيم” والذي كان مرتبطا بصندوق تابع للقصر الجمهوري”،

“من يعارض توقيع العقد سيتم محاسبته وسجنه”، هذا ما تم إخبار المدراء به بحسب “جبرائيل”، والذي بيّن أنه تمت إقالته بعد رفضه بأقل من 10 شهور، مضيفاً: “أصرّيت على الرفض أنا ومجموعة من المدراء لأنه لا يمكن توقيع عقد بهذا الأسلوب، وتم فيما بعد تحويلي للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، وبعد إقالتي تسلّمت إدارة جديدة وتم توقيع العقد، وكان من بين هذه الإدارة أشخاص رفعت بهم سابقاً ملفات تحقيقية بملايين الدولارات فيها هدر واضح للمال العام وسوء الائتمان، ويبدو أنه تمت مفاوضات على إنهاء هذه الملفات التفتيشية مقابل توقيع العقد”.

وحول مصير أرباح وعائدات الخطوط الجوية السورية، أكد “جبرائيل” أنه خلال فترة عمله كمدير تجاوزت الأرباح الـ125 مليون دولار، قائلاً: “انطلقت من خلال عدة اجتماعات مع التخطيط والمسؤولين الماليين والمحاسبين والفنيين نحو تطوير الأسطول، وفي تلك الأثناء ذهبت بمهمة عمل إلى المملكة العربية السعودية وكان من أولى الطروحات من قبل الإخوة السعوديين تقديم كل التسهيلات الممكنة للخطوط السورية لإعادة التشغيل إلى محطات جدة والرياض والدمام والخبر”.

وأكمل “جبرائيل”: “عند عودتي أخبرت وزير النقل السابق المهندس “زهير خزيم” بهذه الخطة الإسعافية ولكن الرد صدمني، حيث بدلاً من تشجيعه على المتابعة أجابني لا تراهن على الموضوع السعودي لأننا سوف نكمل بالشراكة مع “إيلوما”، أصبت باليأس، وبقي الموضوع حوالي 9 أشهر ولم يتم إعادة التشغيل للمملكة السعودية”.

وأضاف “جبرائيل”: “أما من ناحية الأرباح، الشركة السورية حققت أرباحا كما ذكرنا سابقاً ولكن في الشهر الثامن صُدمنا بتوقيع العقد مع “إيلوما” من قبل الإدارة الجديدة، وكتاب من مؤسسة الخطوط الجوية السورية لجميع الوكلاء الخارجين والداخلين بتحويل جميع الإيرادات لحساب الشركة الجديدة، وإذا أجرينا معادلة حسابية صغيرة نجد أنه كل 4 شهور تحقق السورية قرابة الـ 100 مليون دولار إيرادات وليس صافي أرباح، ومنذ توقيع العقد وحتى سقوط النظام يوجد 100 مليون دولار ذهبت من الخزينة العامة مقابل هذه الشركة التي لم تقدم لا طائرة حديثة ولا قديمة ولا حتى محركات، فكانت عملية إستيلاء ونهب وسرقة إلى جيوب الفاسدين”، مطالباً بمحاسبة كل من شارك قضائياً وملاحقتهم من خلال الوثائق.

السورية للطيران هي خطوط الطيران الوطنية السورية، تتخذ من مطار دمشق الدولي مقراً لها، تأسست عام 1946، وتعد واحدة من أهم 50 شركة بالمنطقة، كانت تقدم خدماتها لأكثر من 48 وجهة في آسيا، أوروبا، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فضلا عن الرحلات الداخلية في سوريا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!