الديموقراطية الحزبية في الاردن.. وإرهاصات الصالونات الضيقة
💠 المنبر الحر - بقلم محمد مصطفى العضايلة
التعددية الحزبية تشمل النظام السياسي الذي يسمح بوجود أكثر من حزب سياسي يتنافس بحرية في الساحة السياسية. وفي السياق التاريخي تعتبر الديمقراطية في الأردن نتاجاً للتطورات التاريخية والسياسية التي مرت بها المملكة. فمنذ الاستقلال عام 1946، قام نظام الدول على الملكية الدستورية وتضمن في مكوناته النظام البرلماني التشريعي حيث لعب دوراً هاما في تحقيق التوازن وتمثيل الشعب وتولى صياغة القوانين واتخاذ القرارات الهامة، فيما شهد الأردن تعددية حزبية بوجود العديد من الأحزاب السياسية المتنوعة وعكس التنوع السياسي والفكري للمجتمع.
واعتبر دور البرلمان أساسيا في تحقيق التوازن والشفافية في العمل السياسي لضمان تمثيل جميع فئات المجتمع في عملية صنع القرار. كما قام بمراقبة عمل الحكومة وضمان تطبيق القوانين بشكل صحيح.
ونحن على مشارف إنتخابات نيابية حزبية قادمة فمن المهم فهم دور البرلمان كقوة تشريعية ورقابية مستقلة، تعمل على منع التعددية الحزبية السلبية وتحقيق التوازن في القوى السياسية.
على الجانب الاخر.. تعد حكومات الظل والصالونات السياسية من العوامل الرئيسية التي تؤثر على المشهد البرلماني في الأردن. فحكومات الظل تعمل على تقديم بدائل للسياسات والقرارات الحكومية، وبالتالي تشكل تحديًا أمام البرلمان وتؤثر على توجهات النواب وقراراتهم. أما الصالونات السياسية فتلعب دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام والتاثير عليه، مما ينعكس بشكل مباشر على الأداء البرلماني.
تحديد العلاقة بين حكومات الظل والصالونات السياسية والبرلمان يفتح الباب أمام فهم أعمق لكيفية تحول الآراء والتوجهات السياسية إلى تأثير فعلي على عمل البرلمان، وبالتالي يكون لها دور بارز في تشكيل القرارات البرلمانية وسير عمل الهيئات التشريعية في المستقبل.
وهنا تتجلى ضرورة تعزيز الديمقراطية في الأردن من خلال تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في جميع المؤسسات. بالإضافة إلى تعزيز دور البرلمان وزيادة صلاحياته في صنع القرار والمراقبة والرقابة على الحكومة. كذلك ضرورة تعزيز الحوار بين الأحزاب السياسية وتشجيع التعاون البنّاء بينها من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الديمقراطية في البلاد.
من المهم أن ندرك أن التحديات التي تواجه الديمقراطية في الأردن تتطلب إجراءات لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وتعزيز دور البرلمان وتقوية الأحزاب السياسية.