الإدارة السورية الجديدة: التحركات الروسية الأخيرة تثير تساؤلات حول نوايا موسكو
المنبر الحر – دمشق | نورمان مخللاتي
صرحت الإدارة السورية الجديدة في سوريا أنها “منفتحة على إقامة اتصالات مع جميع الدول من أجل تشكيل مستقبل جديد للبلاد”، مؤكدة في الوقت نفسه موقفها الرافض لاستمرار الوجود الروسي في سوريا.
وقال “عبيدة أرناؤوط” المتحدث باسم الدائرة السياسية للإدارة السورية الجديدة: “أعتقد أن على روسيا إعادة النظر في وجودها ومصالحها على الأراضي السورية، فمصالحهم كانت مرتبطة بالنظام الإجرامي للأسد، بإمكانهم إعادة التفكير واتخاذ مبادرة للتواصل مع الإدارة الجديدة، وإثبات أنهم لا يحملون عداوة للشعب السوري، وأن عصر نظام الأسد قد انتهى أخيراً”.
تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تحركات عسكرية روسية لافتة؛ حيث شوهدت قافلة من المركبات العسكرية الروسية تتحرك من مدينة اللاذقية الساحلية باتجاه مدينة طرطوس.
وتمتلك روسيا قاعدتين عسكريتين رئيسيتين في سوريا، هما قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، وقاعدة طرطوس البحرية على البحر المتوسط، والتي تُعد ذات أهمية استراتيجية خاصة، إذ توفر لروسيا منفذها الوحيد المباشر إلى البحر المتوسط، ما يسمح لها بإجراء مناورات عسكرية ونشر سفنها الحربية، إضافة إلى استضافة غواصاتها النووية.
وقال “أرناؤوط”:”إن التحركات الروسية الأخيرة تثير تساؤلات حول نوايا موسكو”، مضيفاً: “قرارات سحب السفن الحربية من الموانئ وإخراج أساطيل المركبات العسكرية من القواعد لا تعني بالضرورة انسحاباً حقيقياً؛ فقد تكون جزءاً من تحركاتهم الروتينية”.
ولا تزال هيئة تحرير الشام مدرجة على قوائم الإرهاب الصادرة عن الأمم المتحدة منذ عام 2014 بسبب ارتباطها السابق بتنظيم القاعدة، وهو تصنيف تلتزم به جميع الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي.
لكن” عبيدة أرناؤوط” وصف هذا التصنيف بأنه “غير دقيق”، مشيراً إلى أن الأنشطة الحالية للهيئة تركز على “الوحدة والعدالة”، مضيفاً: “نحن ندعو الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وبريطانيا، ودولاً أخرى إلى إعادة النظر في تصنيفنا كمنظمة إرهابية”.
ومنذ الإطاحة بنظام الأسد المجرم، وضعت هيئة تحرير الشام نفسها في موقع القيادة للمرحلة السياسية الجديدة، حيث عيّنت رئيس وزراء مؤقتاً لإدارة الحكومة الانتقالية حتى آذار 2025، كما تعهدت الهيئة بتحويل الاقتصاد السوري من نموذج الدولة المركزية إلى اقتصاد السوق الحر وجذب الاستثمارات إلى البلاد.
